الإعاقة .. مصطلحات وعناصر لها بدايات
[img]img_0110.jpg[/img]إعداد / أماني العسيري عالم الإعاقة عالم يشمل عددا من الفئات التي صنفت على أساس أنواع الإعاقة ، ولهذا العالم بداية جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية التي دعت إلى تلبية حقوق المعاقين في العام 1970م بهدف تنمية مهاراتهم . ونظر إلى هذه الدعوة الذاتية بأنها مسؤولة إلى حد كبير عن تحول الأطفال المعاقين إلى الاعتماد على أنفسهم ، حيث استفادوا من التشريعات التي فرضتها ولاية كاليفورنيا عام 1959 م والتي مكنت الناس الذين أصيبوا بإعاقة بسبب شلل الأطفال من مغادرة عنابر المستشفى والعودة إلى المجتمع بعد تلقيهم الإعانات النقدية لشراء المساعدات الشخصية وممارسة طرق التأهيل.[c1]التصنيف الدولي للإعاقة[/c]وضعت منظمة الصحة العالمية تصنيفا يميز بين الإعاقة والعجز الذي يؤثر على وظائف الجسم الفسيولوجية أو النفسية .وبحسب هذا التصنيف الدولي وضعت للإعاقة 9 عناصر يمكن أن تتأثر وتؤثر في حياة الفرد المعاق إضافة إلى الاضطرابات النفسية وهي : صعوبة التعلم والتطبيق، المهارات العامة ، التواصل ، التنقل ، الرعاية الذاتية ، الحياة الأسرية ، التفاعلات والعلاقات مع الناس ، المجالات الرئيسية في الحياة ، المجتمع والحياة الاجتماعية ، الرعاية الاجتماعية . وهذه العناصر تهدف دمج الفرد المعاق في المجتمع . وهذا يتطلب العمل الاجتماعي والمسؤولية الجماعية للمجتمع بأسره لإجراء التعديلات اللازمة من أجل المشاركة الكاملة للأشخاص المعوقين في جميع مجالات الحياة الاجتماعية، التي تتطلب من الفرد والمجتمع التغيير الاجتماعي على نطاق واسع.[c1]أول معاهدة لحقوق المعاقين [/c]وقد تم الموافقة رسميا على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في العام 2006 م ، وهي أول معاهدة لحقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين لحماية وتعزيز الحقوق والفرص للمعاقين ، حيث يقدر عددهم في العالم ب 650 مليون شخص معاق. تقرر تلك الاتفاقية الحقوق الكاملة للطفل المعاق في التعليم والعمل والتأهيل الجسدي والنفسي والاجتماعي .[c1]التخلف العقلي ( الإعاقة الفكرية) [/c]الإعاقة الفكرية أو التخلف العقلي هو اضطراب عام يتميز بضعف الأداء المعرفي بشكل كبير وعجز في اثنين أو أكثر من السلوكيات قبل سن 18 عاما. ويكون فيها مؤشر مستوى الذكاء اقل من 70 %.يمكن للأطفال ذوي التخلف العقلي تعلم الجلوس و الزحف ، المشي والوقوف ولكن في مراحل متأخرة عن الأطفال الطبيعيين. كما أن ذلك يترافق أيضا مع العلامات والأعراض التالية : التأخر في تطور اللغة والكلام ، العجز في المهارات والذاكرة ، صعوبة في تعلم القواعد الاجتماعية ، صعوبة في مهارات حل بعض المسائل التي توافق عمره.التأخر في تطوير السلوكيات التكيفية -مثل الاعتماد على الذات أو مهارات الرعاية الذاتية في مرحلة الطفولة المبكرة الذي يسمى التخلف العقلي البسيط (معدل الذكاء 50-69) -قد لا يكون واضحا ، وربما لا يمكن تحديده حتى يبدأ الطفل المدرسة. وحتى عندما يتم التعرف على ضعف الأداء الأكاديمي لدى الطفل فقد نستغرق وقتا ليس بالقصير للتمييز بين معدل التخلف العقلي والعاطفي .الأطفال في هذه الفئة قادرون على التعلم والمشاركة بعد بلوغهم في أعمال مفيدة للمجتمع .التخلف العقلي المتوسط (معدل الذكاء 35-49) يكون واضحا عادة في غضون السنوات الأولى من العمر. والأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي المتوسط يحتاجون إلى دعم كبير في المدرسة ، في البيت ، وفي المجتمع من أجل المشاركة بشكل كامل. أما الأطفال الذين يعانون من تخلف عقلي شديد فهم بحاجة إلى مزيد من الدعم المكثف والإشراف على حياتهم بأكملها.[c1]الأسرة تزيد معاناة أبنائها المعاقين [/c]بعض الأسر ربما تزيد من معاناة الطفل المعاق ، حيث تسيء معاملته جسديا وسلوكيا فتعمد إلى إهماله صحيا مع أن الطفل المعاق بحاجة إلى عناية بنظافته العامة ونظافة فمه وأسنانه وجميع نواحي حياته أكثر من الأطفال الطبيعيين . وقد يكون عزل الطفل عن المجتمع وعن الزوار احد أنواع الإساءة للطفل المعاق ، فهو كأي إنسان يحتاج إلى التفاعل مع من حوله.[c1]أسباب الإعاقة الفكرية [/c]متلازمة « داون » ، متلازمة الكحول الجنيني ،متلازمة اكس الهش هي ثلاثة أسباب شائعة . ومع ذلك ، فان هناك أسباباً أخرى كثيرة منها الحالات الوراثية : إذ يحدث بعض الأحيان بسبب الجينات الموروثة غير الطبيعية من الآباء والأمهات مثل متلازمة « كلينفلتر»، الورم العصبي الليفي ، الغدة الدرقية الخلقي ، ومتلازمة « وليامز » بيلة الفينيل كيتون .مشاكل الحمل : الأمراض التي تصيب الأم ومنها الحصبة تؤثر في الجنين بشكل أو بآخر .مشاكل الولادة : إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في أثناء الولادة ، مثل عدم الحصول على ما يكفي من الأوكسجين فقد يؤدي ذلك إلى تلف في الدماغ . كما أن إصابة الطفل فيما بعد ببعض الأمراض - التي لم يتلق العلاج المناسب منها في وقته مثل التهاب السحايا ( الحمى الشوكية) - قد تتسبب في الإعاقة الفكرية والحركية . كما يتأثر الطفل بتعرضه للعديد من السموم مثل الرصاص والزئبق . نقص اليود - كذلك - يؤثر على ما يقرب من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم وهو من أهم ما يمكن توقيه من أسباب الإعاقة العقلية في مناطق من العالم إذ يحدث نقص اليود بصورة وبائية . [c1]الإعاقة الحركية والشلل الدماغي[/c]أول من عرف الإعاقة الحركية بسبب الشلل الدماغي الجراح الانجليزي ( وليام ليتل ) في عام 1860م.. أثار ليتل إمكانية الاختناق أثناء الولادة كسبب رئيس للاضطراب في العالم الصناعي .. تبلغ حالات الشلل الدماغي حوالي 2 لكل 1000 ولادة حية. والمعدل أعلى في الذكور منه لدى الإناث .إن تعرض الأم الحامل إلى بعض الالتهابات والإشعاع والاختناق أثناء الولادة إضافة إلى حالات الأطفال الخدج الذين هم من أكثر الأطفال تعرضاً لمثل تلك الإعاقات مستقبلا هو من الأسباب المؤدية للإعاقة الحركية بسبب الشلل الدماغي ويشكل مابين 40 ٪ و 50 ٪ من الأطفال الذين يصابون بالشلل الدماغي أطفال ولدوا قبل الأوان. في حين أثبتت الأبحاث الحديثة أن الاختناق أثناء الولادة ليس هو السبب الأهم ، وهو ما يمثل على الأرجح مالا يزيد على 10 في المائة من جميع الحالات . تتوفر العديد من المراكز الطبية المتقدمة في بلادنا - ولله الحمد - المتخصصة في رعاية هذه الفئة الحبيبة إلى قلوبنا في جميع نواحي حياتهم وتأهيلهم بشكل عام ليساهموا في نهضة مجتمعهم وخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم .