صباح الخير
- هاهو مجلس النواب ( البرلمان ) ينقل صوتنا صادقاً قوياً إلى الدولة , لعلها تدرك مخاوفنا من السكوت واستمرار التسامح إزاء تصاعد الأعمال الإرهابية التي تقوم بها شرذمة سكن الشيطان الرجيم في داخلها وأغواها المال الحرام والدعم الاستخباراتي من الخارج , عن معرفة أن هذا وطن لا يمكن بأي حال من الأحوال المساس بأمنه واستقراره وزعزعة ولو قيد أنملة روح الوحدة الوطنية فيه وإقلاق سكينة المواطنين ومن ثم هدفهم ( الحقير ) عرقلة , بل إيقاف عجلة التنمية الجارية فوق أرضه .. وطن توحد بإرادة الجماهير وليس بقرار سياسي يمكن التراجع عنه وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء .. وطن قدم أبناؤه انهاراً من الدماء دفاعاُ عن وحدته ونهجه الديمقراطي .. دفاعاً عن الجمهورية التي ودعت سنوات طويلة جداً من الظلم الإمامي الجاهل , المتخلف , ومن سلاسل الاستعمار البريطاني .. وطن يملك اليوم كل إمكانيات الدفاع عن كل ما تحقق من انجازات عانقت الشمسٍ بعد ليل طويل كان فيه أبسط مواطن يحلم ببصيص نور .. وطن تقدم العربة بعد أن كان سنوات خلفها مقهوراً.. وطن أبناؤه أقوياء تحدوا الزمن وقهروا المستحيل ونحتوا الجبل وحطموا الصخر وركبوا أمواج البحر العاتية .. فجروا الثورة وتخلصوا من الظلم والاستعمار ووحدوا الأرض وعانقوا الشمس ورسموا لوحة الثاني والعشرين من مايو 1990م وكسبوا تقدير واحترام العالم كله .- نقول إن البرلمان الموقر الذي هو صوتنا أمام الدولة بكل أجهزتها القرارية والتنفيذية , وبعد استماعه أمس – السبت – إلى تقرير اللجنة الأمنية العليا بشأن الأحداث وتطوراتها في صعدة .. وجه طلبه القوي إلى الدولة بسرعة إتخاذ الاجراءات الصارمة للحفاظ على الاستقرار والأمن ومحاسبة شرذمة " الحوثي " ومن يدور في فلكهم داخلياً وخارجياً .. وهذا المطلب البرلماني وإن جاء متأخراً بعض الوقت , إلا أنه يجب وبقوة أن يسمع دون الإبطاء في التنفيذ , خاصة والأمر بدأ يتضح بوجود مؤامرة خارجية تهدف إلى الإطاحة بنظامنا الوطني الديمقراطي .. النظام الذي لن يفرط به الشعب ولو سكب ليس فقط أنهاراً من الدماء بل محيطات .. نظام أختاره الشعب ولم يأت بقوة عسكرية وفوهات المدافع .. ولعل اجتماع مجلس الدفاع الوطني الخميس المنصرم برئاسة قائد وزعيم الوطن فخامة الأخ رئيس الجمهورية / علي عبدالله صالح – حفظه الله ورعاه - , قد لامس هذه الخطورة وأعلن أنه يبحث الآن إعادة النظر في علاقات بلادنا مع الدول التي تدخلت في الشأن اليمني .ونحن لا نتجنى على أحد ولا نتهم أحداً من فراغ , فالأجهزة الأمنية والاستخباراتية والقومية والخارجية لديها وثائق دامغة عن تورط بعض الدول في دعم تمرد شرذمة " الحوثيين " في صعدة , من هذه الوثائق التي سيتم كشفها قريباً أمام الرأي العام اليمني والعالمي , ما أعترف به بعض الحوثيين أنفسهم بتلقيهم الدعم المالي واللوجستي ومساعدتهم الكبيرة في شراء الأسلحة المتنوعة من دول وللأسف تكن لها بلادنا كل الاحترام ولا تتدخل في شؤونها الداخلية انطلاقاً من سياسة ثابتة لنظامنا الوطني الجمهوري بعدم التدخل في شؤون أي دولة حتى وإن ناصبت شعبنا العداء , لأننا نؤمن بالحوار وحل الخلافات عبره وليس بزرع الفتن وخلق بؤر توتر والتعدي على السيادة .. وهو أمر فهمه الآخرون كما يبدو معكوساً بأنه ينطلق من ضعف , على العكس تماماً .. فاليمن لديه القدرة الكافية في الدفاع عن أراضيه وسيادته والتعامل بالمثل مع هذه الدول وإن كان هذا ليس من عادات وتقاليد شعبنا اليمني .من هنا فإننا نؤكد أن الأمر بات خارج دائرة الصبر والحكمة والحوار بل هو الآن في دائرة الدفاع عن الوطن - - الجمهورية والوحدة – أولاً وأخيراً .. الدفاع عن الأمن والاستقرار وسكينة المجتمع .. الدفاع عن دماء الأبرياء التي تهدر غدراً من قبل تلك الشرذمة " الحوتية " وأتباعهم في صعدة , ومن حقنا على الدولة والحال قد دخل في هذه الدائرة , أن نجدد مطالبتنا الدول بالحسم العسكري الصارم , دون تأخير .. حتى يكون هذا الحسم رسالة إلى تلك الدولة التي تورطت في دعم " الحوثيين " ولأهداف سيتم قريباً الكشف عنها , رسالة بأن اليمن يده من نار تحرق كل من يحاول , أو حتى يفكر بالمحاولة في المساس بأمنه واستقراره وخلق الفتنة بكل أشكالها وأنواعها داخل المجتمع اليمني المسلم.والحال فإن تفويض البرلمان – صوت الشعب – أمس الحكومة في حسم الأوضاع في صعدة عسكرياً , دليل على استنفادنا الصبر مع تلك الشرذمة .. والله من وراء القصد .