دراسة
ذكرت الدكتورة بلقيس أبو أصبع في ورقتها عن المشاركة السياسية التي طرحتها في فعاليات المؤتمر الوطني الثالث للمرأة مارس 2006م أن أهم الأسباب تكمن في :1- إحجام الأحزاب عن ترشيح النساء، وذلك في إطار التقاعس العام لها عن تدريب الكوادر النسائية والدفع بها لخوض الانتخابات. وهو ما يظهر في ضآلة عدد المرشحات الحزبيات في الانتخابات مقارنة بالأعداد المأمول انتخابهن. (مع الأخذ في الاعتبار قطعاً ضآلة الدور الحزبي في العمل الجماهيري العام!).2- معوقات تتعلق بالنسق القيمي السائد، ومنها رفض الرجل للدور السياسي للمرأة، وعدم وجود مجتمعي عن أهمية تواجدها في الحياة السياسية.3- محدودية الخبرة الانتخابية لدى كثير من العناصر النسائية، وضعف المصادر التمويلية لدى المرشحات.4- استخدام العنف والإشاعات وسبل دعاية انتخابية لا أخلاقية، عند احتدام المنافسة بين المرشحين، مما يدفع النساء إلى الاحجام عن الترشيح.5- نقص الوعي العام لدى النساء حول أهمية أصواتهن الانتخابية، وكيف يمكن أن تؤثر في نتائج الانتخابات.- ومن أجل زيادة أعداد النساء في الانتخابات المحلية القادمة ترى الباحثة أن يتم العمل على مرحلتين:الأول: مباشر: ويتعلق بالانتخابات المحلية القادمة في سبتمبر 2006م.الثاني: بعيد المدى، ويتعلق بالخطط والاستراتيجيات التي تسعى في النهوض بأوضاع المرأة بصفة عامة، وتستهدف خلق البيئة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتشريعية الكفيلة بوضع المرأة على قدم المساواة مع الرجل في الانتخابات المختلفة.فعلى المستوى المباشر يجب توحيد جميع جهود المنظمات النسائية، ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والصحافة ومراكز الدراسات البحثية المؤمنة بقضية المرأة، على تحقيق جملة من الأهداف أهمها:1- السعي الجاد والحثيث في المطالبة والضغط على المؤسسات التنفيذية والتشريعية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تعديل القوانين التي تضمن مشاركة عادلة للمرأة في كافة المجالات.2- اختيار نخبة من المرشحات القياديات الكفؤات لخوض المعركة الانتخابية القادمة، وتقديم مرشحات قادرات على المنافسة، وتنسيق قوائم المرشحات بحيث يمكن تجنب ما أمكن المنافسة النسائية على المقاعد ذاتها.3- ضمان تقديم مرشحات في كثير من الدوائر حتى وان كانت فرص فوزهن محدودة، والهدف تمرين المجتمع على فكرة المنافسة النسائية، وكسر الحواجز النفسية أمام مشاركة المرأة، فالانتخابات لحظة مكثفة في الوعي العام، وحسن أداء المرشحة كفيل بتعليم الجماهير خلال أيام وأسابيع معدودات ما يصعب علها أن تتعلمه في سنوات وربما عقود.4- توحيد الجهود التي تقوم بها المنظمات النسائية، بكل ما يعنيه ذلك من سعي حثيث لتأمين التمويل المناسب للحملات الانتخابية للمرشحات، وتكثيف التشاور لادارة حملات انتخابية عالية الكفاءة، وصوغ البرامج والشعارات الانتخابية التي تمكن المرأة من الوصول إلى عقول وقلوب وضمائر الناخبين والناخبات.5- على المرشحات الاهتمام بقضايا المجتمع ككل وليس النساء فقط فجمهورها هم الرجال والنساء على حد سواء.6- بذل جهود مكثفة مع الأحزاب والنقابات المهنية، وفي أوساط الجامعات على ضرورة دعم النساء في الانتخابات.7- ثمة جهد اضافي يقع على كاهل المنظمات النسائية في هذه المرحلة لضمان تدريب النساء المرشحات على ادارة الحملات الانتخابية ومخاطبة الجمهور وكسب ثقته، وحسن التصرف في مواجهة الطوارئ الناشئة عن المناظرات والاجتماعات العامة، وقراءة مكونات الدائرة الانتخابية، وتوظيف نقاط ضعف المنافسين الآخرين، وجمع المال الضروري لتمويل الحملات الانتخابية، ومخاطبة الاعلام والصحافة.8- ثمة حاجة لجهد أعلامي متميز، يحث المرأة على المشاركة ترشيحاً وتصويتاً، يبرز النماذج الايجابية لعمل المرأة في شتى ميادين العمل العام، وتشكيل لوبي ضاغط على وسائل الاعلام والصحافة من خلال اطلاق فيض من الرسائل والاتصالات المرحبة بأي مبادرة تخدم قضية المرأة.أما على المدى البعيد: فثمة حاجة لاستراتيجيات وبرامج تخاطب الجذور الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتشريعية التي تغذي واقع تهميش المرأة، وتبقيها في ادنى درجات سلم المشاركة:1- الحاجة إلى خطاب يتعامل مع الموروث الثقافي الذي يجعل المرأة في أسفل السلم الاجتماعي.2- نحن بحاجة لتعديل بعض القوانين التمييزية ضد النساء، وماطرأ في الآونة الأخيرة من تعديلات حول بعض القوانين يمكن أن يشكل بداية ايجابية على أنه بحاجة لمزيد من التطوير والتحديث.3- نحن بحاجة لعمل متراكم، فالتحضير للانتخابات لا يتم أبداً في سنة الانتخابات، فمنذ اليوم الأول لانتهاء الاستحقاق الانتخابي علينا أن نبدأ بدراسة النتائج واستخلاص الدروس، وصوغ البرامج والخطط للاستمرار في مخاطبة الجمهور وتشجيع المرأة على المشاركة، والتصدي لكل العوائق والعراقيل التي تحول دون تحقيق هذه الأهداف.4- نحن بحاجة لمبادرات منتظمة مع صانعي القرار السياسي من (جهات تنفيذية وأحزاب سياسية) لضمان انتخاب المرأة في هذه المستويات القيادية.5- علينا الاهتمام بالمرأة الريفية، لأنها قوة انتخابية لا يستهان بها. 6- إعادة النظر في مناهجنا الدراسية، وأن نسعى في اغنائها عبر حوار معمق مع القائمين على هذه الهدمة، لضمان تخريج أجيال جديدة من المؤمنين بالمواطنة التي لا تفرق بين لون أو جنس أوعقيدة أو دين أن منبت أواصل .