القاهرة /14أكتوبر / وصفي أبو العزم :تباينت آراء النقاد حول مسلسل «ناصر» للمخرج السوري باسل الخطيب، عن نص كتبه يسري الجندي، يتناول خلاله سيرة الزعيم جمال عبد الناصر، ويؤدي دور البطولة فيه الفنان مجدي كامل ومجموعة من النجوم أبدعوا جميعًا في تجسيد أدوارهم، وفي الوقت الذي اعتبره البعض بأنه دراما إنسانية رائعة لحياة زعيم قومي تستحق المشاهدة يرى آخرون أن العمل لجأ للمبالغات أحيانا ، ويظل التتر بصوت وائل جسار من أفضل تترات مسلسلات رمضان هذا العام. الناقدة ماجدة موريس تقول : أعتقد أن مسلسل ناصر جاء في وقت هام وأنه لايزال شخصية مؤثرة في الشارع المصري والعربي وهناك جدل كثير حولها.
طارق الشناوي:
وفي اعتقادي أن المخرج كان موفقاً إلى حد كبير في اطار العمل المليء بالشخصيات التاريخية وهذا الكم الهائل من الشخوص ورغم ذلك لمس المسلسل جانباً جديداً في عبد الناصر حيث قدمه كإنسان. و تشير إلى أن مجدي كامل لعب دور عبد الناصر للمرة الثانية بعد مسلسل العندليب متحديا كل الذين لعبوا دوره من قبل بمن فيهم أحمد زكي ، وأن أداء مجدي كامل للشخصية كما وردت في النص يطوي صفحة إمكانية تناولها مرة أخرى ، فمجدي من أفضل من قدموا السير الذاتية ودوره في العمل يعطي له الحق في أن يكون واحداً من الممثليين الموهوبين فهو دارس للشخصية بشكل جيد وقادر على التعبير عن الملامح المميزة لناصر فضلاً عن اسلوبه في تقمص روح الشخصية . و تضيف : هناك اجتهاد شديد في تقديم المشاهد كأن ناصر يمثل أمام المشاهد وكأن المتفرج يشاهد ناصر رأي العين دونما تمثيل ، ومجدي يرتفع عبر عمق التناول الدرامي في النص وتفاصيله لأجمل وأفضل أداء وحس بالشخصية ليصبح وثيقة ستظل في التاريخ، كما أنه يطوي صفحة إمكانية تناولها مرة أخري وتوضح أن المسلسل جدد الثقة في الممثل المصري وهو مابدا جلياً في أدوار هامة كدور جد ناصر الذي جسده ببراعه الفنان محمد الدفراوي أيضاًالفنانون صلاح عبد الله ومحمد وفيق وسوسن بدر عبد الرحمن أبو زهرة أبدعوا في الأدوار التي ظهروا بها .
ماجدة موريس:
والعمل دراما متكاملة تنصب على شخصية الزعيم والتاريخ الذي عاشه، بكل ما فيه من زخم سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي صاحبه من طفولته، وسط الشعب المصري خارج قصور الملكية، حتى قيامه وزملائه الضباط الأحرار بحركتهم، ليخرجوا هذا الوطن من هذا الحكم الاستبدادي المنفصل عن شعبه وآماله وحتي قيام الثورة وماتبعها من أحداث . وتضيف : و في تقديري أنها مسألة شاقة جدا على أي كاتب وأي مخرج في التوفيق بينهما أي الشخصي والحركة الوطنية، فالعمل يعمق لفكرة أن ما فعله الضباط الأحرار أيضا لم يكن مجرد نزهة على عكس كل ما سجل عن هذه الفترة سينمائيا تسجيليا أو في الأفلام الروائية التي قدمت عنها. ويتبين أن مسلسل ناصر لم يتورط إلى الدعاية المقيتة، كما حاول البعض تشويهه، فعبد الناصر لمن قرأ التاريخ جيدا حتى من أعدى أعدائه وهم الإنجليز في وثائقهم السرية التي أباحوها في السنوات الأخيرة، وضعوه في مكانة تجعل أعداءه والذين حاولوا النيل منه بعد ذهابه عليهم الخجل. وتقول موريس : لا أحد ينكر أن المؤلف اجتهد في تقديم الشخصية وجمع أكبر قدر من المادة حولها ولكن هناك بعض الأخطاء في التواريخ قثد يكون عليها خلاف لكن هذه الاخطاء في مجملها لا تقلل من قيمة العمل، الإخراج الذي قدمه باسل الخطيب، وهو من أفضل المخرجين للأعمال التاريخية، وإذا كان على المستوي الفني يتميز أكثر في مسلسل نزار قباني كصورة وحس شاعري، لكن في تقديري أن السبب هو طبيعة مسلسل عبد الناصر الذي يعج بالأحداث، و الرقم الضخم لأماكن تصويره . وترى أن باسل نجح في العبور بالعمل إلى بر الأمان، وإن كان يؤخذ عليه لجوؤه إلى وسيلة الإخبار كسرد اضطراري وجفاف عباراته في مشاهد عديدة، لكنها بالفعل مشكلة سيناريو ضخم حيث لو تحول هذا السرد لأحداث وشخصيات أخرى، لتضاعف عدد الحلقات ومن ثم ميزانيته ، وباسل يحسب له حسن ادارته لهذا الكم الهائل من الممثليين سواء كانوا فنانين او وجوها جديدة بل والمتابع لآدائهم يجد أن هناك جهداً مبذولاً لتجسيد الشخصيات التي يؤدونها .
مشهد من مسلسل ناصر
وعن اعلان الاخوان رفضهم للصورة التي أظهرهم بها العمل قالت : المؤلف اجتهد في جمع الوثائق ثلاث سنوات ولو كان معهم دليل على مايقولونه فليقدموه. وفي رأيي أن هذه شهادة نجاح للعمل طالما اثير حوله الجدل.دور مجهول الناقد طارق الشناوي يقول : التاريخ كان صوته أعلى من صوت الدراما ، ويسري الجندي كان يلجأ لإجراء حواربين ناصر وهيكل تعويضاً عن الدراما، واعتقد أن العمل أغفل عدداً من الصحفيين الذين كان لهم تأثير واضح على حساب هيكل مثل حلمي سلام فقد كان أقرب إلى رجال الثورة من هيكل •. والمعروف أ ن مصطفي أمين كان يأخذ المعلومات من عبد الناصر ليبلغها للأمريكان . ويضيف : تبقى ملاحظات على المسلسل” هي أن البطل مجدي كامل رغم تماثله الشكلي مع جمال عبد الناصر فإنه لم يقدم روحه بالإضافة إلى أن تاريخ الحقبة الناصرية يغلب عليه السرد التوثيقي. فأداء مجدي لم يكن بالمستوي العالي وقدم الشخصية بنبرة صوت منفرة ومفتعلة ، وأيضاً بنظرة فيها حملقة بشكل لافت، وعبد الناصر كان في عينيه بريق وجاذبية ..وبشكل عام يمكنني القول إن الجانب الشكلي كان مسيطراً على ناصر طوال تجسيده للشخصية فضلاً عن ان الصوت كان يسرقه ليقدم مواقف هادئة بشكل خطابي حتى في حواره مع زوجته. ومن ايجابيات العمل أعتقد أنه يقدم جانباً من تاريخنا المسكوت عنه، رغم أن العمل قدم لدور محمد نجيب بشيء من التجاهل .مواقف معينة الناقد الفني محمود قاسم قال : مسلسل <ناصر> من الأعمال الجيدة التي كتبت بشكل جيد ومسلسل مخدوم لكنني شعرت أن صاحبه يكتب درساً وطنياً دون التوغل في الحياة الخاصة لجمال عبد الناصر فالمسلسل يريد أن يعرض مواقف معينة في حياة عبد الناصر، ولم يعرض كل الجوانب وهو محبوس بالشخصية التي أصبحت مقدسة لا تمس.و هذا المسلسل قد فتح طريقا واسعاً للنجومية أمام هذا الممثل الشاب إذا حافظ على مستوى أدواره المقبلة، حيث تألق مجدي في هذا الدور، حيث الصرامة والحزم والتعاطف مع الفلاحين وهي كانت من أهم سمات الزعيم، فيما أبدع المخرج السوري باسل الخطيب مع روعة وموضوعية المؤلف يسري الجندي.