خالد محمد عبده المداحإن الحديث عن المرأة اليمنية ليس بالحديث السهل الذي يمكن أن يتناوله أي شخصٍ سواءً كان باحثاً أو كاتباً أو مؤلفاً دون الرجوع إلى بعض المراجع لمعرفة واقعها والمقارنة ، لذلك يجب توضيح بعض أحوال المرأة اليمنية في قديم الزمان وكيف استطاعت أن تحكم آنذاك وكيف مرَّت بعصور الاستبداد وكيف وصلت إلى ما هي عليه الآن في ظل دولة الوحدة .وهنا لعلي أكون منصفاً في الطرح إن قلت بأن المرأة اليمنية قبل عهد الوحدة اليمنية كان ليس لوجودها معنىً في الحياة السياسية وقد كان لذلك أسبابه ومسبباته ، فربما كان من أهم الأسباب الجهل وعدم تقبل الرجل لأن تكون المرأة صاحبة القرار على مستوى المنزل فضلاً عن إدارة شأن أي شيءٍ آخر.إن المرأة اليمنية قد استطاعت في ما مضى من التاريخ حكم دولة عظيمة ولعل لنا مثلاً في حكم الملكة بلقيس لدولة سبأ والتي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم حيث قال تعالى « وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كل شيءٍ ولها عرش عظيم « صدق الله العظيم ، وقد جاءت بعد ذلك النساء العظيمات ممن استطعن إدارة شئون بعض الدول اليمنية كالملكة أروى بنت أحمد الصليحي وبعد تلك الفترة مرت المرأة اليمنية بأتعس مراحل التاريخ التي كان خلالها يُمارسُ ضدها كل أنواع الاضطهاد والظلم ولم يكن لها أي رأيٍ في أي شأن بل كانت صفراً في اليسار .إن الوحدة اليمنية قد حققت للمرأة اليمنية كل طموحاتها على كافة المستويات والأصعدة فقد تم إعطاها حق الانتخاب «ناخبةً ومرشحة» وقد كفل لها الدستور والقانون كل الحقوق والحريات مساواةً بأخيها الرجل سواءً في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وعلى مستوى سوق العمل وممارسة كل الأنشطة والفعاليات والتي لا يستطيعُ إنكار ذلك أي أحد وقد تمكنت من ممارسة حياتها الطبيعية فأصبحت تتمتع بحقها في التعليم جنباً إلى جنبٍ مع الرجل وأصبحت مهندسةً وطبيبةً وصحفيةً ومزارعةً ووزيرةً وعضوةً في مجلس النواب ومجلس الشورى والمجالس المحلية وقد نافست أيضاً في انتخابات رئاسة الجمهورية وهاهي اليوم تصِلُ إلى أعلى الهيئات في البلاد ( هيئة مكافحة الفساد ) .إننا لو أردنا أن نتكلم بلغة الأرقام فإننا سنتكلم عن أعدادٍ خيالية ، إنما عند وجود الإرادة والعزيمة الصادقة وفي ظل رئاسة فخامة الرئيس / علي عبد الله صالح منذ العام 1978م نجد أنه ليس هناك أي مستحيل بل قد ازدادت كل العطاءات منذ قيام دولة الوحدة التي بارك الله قيامها على يد صانعها ومؤسس الدولة اليمنية الحديثة الرئيس / علي عبد الله صالح حفظه الله فلو نظرنا إلى اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام فإنه قد تم تخصيص العديد من المقاعد والتي وصلت إلى الـ (55) للنساء عام 1999م وازدادت مؤخراً في عملية إعادة الهيكلة الأخيرة وتم تعيين أكثر من وزيرة في عدة حكومات متعاقبة كوزارة حقوق الإنسان ووزراة الشئون الاجتماعية والعمل وكلتا الوزارتان تُعدُّ من الوزارات المهمة ، وهناك العديد من وكيلات الوزارات وما يفوق العشرين وكلاء مساعدين وما يفوق الخمسين بدرجة مدير عام وما يفوق المائة والخمسين بدرجة مدير إدارة .كذلك فقد تم تشجيع الفتاة للالتحاق بالتعليم من خلال مجانية التعليم وكذلك إلغاء كافة رسوم التسجيل في التعليم الأساسي بما يضمن لها الالتحاق بالتعليم دون أي مبررات قد تُعيق التحاقها به .لقد ساهمت المرأة اليمنية في الكثير والكثير وكان لها دورها الفعال في التصدي لكل المؤامرات التي يُحيكها أعداءُ الوحدة والثورة والجمهورية ، فقد ساهمت في رسم صورةٍ مُشرقةٍ ومشرفةٍ لكل عمليات البناء والتنمية ولم تنجر وراء كل الدعوات والمكايدات والأحقاد التي يرسمها المتآمرون ضد الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وأعلنت وبكل وضوح موقفها من ذلك.إن المرأة اليمنية ستظل وفيةً للوطن والقائد الذي حقق لها كل طموحاتها وستظل أيضاً درعاً واقياً إلى جنب أخيها الرجلِ في التصدي لكل المؤامرات التي تهدف إلى تشويه سمعة اليمن والعبث بأمنه واستقراره ووحدته .
المرأة اليمنية في عهد دولة الوحدة
أخبار متعلقة