قررت أن أطل عليكم أعزائي القراء هذه المدة من خلال صفحة (شباب وطلاب) التي عودتنا دائماً أن نكتب بمنتهى الحرية، وبأقلامنا التي تمتلك قدراً بسيطاً من الجرأة، لنتحدث عن ما حدث في لبنان من حروب ومجازر راح ضحيتها مئات الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ .. فنحن دائماً ما نكتب عن قضايا تهم وتعالج مشاكل الشباب العربي ككل ولكننا هذه المدة سنتطرق إلى قضية قد تهم أيضاً الشباب بمختلف جنسياتهم وأديانهم!!فهذه القضية التي هزت الرأي العام والشارع العربي بمختلف فئاته، أنا أيضاً لي الحق أن أحتج على ما حدث في لبنان من حرب دامية لم تكن في الحسبان، فعلى الرغم من ان قلمي ليس كباقي الأقلام الصحفية الكبيرة والعملاقة في مجال الصحافة، إلا أنني أتحت له الفرصة في الكتابة إلى جانب تلك الأقلام البارزة لأبدي انزعاجي واعتراضي لما يقوم به العدوان الإسرائيلي على لبنان.. ليس لكوني فلسطينية بل لأنني أحمل الكثير من الكره لهؤلاء اليهود عديمي الرحمة.إن ما نراه الآن على أرض الواقع من قتل وتدمير وتخريب للأراضي اللبنانية ما هو إلا نتيجة لسكوت العرب جميعاً! فلينظر العرب ما الذي خلفه سكوتهم وصمتهم الذي طال طويلاً؟! فأنا لا أعرف لماذا هم صامتون إلى الآن؟!لماذا لم يتأثروا بما يحدث حالياً في لبنان من مجازر ومذابح قد تصل الدماء إلى الركب مالم يتحرك العرب سريعاً؟! ألم يكف خراباً ودماراً وحروباً ومجازر؟! ألم يكف تيتيم الأطفال وقتل النساء والشيوخ؟! ألم يكف تشريد أمة بأكملها؟! ألم يكف اغتصاب بلد عربي؟! ألم يكفي كل هذا ليقنعكم جميعاً قول كلمة واحدة لانصاف ذلك البلد الذي لحق بأخواتها باقي البلدان المحتلة كفلسطين والعراق والآن لبنان التي فتحت ذراعها لملايين العرب والتي احتضنتهم بأذرع مفتوحة.لبنان أعزائي القراء التي كنا نشاهدها على التلفاز وهي مليئة بالحياة والتي تكسوها الخضرة وتفنن بها الشعراء والعلماء أجمع هي الآن من تتعرض للقصف بالمدفعيات والطيران الجوي، وهي التي يحدث فيها المجازر الوحشية والمذابح والتي وصل شهداؤها إلى ما يقارب سبعمائة وخمسين شهيداً منذ بدء العدوان الاسرئيلي على لبنان.. واخر تلك المجازر هي مجزرة (قانا) التي راح ضحيتها ستون شهيداً منهم ثلاثون طفلاً من بينهم خمسة عشر طفلاً معاقاً، إلا أن (حزب الله) انتصر لهم.هناك سؤال دائما يراودني، وهو ماذا يريد العرب وما الذي ينتظرونه وما الشيء الذي سوف يهز عرش العرب وسيجعلهم ينطقون ولو بكلمة حق واحدة؟! إلا انني إلى يومي هذا لم أر دولة واحدة قامت بإنصاف أختها الدولة المجاورة التي طال احتلالها من المغتصبين اليهود، وبدعم من امبراطورية العداء (أمريكا) التي تستخدمها الكثير من الدول لخوض حروب ليس بحروبها، ولكنها تكون بمثابة السلاح النووي الذي يهدد الأمة العربية بأكملها، قد تفجر كل شيء يقف في طريقها مثلما يحدث الآن في العراق، فهم أصبحوا يعيشون مأساة طويلة الأجل من عنف واغتصاب.. وأبرز دليل على كلامي هذا هو ما كان يمارس داخل السجون العراقية، وبالأخص سجن (أبو غريب) من عنف وضرب وقتل وتحرش جنسي/ وما حدث للطفلة (عبير) التي جرى اغتصابها من قبل جنود الجيش الأمريكي!!كل هذا كان بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل، الذي كان الذريعة التي تدرعت بها أمريكا للاستيلاء على العراق لأجل الحصول على ثروتها من النفط والبترول.. فجلوسهم في العراق لم يصبح مؤقتاً بل أصبح دائماً!!هذا بالنسبة للعراق، وماذا عن فلسطين التي سلمتها بريطانيا بمنتهى البساطة لليهود والتي أصبح مكوثهم طويلاً، فهم مثلما يقال أصبحوا (شر لابد منه)، فلقد أعتاد الفلسطينيون على أنغام السمفونية التي تعزفها اسرائيل على مدى أربعة وخمسون عاما على نغمات الدبابات وأصوات الرصاص والمدفعيات، إلا ان فلسطين ظلت صامدة كالجبل الذي يصعب على الرياح هزه او تحريكه من مكانه، لان فلسطين هي في الأصل لنا نحن الفلسطينيين وستبقى القدس هي عاصمة فلسطين أما اسرائيل فهي في الأصل لا وجود لها، فنحن نفتخر بشهدائنا الأبطال الذين راحوا ضحايا الدفاع عن الحرية ورفع رأية السلام والإسلام عالياً.. وأبسط مثال على أبطالنا الشيخ أحمد ياسين الذي عاش دائماً يدافع عن أرض فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، الذي من حقه أن يعيش حراً لينعم بالأمن والسلام.أريد أن اسأل هل سيظل الوضع العربي على ماهو عليه؟! يا ترى دور من هذه المرة من الدول التي تحيك لها أمريكا الدسائس؟! فهي لن تكتفي بدولة أو عشر دول بل تطمع بالقضاء على الأمة العربية والإسلامية بأكملها. أتمنى من الشعوب العربية والإسلامية أن تفيق قبل أن تجد نفسها هي الأخرى في مكان لبنان وفلسطين والعراق ونأمل خيراً في شعوبنا.[c1]ميسون عدنان الصادق[/c]
رسالة إلى الشعوب العربية
أخبار متعلقة