غضون
* ظهر الآن أنه كان بيننا مستفيدون من الحرب الدائرة في صعدة كشفوا عن وجوههم مؤخراً.. وتحديداً منذ أن أعلن رئيس الجمهورية أن العمليات العسكرية قد انتهت.. طرف مستفيد من الحرب لأنه يعتقد أنها تطال خصومه الأيديولوجيين أو ضد اتباع مذهب يعد مذهباً شارداً عن مذهب السلف.. وطرف كان مستفيداً منها لأنها فرصته في تحقيق الثروة.. وطرف كان يود أن تستمر ليحصل على ميزانية ووظائف.. هؤلاء كلهم بدوا غاضبين من إعلان الرئيس انتهاء العمليات العسكرية.. وزعموا أن وقف الحرب “خيانة” كما زعموا أنها ستعود مجدداً.. وراحوا يصورون حماقة بعض المحتفلين بإنتهاء الحرب، بأنها ضرب من التحدي للدولة والانتصار عليها، وذلك بقصد دفع الحكومة إلى اتخاذ رد فعل عشوائي، ولكن كل هؤلاء لن يفلحوا في مسعاهم إلا إذا حصلوا على مساعدة مباشرة أو غير مباشرة من بقايا مثيري الفتنة في تلك المناطق.* رئيس الجمهورية الذي أعلن انتهاء العمليات العسكرية منتصف الشهر الماضي، دعا أول من أمس بقايا المتمردين إلى الالتزام بموجبات الإعلان ومغادرة مواقعهم والعودة إلى منازلهم، ونعتقد أن هؤلاء قلة، وعليهم أن يعتبروا بمصير من سبقوهم، فليس بوسعهم بعد الآن أن يمثلوا تحدياً حقيقياً لمنفذي القانون.. مع التذكير بحقيقة كانت واضحة منذ البداية، وهي أن الحكومة أو منفذي القانون لم يذهبوا إلى صعدة لأن فيها شيعة أو زيدية أو تقيم فيها أسرة الحوثي الهاشمية أو أي أسرة هاشمية أخرى، بل ذهبوا إلى هناك بسبب وجود مجموعة عنف حملت السلاح وتمردت على سلطة القانون.* لا ينبغي الإصغاء لأصوات هؤلاء الذين ينددون ويسخرون من إعلان وقف العمليات العسكرية، فهؤلاء هم تجار حروب من صنوف شتى.. وخلال الفترة الماضية ومنذ عام 2004م أبدوا مواقف وتصرفات بدوا في الظاهر وكأنهم يقفون إلى جانب الحكومة، لكن ما من أحد يجزم بأن الحكومة قد انتفعت من تلك المواقف والتصرفات، لأن لأصحابها أهدافاً أخرى لا علاقة لها بأهداف الحكومة في بسط سيادة الدولة وسيادة القانون وقمع الخارجين على النظام العام.. وازعم أن بقايا المتمردين إذا لم يصغوا لصوت العقل ويعودوا إلى بيوتهم، ويعتبروا بمن سبقهم ـ وهذا ما لا نتمناه ـ سيوردون مورد المتكبر.