أمين عبدالله إبراهيميعيش الشباب العربي مرحلة لم تعايشها الأجيال السابقة، فهو يمر بمرحلة تحول جسمي ونفسي واجتماعي وثقافي، تحيط به متغيرات عالمية وإقليمية ووطنية سريعة في إيقاعها عميقة في تأثيرها، ما جعله يواجه فرصاً في التعليم والتداوي من الأمراض والانفتاح على الفضائيات المفتوحة، والاتصال السريع عبر شبكة المعلومات العالمية، وعلى الهاتف الجوال ومخزون الحاسبات الآلية من معارف، ومن ثم تعدد وتنوع فرص التعليم الذاتي الفردي والجماعي إلا أنه يواجه من ناحية أخرى صعوبات ومخاطر لم تخبرها الأجيال السابقة، نتجت عن تعامل السياسات الوطنية مع المتغيرات العولمية، بالتركيز على إعادة التكيف مع الرأسمالية، فهو أكثر تعرضاً للبطالة بأنواعها ومن ثم ولوجه عالم الفقر، وتعرضه لأمراض غير مسبوقة لا تزال صعبة العلاج (كالإيدز)، وثمة صعوبات أخرى أسهمت فيها أطراف دولية كتعاطي المخدرات.ولعل الأهم من ذلك هو تعرضه لتيارات وأنماط ثقافية وقيمية، وأنماط من السلوك مست هويته الحضارية، ومن ثم تباينت مواقف البعض منهم لمواجهة أزمة الهوية، فمنهم من سعى إلى الاندماج في ثقافة الآخر، ومنهم من أفضت بعض المؤثرات المحلية والإقليمية إلى رفضه للآخر، وهو رفض امتزج فيه الانعزال بالتعصب الفكري وربما السلوكي، فهو شباب في مفترق طريق، تطلعات متزايدة وإحباط متراكم، ومن ثم فهو بحاجة إلى وعي مجتمعي نوعي بكل هذا، لصياغة سياسات بديلة تفيد من الفرص المتاحة معرفياً وتكنولوجياً، وتواجه المخاطر الصحية والحضارية والاجتماعية خاصةً التأخر في زواجه وعزوفه الواعي عن المشاركة السياسية، فهو شباب كما قال بعض الكتاب “ تأخر تشبّبه أو تشيّخ مبكراً”، أو كما يقولون “شيَّب وعاده شباب”.
أوضاع الشباب بين الأمس واليوم
أخبار متعلقة