لأنه لا يأتي إلا مرة واحدة في العام ولأن حياتنا قد تشغلنا عن عبادة وطاعة الله ولأن النفوس قد تكون في غفلة عن الإيمان طوال الأيام، ها قد جاء شهر الرحمة هذا الطيف الذي ينيرلنا أيامنا وليالينا .. كثيرة هي المعاصي وثقيلة هي الذنوب كثقل الجبال ولأننا وجدنا في دنيا طريقها واحد بدايته الحياة ونهايته الموت وزادنا فيها التقوى فمن يمنع نفسه عن المعاصي والذنوب فقد افلح ومن أغوته الدنيا فقد ناب ولكن من منا يتقلد بقلادة المهمة عن الخطأ فكلنا نخطئ وكلنا نتوب وخيرنا من يعترف بخطئه في حق الله وحق نفسه والآخرين ويصححه وهناك من الناس من يتخذ طريقاً ليس له هدف وليس له اتجاه سوى اتجاه الذنوب، والإنسان الذي يتخذ هذا الطريق دائماً يضع وجهه قناع الإيمان والتقوى في الظاهر أما في الباطن فتملأ الذنوب قلبه وتسكن المعاصي روحه، هؤلاء الناس كثيرون يتظاهرون بالإيمان والطاعة ويتحدثون عن الله والرسول والقرآن ، يسألون ويفتون ويحاضرون فننبهر بهم ونتمنى لو كنا مثلهم ولكن لا نعلم هل هم هكذا في بيوتهم ، هل يصلون الرحم، هل هم طائعون لآبائهم ، هل يخشون الله في معاملاتهم؟! لاندري مايخفي كل منا في حياته عن الآخرين ولكن عن الله لا يخفى شيء. البعض منا يعيش في غفلة عن أمرة حتى في هذا الشهر الكريم لا يسأل الله ولا يرفع كفيه بدعاء ولا تلمس جبينه الأرض سجود الله ولا يسأل الله أن يقضي له حاجة فهو قد أحب عيشة الضياع واختار طريق العصيان لنفسه لا يستطيع أن يمنع نفسه عن الدخان ولا عن القات ولاعن فعل المحرمات فهو يعتقد أنه إذا منع نفسه عن ذلك سيموت فقد تعود على العصيان والضلال وقطع عن نفسه حبل التوبة وفتح بابه للشيطان واتخذه لنفسه خليلاً .. يغفل كثير منا أن رحمة الله وسعت كل شيء وأن الله لا يرد دعوة سائل قد سأله في أمره .. مهما كانت ذنوبنا صغيرة أو كبيرة ومهما ازدادت قبحاً فلنعد إلى الله في هذا الشهر ونستغفره عليها. ولنقف أمام أنفسناً ونحاسبها وننهاها عن فعل المعاصي قبل أن تقف أمام الله في لحظة لاينفع فيها الندم على كل ما قمنا به. حقيقة يجب أن ندركها أن بيننا وبين الموت خطوات قليلة فمن عمل المعاصي وأكثر منها فقد سارع بخطواته اتجاه الموت ومن عصم نفسه عن فعلها فقد أغلق عن نفسه باب الموت حتى وإن كان الموت ينتظره خلف الباب.
|
رمضانيات
المعاصي بريد الموت
أخبار متعلقة