ليس دفاعـا عن الزميل أحمد الحبيشي .. ولا عن أي شخص آخر أو جهة.. بل هو دفاع عن الإسلام.. حيث أبدأ فأقول .. ما أضر الإسلام أحد مثلما أضر به أهله وأصحابه وأدعياؤه .. سواء بحسن نية أو سوء طوية أو لعلة نفسية.. جميعهم لن يفلتوا من عقاب الله.. بعكس ما تصور لهم عقولهم الضالة!.أنا هنا لا يعنيني من يضر الإسلام لسوء طوية (مندس) أو لعلة نفسية (معقد).. بل يعنيني أولئك الذين يضرون الإسلام وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعـا.. أي يضرون الإسلام بحسن نية (اللهم احمن من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم)، يعنيني إذن أولئك الذين لا يدركون أن بتعصبهم وانغلاق فكرهم إنما هم ينحرون الدين.. ثم لا يخيفون إلا الحمقى.. ولا يتبعهم إلا العوام.. كالأنعام!والنتيجة أنهم عطلوا علينا حياتنا.. وأصبحنا نحن العرب والمسلمين كالغراب الذي أراد أن يقلد طائرا آخر في مشيته فلم يعرف.. ولما أراد العودة لمشيته القديمة لم يعرف أيضـا!يعني لا خلونا نأخذ بأسباب العصر من معرفة وعلوم وتكنولوجيا، ولا عرفنا كيف نكون سلفيين نعيش كما كان يعيش أجدادنا في الصحراء (فليس بالإمكان أبدع مما كان).. وكأن الإسلام علشان نطبقه صح لازم نأكل بصوابعنا.. ونستمتع بما ملكت أيماننا.. وبأكل الثريد والفالوذج اللذيذ.. ولكن ماذا عن الدواب؟.. وماذا عن الجمال والحمير؟.. لماذا استبدلناها بليلى علوي وأبو دبة؟.. يا عيني على الغراب.. مش عارف يمشي إزاي؟!يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. هكذا قالها يومـا واحد منا وفينا.. وظل يضحك ويضحك ويضحك ضحكـا كالبكاء!يا ناس .. الحكاية مش حكاية ذقون تطلقون.. ولا قمصان تقصرون.. ولا ميكروفونات على المساجد تعلقون.. وبالعويل والصراخ والضجيج تعتدون.. ونحن داخل بيوتنا آمنون.. لا نهار ولا حتى ليل تهجعون.. يا هؤلاء.. كلنا مسلمون.. ما هكذا ديننا.. ما هكذا إلا جنون!وهل تعلمون.. في عمان الشقيقة صدر قرار يمنع استخدام الميكرفون في المساجد؛ إلا لرفع الأذان فقط.. حتى خطبة الجمعة لا تسمع خارج المسجد.. أما في الكويت الشقيقة أيضـا فالميكرفون ممنوع استخدامه من زمان عند أذان الفجر.. عارفين ليه.. لأسباب أنتم لا تعرفونها ولا تعترفون بها.. هناك يا سادة هم حريصون على راحة الناس الآمنين الساكنين في بيوتهم في هدأة الكرى.. وحين يستدعي الأمر إيقاظهم لصلاة الفجر لابد أن يكون ذلك بطريقة إنسانية.. وليس ببث الرعب والفزع الذي لا تحمد عواقبه على صحة الناس.. خصوصـا الأطفال والمرضى وحتى الأصحاء.. يا سادة .. الأذان وخصوصا أذان الفجر يجب أن يكون رقيقـا كنسمات الفجر.. شفافـا كالنور المذاب في وشاح الليل الهفهاف الذي يتلاشى مع الصبح إذا تنفس.. الأذان دعوة للخشوع والصلاة وليس دعوة للقتال.. دعوة للملائكة من أجل يهبطوا إلى الأرض ليشهدوا قراءة القرآن {.. وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}.. ترى هل ستتمكن الملائكة وستقدر على النزول في أرض بها ميكرفونات تفجر أذان الفجر تفجيرا؟!يا هؤلاء.. ديننا باق {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.. ولا خوف عليه إلا منكم.. الدين ليس مجرد شعائر وتهاليل ومظاهر ودعايات وبهارج.. أين العمل الصالح.. ما جدوى الإيمان بدون عمل صالح؟.. ائتوني بآية واحدة في القرآن تذكر الإيمان بدون العمل الصالح.. أين العمل الوطني وخدمة المجتمع؟.. أين خططكم العلمية ومشاريعكم العملية من أجل محاربة الفقر والفساد والقضاء على البطالة؟.. هذا هو الطريق الصحيح إلى دعم الفضيلة وحماية الأخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).أين إحصائياتكم للأسر الفقيرة المتعففة وراء الجدران والبيوت العتيقة.. هل تجولتم في (الزغاطيط) .. كيف حالها صحة البيئة.. وهل تعرفتم على الصحة العامة والتأمين الصحي.. والمدارس هل ما زالت تربي وتعلم زي زمان؟.. أين مشاريعكم لمراكز التدريب المهني والفني والتقني.. الصدقة لا تكفي.. و(بدلا من أن تمنحني سمكة علمني كيف أصطاد السمك).. لا تقولوا هذه مسؤولية الحكومة {... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...}.. وكما تكونوا يولى عليكم.. وكلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته.. مسؤول بالفعل والعمل وليس فقط بالكلام!تعالوا يا سادة نحفر في صخر الواقع.. فما عدا ذلك غثاء وزبد.. وجعجعة بلا طحين.. واعلموا جيدا أن العلم ليس نهاية الحياة ولا هو الهدف منها بل هو الفعل والعمل والخدمة الحقيقية التي نقدمها للمجتمع ولكل الناس من حولنا.. إنه الإيمان والعمل الصالح معـا.[c1][email protected][/c]
ميكروفونات المساجد.. الإرهاب المسكوت عنه؟!
أخبار متعلقة