البيئة ومخاطرها
محمد فؤادالتشوه الذي تراه أعيننا في حياتنا اليومية يؤثر على النفس البشرية والتي تتوق دائما إلى الجمال وكل ما يتعلق بالجمال ولدى يمكننا أن نطلق على هذه الظاهرة بأنها تصيب البشر بمرض يسمى التلوث البصري ومن خلال هذا المنطلق ترى أن البيئة المحيطة بالإنسان تلعب دورا كبيرا في تحديد سلوكه تجاه نفسه والمجتمع وكل شي محيط به لأن هذا يعتبر تشويها لأي منظر تقع عليه عين الإنسان و يشعر معها بعدم ارتياح نفسي يلعب دورا مباشرا بعلاقة الإنسان بالطبيعة. ويمكننا وصفه أيضاً بأنه نوعاًً من أنواع انعدام التذوق الفني، أو اختفاء الصورة الجمالية لكل شئ يحيط بنا من أبنية و طرقات و أرصفة وغير ذلك بسبب تدني مستوى الوعي بالبيئة الثقافية، ونلاحظ سوء التخطيط العمراني لبعض الأبنية سواء من حيث الفراغات أو من شكل بنائها وأعمدة الإنارة في الشوارع لا تتناسب مع المعايير الهندسية للتخطيط، ترى صناديق القمامة بأشكالها التي تبعث على التقزز في مختلف محافظات الجمهورية في حالة يرثى لها بعيدا عن المقاييس الجمالية والنظافة فاختلاف دهان واجهات المباني. استخدام الزجاج والألمونيوم مما يؤدي إلى زيادة الإحساس بالحرارة، أما عن أجهزة التكييف في الواجهات ترى بأوضاع غير صحيحة ومرتبة ومنها من ينساب الماء من على جدران المباني التي تتضرر بسبب هذه المياه وتؤدي إلى تشقق العمارات وتشويه منظرها الجمالي. لذلك يطلق عليها علميا بالتلوث البصري أي اختفاء المظاهر الجمالية في أي مدينة.فمتى ستتولى السلطات المعنية بالأمر لأي تطور حضاري يعتني بالجانب الجمالي للمدن والملامح الأثرية والتي تشكل عصبا رئيسيا في بقاء عبق تاريخ أي مدينة والحفاظ على موروثها الثقافي؟