سفير الاغنية اليمنية ابوبكر سالم بلفقيه
** " الغنّا" إحدى اجمل القاب مدينة تريم بحضرموت مسقط راس الفنان القدير " ابوبكر سالم بلفقيه" ونقطة انطلاقه الى عالم الغناء الفسيح .. وهي التي غرست في وجدانه وعقله البدايات الفنية المشرقة .. ولكم ان تتخيلوا صدى وانعكاس اذان الفجر للمدينة التي عدد مساجدها بعدد ايام السنة على اذن واعماق الصبي المرهف ابوبكر .. !!بدر بن عقيل وماتمثله من روحانية مهيبة ، يضاف اليها كم هائل لاينقطع من » الموالد« والاناشيد والموشحات الدينية..!!ثم نأخذ اغاني الدان والاعراس واهازيج العمل لنرى كيف طبعت على قلب فناننا نقشها الخالد وموسيقاها العذبة وايقاعاتها المدهشة وعناوين الاصالة ..؟!وفي الجانب الآخر كان بيت ونسب الفنان ابوبكر يعيش وينام ويصحو على الشعر واحلى الكلام ، وبدءاً من جده الشاعر الفذ ابوبكر بن شهاب الى شاعر الغزل حداد بن حسن الكاف الى عبدالرحمن بلفقية ..!!إذن كل تدفق هذا العطاء الجميل والمخزون الاصيل وضع اللبنات السليمة الراسخة لفنان مبدع ظل يتواصل انتاجه الرائع على قيثارة الزمن .. ولهذا ومن خلال مشوار حياته الفنية الطويلة ومحطات انتاجه من عدن الى بيروت الى جدة الى القاهرة وغيرها من مدن العروبة التي حط فيها مراسيه لبعض الوقت كانت تريم معه .. في حله وترحاله وفي حقيبة سفره ومفكرة عناوينه وفي اوتار عوده ..!!كانت حاضرة دائمة امام ناظريه على كل المسارح والمطارات واستديوهات التسجيل..!!قال لي ذات يوم .. " عندما كنت اسجل اغنية " طاب السمر" في احدى استديوهات القاهرة تراءت امامي فجأة تريم بأزقتها ومآذنها وفنانيها وبكل رائحة أهلي .. !!" ثم لاينفك ابوبكر ان يردد في حبها ذلك المثل الشائع الذي يردده ابناؤها باعتزاز » تريم لا تروم غيرها" وان يستشهد في احاديثه بما قاله الشعراء عن تريم وهم كثر ..ولنستمع جيداً ونتأمل جيداً عندما يغني ابوبكر اغنية عن تريم مثل : " بشراك هذا " او " ليلة الاحد" او " فرصة من العمر« كيف يذوب صبابة وشجناً وشوقاً تحمله مساحات صوته الدافئة رقة ودمعاً ؟!!كما انه لايخفي بصورة مباشرة او غير مباشرة عن مكنونات محبته لتريم ومن خلال كلماته الشعرية ولو جاءت في مهجره في وجه انسان.. !! .. اسمعوه يقول :ناشدتك الله لاتولي بيت وظلي ياريحة اهليمن شوفتك لي زمن وازمانلي وقت صابر عسى رحمة من الرحمانوفي حقيقة الامر انه كلما انقضت سنة من سنوات عمرة المديد باذن الله ازداد تعلقاً وتشبثاً بتريم .. وازداد بكاء ودموعاً كلما تراءت له في يقظته ومنامه..!!وقد باح لي مؤخراً برغبته الشديدة في بناء بيت له بتريم يحمل اسمه ، وان يعمل على انشاء متحف للشاعر الراحل حداد بن حسن الكاف يضم مختلف عطاءاته الفنية وان يعود بعد رحلته الفنية الطويلة هذه وسنوات اغترابه الى ربى الغناء تريم .. !! .. ولقد استشهد بقول حبيبه الراحل حسين المحضار :ياريت لي عندهم كن والا محل يكفل الرأس حتى تنعشر فوت وفي هذا السياق يجد المتتبع لحفلات ابوبكر الغنائية الاخيرة شوقاً عارماً وفيضاً من مشاعر الحنين والرغبة في العودة وذلك من خلال مايصر على تقديمه من اغنيات الشوق والحنين، مثل : " شلنا يابو جناحين " و" ياطير ياضاوي الى عشك" و" ياحامل الاثقال " .. الخ ..!والخلاصة : تظل مشكلة ابوبكر العصية والتي نرغب نحن جميعاً بأن تبقى انه سفير الاغنية اليمنية الدائم العضوية في ارجاء المعمورة كما اخبرني مؤخراً بنبأ سار حيث تم التنسيق معه من الجهات ذات العلاقة ان يكون سفير النوايا الحسنة وهو وسام جديد يعلق على صدره وصدر فناني الوطن اليمني فهل يكتفي ابوبكر بان تظل تريم حاضرة معه ؟!أم انه سيلقي عصا الترحال وجواز السفر ويعود الى حياض الغناء تريم ؟!انها اسئلة حائرة جداً ..!