تمديد حظر التجوال وإلغاء إجازات الشرطة والجيش في العراق
تمديد حظر التجوال في العاصمة العرقية
بغداد/ وكالات: أعلنت جبهة التوافق العراقي مقاطعتها لاجتماع يعقده الرئيس العراقي جلال الطالباني لتهدئة الأوضاع بعد تفجير قبة علي الهادي في سامراء واتهمت الحكومة بالفشل بحماية مساجد السنة.وقال القيادي في الجبهة - وهي أبرز أحزاب العراقيين السنة- إياد السامرائي إن رسالة اعتذار أرسلت إلى الرئيس، مضيفا أن الحكومة "أهملت توفير الأمن للمواقع السنية ولم تندد بأعمال العدوان".ولم يتضح ما إذا كانت المحادثات الموسعة التي دعا لها الطالباني في مكتبه ستمضي قدما بعد مقاطعة الجبهة التي حازت في آخر انتخابات على 44 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ275.وطالب قيادي سني آخر هو سلمان الجميلي باعتذار عن هجمات أمس الاول على مساجد السنة ودعا الحكومة "التي لم تفعل الكثير إلى إدانة الهجمات التي شنتها الجموع الغاضبة ".واتهم الجميلي قوات الأمن التابعة للحكومة ومن وصفها المليشيات الشيعية بالتعاون "في بعض الأحيان" لمهاجمة مساجد السنة.وقال عبد السلام القبيسي المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين ان الهيئة تشير باصبع الاتهام الى جهات دينية شيعية معينة دعت الى تنظيم احتجاجات.وبدت هذه التصريحات موجهة إلى المرجع علي السيستاني المرجع الشيعي الاعلى في العراق الذي دعا يوم الاربعاء الى تنظيم احتجاجات بعد الهجوم على مزار شيعي في مدينة سامراء. ودعا السيستاني في الوقت نفسه الى ضبط النفس وعدم مهاجمة المساجد.في هذه الأثناء بدا العراق وكأنه انزلق إلى اقتتال مذهبي بين السنة والشيعة مع الإعلان عن العثور على مزيد من جثث السنة في أماكن مختلفة قتل أصحابها بعد أن أوثقت أياديهم خلف ظهورهم.وأفادت وزارة الداخلية أن 47 جثة لرجال قتلوا رميا بالرصاص عثر عليها في منطقة النهروان.واتت عمليات القتل هذه بعد إعلان وزارة الداخلية أنها تسلمت أمس الاول اكثر من 51 جثة لأشخاص قتلوا في أماكن مختلفة بعد تفجير المرقد في سامراء، فيما قتل 25 شخصا في البصرة وحدها.وفي بعقوبة -شمال شرق بغداد- قتل امس 12 شخصا بينهم خمسة جنود وأصيب 21 آخرون من المدنيين والعسكريين جراء انفجار سيارة مفخخة وسط المدينة عند مرور دورية للجيش.وفي المدينة ذاتها -التي تضم مزيجا عرقيا وطائفيا- قتل رجل وأصيب آخران أمس الخميس بعد أن اقتحم مسلحون فجرا مسجد أبو أيوب الأنصاري وأطلقوا النار على المصلين قبل أن يلوذوا بالفرار.وفي سامراء قتل أربعة أشخاص بينهم الزميلة أطوار بهجت وصحفيان آخران أثناء عودتهم من مهمة صحفية.وأعلنت قناة العربية أن الصحفيين الثلاثة كانوا في مهمة لتغطية موضوع تفجير القبة في سامراء قبل أن تعلن الشرطة العراقية العثور على جثث الصحفيين (بهجت والمصور عدنان عبد الله وفني الصوت خالد محسن) خارج المدينة.وفي محاولة لوقف تدهور الأوضاع الأمنية أعلنت وزارة الداخلية إلغاء عطلات رجال الشرطة والجيش وتمديد ساعات حظر التجول في العاصمة العراقية إلى أجل غير مسمى.في هذه الأثناء اتهم مسؤول أميركي رفيع تنظيم القاعدة في العراق بزعامة أبو معصب الزرقاوي بالمسؤولية عن تفجير قبة مرقد الإمام علي الهادي في سامراء أمس الاول. وبرر منسق سياسة العراق بالخارجية الأميركية جيمس غيفري الاتهام بدعوات سابقة نسبت إلى الزرقاوي لمهاجمة أهداف شيعية في العراق. وعكست وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي تقوم بزيارة للشرق الاوسط النداءات التي وجهها الرئيس جورج بوش والامم المتحدة الى العراقيين بتوحيد صفوفهم وعدم الانزلاق إلى صراع طائفي نتيجة لهجوم تعرض له مزار شيعي ينسب إلى أبو مصعب الزرقاوي.وقالت رايس للصحفيين "الوحيدون الذين يريدون حربا أهلية في العراق هم الارهابيون مثل الزرقاوي." واضافت "الشعب العراقي يعمل في ظروف بالغة الصعوبة لتضييق الخلافات الطائفية."وأعرب مجلس الامن الدولي الذي نادرا ما يجد صوتا مشتركا بشأن العراق منذ الانقسامات المريرة بعد الغزو الامريكي في عام 2003 عن الانزعاج ودعا العراقيين إلى الالتفاف وراء حكومة غير طائفية.وقد توالت ردود الفعل والادانات للاعتداء الذي استهدف مرقد الامامين الشيعيين علي المهدي وحسن العسكري في سامراء شمال العراق الاربعاء.فقد دان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاعتداء وعبر عن امله في ان تتمكن الحكومة العراقية المقبلة من وقف هذه الاعمال. وقال الامير سعود الفيصل بدوره دان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى "التفجير الارهابي الشائن الذي استهدف ضريح الامامين العسكري والهادي في سامراء".واتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس الخميس " الصهاينة وقوات الاحتلال" الاميركي بالوقوف وراء الاعتداء. وقال احمدي نجاد خلال خطاب في مدينة شهركرد (وسط) نقله التلفزيون الايراني مباشرة ان "هذه الاعمال اليائسة ارتكبتها مجموعة من الصهاينة وقوات الاحتلال".