يحولن المحنة إلى منحة !
لقاءات / هناء الوجيهبقدر ما قد تسببه الإعاقات المختلفة من ألم ووقوفها حجر عثرة في طريق التطور والتقدم وبناء الذات في اغلب الأحيان عند كثير من المعاقين، إلا أنها تكون طاقة دافعة لأعمال جبارة قد تبدو مستحيلة عند عدد ممن فقدوا بعض قدراتهم ، ومن هذا المنطلق وصف فقدان البصر لدى كفيفات جمعية الأمان بالمنحة الإلهية ونقطة الانطلاق لحياة جديدة مليئة بالتطلع والطموح..هذا الوصف جعلنا نبحر بتأمل في ما وراء تلك القوة وكيف استطعن أن يجعلن من المحنة منحة تفتح الأبواب أمامهن ليحققن من التفوق والنجاح ما لا يحققه المبصرون.. وللتعرف على جمعية (الأمان) للكفيفات وأنشطة وتطلعات أعضائها التقينا بعض الأخوات المرتبطات بها اللاتي عبرن عن آرائهن بالتالي:[c1]البداية [/c]البداية كانت مع الأخت سماح شرهان مديرة إدارة الإعلام لجمعية الكفيفات التي تحدثت قائلة:تأسست جمعية الكفيفات بعدد من الخطوات المتعاقبة ، حيث بدأت الفكرة بعودة الأستاذة فاطمة العاقل من الدراسة خارج اليمن وعملها في مركز النور للكفيفين الذي كان مختلطاً ما شكل ونوعاً من الصعوبة لدى بعض الكفيفات حيث أن الأسر كانت ترفض التحاق بناتها بهذا المركز بسبب العادات والتقاليد السائدة ولأن الخوف على الفتاة الكفيفة كان أكبر كونها تحتاج إلى رعاية ومتابعة ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مدرسة فضل الحلالي التي بدأت بفصل يضم أربع طالبات ومعلمتين وبعد التوسع أتت الحاجة لفتح سكن داخلي ليتم استقطاب الفتيات وخاصة اللاتي يعشن في الأرياف، بعد ذلك بدأ النشاط يتوسع وأصبح من الضروري أن يتولى استلام الدعم وتفعيل الأنشطة كيان إداري معتمد فأنشئت الجمعية عام 99م وها هي اليوم تضم عدداً من الإدارات والمرافق والمراكز الخاصة بها وتهتم بالكفيفات من الروضة حتى إنهاء الدراسة الجامعية.وتختتم شرهان حديثها قائلة :الجمعية لديها هدف ورسالة ورغبة في دعم وتشجيع هذه الفئة بكافة الوسائل وفي كافة المجالات بحيث تصل المستفيدات إلى القدرة على تحقيق الذات واكتساب المهارات الشخصية والمهنية التي تحقق مساندة الكفيفة لنفسها وكذا دمجها مع المجتمع المحيط بشكل إيجابي ومؤثر.[c1]طوق النجاة[/c]الأخت تيسير يحيى مطر مسؤولة الجانب الثقافي والفني في الجمعية تعتبر الجمعية: بمثابة طوق النجاة كونها أسهمت في تشجيع الكفيفة ومساندتها حتى استطاعت أن تستكمل دراستها الجامعية خاصة أن التكاليف والإمكانيات التي تحتاجها الكفيفة لتوفير مستلزمات التعليم وتأمين المواصلات تكون باهظة.وتواصل مطر حديثها قائلة : بعد تخرجي عملت في الجمعية في الجانب الثقافي والفني وأنا أشعر أن عملي يمنحني الطاقة ويخدم الزميلات من حولي، فنحن نقوم في الجمعية بعدة أنشطة ودورات تثقيفية وتدريبية في مجالات متعددة ولدينا فرق إنشاد وكذا شاعرات ومبدعات في مجالات مختلفة ، علاوة على الإبداع في مجال الأشغال اليدوية والفنية ونحن كذلك في الجمعية نعيش كالأسرة الواحدة نهتم ونناقش مشاكل بعضنا البعض ونقوم بتنفيذ الرحلات والزيارات التعارفية التي تقوي العلاقات بين أعضاء وكوادر الجمعية.[c1]نقطة الانطلاق[/c]وتحدثت الأخت بشرى المحفدي مدير إدارة العلاقات العامة عضو الهيئة الإدارية في الجمعية قائلة : أنا لم أكن كفيفة منذ الطفولة بل فقدت بصري ما بين عشية وضحاها بعد أن أكملت دراستي الثانوية، وأنا متزوجة..لم أفكر يوماً أني سأكون كفيفة وكيف ستكون حالتي إن حصل ذلك..لكن الذي حصل أن فقدي لبصري كان نقطة الانطلاق التي فتحت لي أبواباً كثيرة لم أكن أتوقع الوصول إليها.فقد كانت أسرتي تمانع استمراري في التعليم وترفض التحاقي بالجامعة ، أما مسألة الوظيفة فهذا من المحال، وحين فقدت بصري تعاطف معي من حولي وكان ذلك سبباً لأحقق أموراً كثيرة لم أكن أحلم بتحقيقها..وتختتم المحفدي حديثها قائلة : ربما أقصى ما يخيف المبصر أن يفقد بصره أما نحن فلم يعد جل أحلامنا أن نستعيد أبصارنا، بل أصبح لدينا من الطموحات والتطلعات ما يرقى بنا لتحقيق أهداف ورسائل نستمتع ونشعر بالسعادة ونحن نقطف نتائجها ونحصد ثمارها...[c1]بداية الطريق[/c]اختتمنا لقاءاتنا بالأخت سارة أحمد زميلة للكفيفات في أحد مراكز الدمج التي تحدثت قائلة : نحن ندرس مع زميلاتنا الكفيفات في نفس الفصول الدراسية ولا نشعر بفرق بيننا وتربطنا صداقة وتعاون كبيرين ونحن حقيقة تعلمنا الكثير من زميلاتنا الكفيفات، من ذلك أن فقدان البصر لا يعني نهاية الطريق،بل قد يكون البداية لانطلاقة جديدة ترسم في ملامحها القوة والإرادة والإيمان بالله وكذا الثقة العالية بالنفس التي تؤدي إلى القدرة على العطاء والتميز وتحقيق الطموح بتألق ونجاح.
المركز الثقافي للمكفوفين
من احدى المشاركات المجتمعية
في السكن الداخلي
من احدى الرحلات الترفيهية