سببه انفجارات بركانية:
عواصم/ متابعات:مشكلة الاحتباس الحراري هي حديث الساعة بين الأوساط العلمية، و تطرح بقوة في الآونة الأخيرة، بعد أن أدرك الجميع مدى خطورتها، لذا يعكف العلماء على البحث عن مخرج يخلص البشرية من ويلات تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد مناخ كوكب الأرض، ومن ثم تنذر بانقراض أنواع كثيرة من الأحياء.وبعد أن كشف العلماء أن الأنشطة البشرية والتجاوزات البيئية الخطيرة التي تقوم بها بعض الدول هي السبب الرئيسي وراء الارتفاع المستمر في درجة حرارة الأرض، وذلك بحسب نتائج الإحصائيات البيئية التي أجريت مؤخراً في كثير من دول العالم، يحاول العلماء بالعودة إلى الوراء قليلا للوقوف على بدايات هذه الظاهرة الخطيرة، ومدى تبعاتها على كوكب الأرض.. الجديد في الأمر هو ما اكتشفه علماء من الدانماراك عن مسببات احتباس حراري حدث قبل 55 مليون سنة. وطبقا لما ورد في موقع الــ BBC، يقول العلماء إن انفجارات بركانية كبرى تسببت في تسخين تكتلات عضوية مما نتج عنه انبعاث كميات هائلة من الغازات وأدى في النهاية الى الاحتباس الحراري. وقد تسبب ارتفاع درجات الحرارة بفناء بعض الأنواع ووصلت درجات الحرارة الى مستوى استوائي في القطب الشمالي [c1]الاحتباس الحراري ظاهرة طبيعية[/c]زعم عالم الفيزياء الإسرائيلي البروفيسور نير شافيف الباحث بالجامعة العبرية أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي ظاهرة طبيعية تماماً وليست من صنع البشر . وقال شافيف: " السؤال المثير هو: هل السبب هو البشر أم كونها ظاهرة طبيعية؟ من خلال البحث الذي قمت به وغيري من العلماء فإن السبب هو ظاهرة طبيعية لأن الشمس كانت نشطة خلال القرن الماضي، وهذا الارتفاع ليس بسبب ثاني اكسيد الكربون فالتأثير ضئيل، ومن الصعب قياسه.. ولأن ارتفاع درجات الحرارة طبيعي فليس هناك ما يمكن فعله.. هذا جزء من التحول المناخي ". وأشار الباحث إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري أرهقت العلماء في البحث عن ما يمكن فعله في المستقبل لوقفها، ولكن البروفيسور شافيف لا يخشى الأسوأ بل يؤكد أن درجة الحرارة ستعاود الانخفاض، ويقول:" إذا نظرنا إلى درجات الحرارة قبل 300 عام نجد أن الجو كان أبرد من الآن ولكن قبل ألف عام خلال العصور الوسطى كان الجو كاليوم أو ربما أكثر حرارة، فشعب الفايكنيج كان يجول في جرينلاند بسبب قلة الجليد هناك في ذلك الزمان، فدائما يوجد تقلبات مناخية.. ونحن الآن نواجه ارتفاعاً في درجات الحرارة وهذا طبيعي إذا نظرنا إلى التاريخ المناخي السابق للارض." ويرى العلماء الذين يختلفون مع هذه النظرية أن استمرار تلوث البيئة وغيره من آثار الأنشطة البشرية ستؤدي إلى ارتفاع مستمر في درجة الحرارة مما سيشكل خطرا على بني البشر. أما البروفيسور نير فقد استعان بمعطيات علمية ومراقبة ودراسة للنجوم ونتائج بحثه تؤكد أن الأرض ستبرد بعد عقود ، ويؤكد: "ان التغيرات في المناخ هي بسبب نشاط الشمس المتغير، أحيانا نشط وأحيانا أقل نشاطا، وذلك يعني أنه بعد عقود يجب أن نتوقع من الشمس أن يقل نشاطها وبالتالي تنخفض درجات الحرارة ." الاحتباس كارثة بيئيةلم تقتصر أضرار الاحتباس الحراري على التسبب في ارتفاع حرارة الأرض بما يهدد بذوبان طبقات الثلوج بالمناطق المتجمدة، بل تخطت أضراره إلى أكثر من ذلك، فقد كشفت مراجعة العلماء للمئات من الأبحاث العلمية عن ضلوعه في انقراض أنواع كثيرة من الطيور والنباتات.إلى ذلك، أكد الخبراء أن نحو 70 نوعاً من الضفادع انقرضت بسبب التغيرات المناخية، كما أن الأخطار تحيط بما بين 100 إلى 200 من أنواع الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة .وتقول الأخصائية في علم الأحياء بجامعة تكساس وقائدة البحث، كاميل بارميسان: "أخيراً نحن نشاهد انقراض عينات من الأحياء.. لدينا الأدلة.. إنها هنا.. إنها حقيقة.. إنها ليست مجرد حدس علماء الأحياء بل حقائق تحدث.ونقلت العالمة في بحثها مشاهدات عن هجرة تجمعات حيوانية إلى الشمال وأخرى تحاول التكّيف والتأقلم مع التغيرات المناخية بجانب تغيرات ملحوظة في عالم النبات وتكاثر أعداد الحشرات والطفيليات.وتأتي التغيرات الإحيائية وسط دهشة العلماء الذي تكهنوا بتغيير مرحلي وعلى مر السنوات، والذي ربطته بارميسان بقدوم فصل الربيع مبكراً.ويبدي العلماء قلقاً بالغاً تجاه بعض حيوانات المناطق الباردة مثل البطريق والدببة القطبية وكيفية تأقلمها مع سرعة ارتفاع حرارة الأرض، فقد تراجعت أعداد "البطريق الإمبراطور" من 300 زوج بالغ إلى تسعة فقط في القطب الغربي فضلاً عن الدببة القطبية التي تراجعت أعدادها وأوزانها.[c1]الاحتباس يعصف بأنظمة بيئية كاملة[/c]وفي السياق ذاته ، أعلنت الحكومة البريطانية عن تقرير كانت قد أعدته عن ظاهرة الاحتباس الحراري الكوني، وأكد التقرير أن فرص بقاء الانبعاثات الغازية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري تحت المستويات "الخطرة"، ضئيلة جداً.وأعلن التقرير عن مخاوفه من ذوبان الجليد في "جرينلاند" والذي قد يقود إلى ارتفاع مستوى البحار حوالي 7 أمتار في غضون السنوات الألف المقبلة.ويقارن هذا التقرير والذي يحمل عنوان "تجنب التغيّر المناخي الخطر" بين بحوث وبراهين قدّمها علماء في مؤتمر استضافه مركز دراسات الأرصاد الجوية في بريطانيا في فبراير 2005.وانتهى المؤتمر عند هدفين أساسيين هما معرفة متى تعتبر نسبة الانبعاثات الغازية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري في الجو كبيرة جدًا، وما هي الخيارات الممكنة لتجنب الوصول إلى هذه النسب.ويؤكد بيل هار أحد الخبراء " إن كل ارتفاع في الحرارة بنسبة درجة مئوية واحدة تزيد الخطر بنسبة كبيرة ويؤثر بشكل كبير وسريع على الانظمة البيئية الضعيفة".ويضيف قائلاً إن "كل ارتفاع يزيد عن درجتين مئويتين يضاعف الخطر بشكل كبير مما يؤدي إلى انهيار أنظمة بيئية كاملة، وإلى مجاعات ونقص في المياه وإلى مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة لا سيما في الدول النامية".وأما عن الأخطار التي من الممكن أن تحدث إن ازداد معدل الحرارة درجتين فقد حددها التقرير في النقص الكبير في المحاصيل الزراعية في الدول المتقدمة والنامية، وتضاعف معدل الأراضي الزراعية بثلاث مرات، مع حركة تهجير كبيرة لسكان شمال أفريقيا، وتعرض 2.8 مليار شخص لنقص المياه ، وخسارة 97 في المئة من الشعب المرجانية، انتشار مرض الملاريا في أفريقيا وشمال أمريكا.[c1]تهديد حوض البحر المتوسط[/c]أفادت دراسة علمية حديثة بأن ظاهرة الاحتباس الحراري بدأت تؤثر على منطقة حوض البحر المتوسط والبرازيل وغرب الولايات المتحدة ومن المتوقع أن تكون كارثة وخاصة مع تزايد فترات الجفاف والحرارة وهطول الأمطار التي تزداد بشكل إعصاري.وأشار المعهد الوطني الأمريكي لأبحاث المناخ، إلى أن السنوات المقبلة ستكون الأصعب بيئياً وستعاني مناطق بعينها من الضرر بشكل يفوق سائر مناطق العالم.ومن جانبه ، صرح الباحث كلاوديو تيبالدي بأن مناطق في العالم ستتعرض لتحديات مناخية كبيرة أبرزها منطقة البحر المتوسط وغرب الولايات المتحدة والبرازيل.يذكر أن ارتفاع حرارة الأرض قد يسبب أعاصير في منطقة المحيط الهادي حتى تتفاقم ظاهرة النينو مما يؤدي إلى نتائج مدمرة على امتداد غرب الولايات المتحدة وصولاً إلى البرازيل.