قصر الإمام في تعز
تعز / نعائم خالدقصر الأمام احمد يحي حميد الدين في محافظة تعز المتحف الوطني الآن شاهد عيان على عصر كان الجميع لاينعمون بأي من أنواع الرفاهية وسعة العيش. كان وحدة من يعيش في قصر ويتعلم ويأخذ الرجال الأقوياء لحماية كار هبنه ليضمن الطاعة والولاء من ذويهم ويجرعهم أنواع العنف والعذاب.قصر الأمام احمد يحي حميد الدين في محافظة تعزالذي أصبح المتحف الوطني الآن شاهد عيان على عهد كان اليمنيون لاينعمون بأي نوع من أنواع الحرية والعيش الكريم. و كان الإمام وحده من يعيش في القصر وكان يقوم بأخذ الرجال الأقوياء كرهائن لحمايته وليضمن الطاعة والولاء من ذويهم ويجرعهم أنواع العنف والعذاب قصر الإمام في ذلك العهد كان بالنسبة لليمنيين أسطورة وكانوا يتجرعون الخوف و الجوع والفقر والجهل فكانت هناك وقفة جادة من الأحرار الذين أبوا إلا ان يعيش اليمنيون أحرارا يتعلمون ويتعالجون وينعمون بما تنعم به) شعوب الأرض.لمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا الموضوع كان لصحيفة 14أكتوبر لقاء مع الأخ عزي محمد صالح مدير عام المتحف الوطني بالهيئة العامة للآثار بتعز بين أحضان قصر الإمام الظالم، وتحدث قائلا : -عانى الشعب بشكل عام وكذلك عمال الإمام كل أنواع التخلف والأمية القاتلة وأذكر قصة عن عمال الإمام أن امرأة جاءت ومعها رسالة من أمريكا وقالت للعامل اقرأ الرسالة فأصيب العامل بالحرج وظل يهز رأسه وفي الأخير سحبت الرسالة وقالت ربما أنت لا تختلف عن الآخرين. كانت ظروف الناس موحدة حتى الشيوخ من حيث المنازل والأثاث والإمكانيات والوضع الاقتصادي بشكل عام، وكانت حياة الناس بسيطة فالماء يأتي من البئر والحطب يحمل على الرأس، ثم جاء المشروع الكندي وكان لطفا من أمريكا أن تقدم هذا المشروع لإيصال المياه إلى المواطنين وهذا من آثار الرئيس جون كنيدي، وتم مد الأنابيب إلى الحارات قبل الثورة واستكمل المشروع أيام الثورة، واستفادت الناس من هذا المشروع باعتبار أن محافظة تعز العاصمة السياسية أيام الملكي. أما في الأمن فكانت هناك دائرة تسمى دائرة الأمن في باب موسى، وكانت هناك أربع غرف وكان هناك قوة تسمى (القانون) كتب اسمها على صدر لوحة نحاس وهي بمثابة الشرطة العسكرية والأقسام موزعة على الأبواب وبالحديث عن العسكر والجنود لم يكن هناك تنظيم في العمل الإداري بل كل مجموعة تتألف من ثمانية إلى عشرة أفراد ملتزمين بحاجة اسمها (الحذرة) يعني الطبخ الجماعي، ويذهب العسكر في العصر لجمع الحطب، وكان العمل عشوائيا لأنه لا توجد الإمكانيات كي تساعد الجندي على عمل أي شيء. قامت الثورة وانطلقت في ظل النقص وبقاعدة مشلولة تماما فلا عسكر ولا اقتصاد ولا تعليم وواجهت الثورة صعوبة في مراحلها الأولى وحتى السبعينات وهي تعاني من آثار الصراع الذي أدارته القوى الملكية، وقدمت اليمن قوافل من الشهداء وربما وصل عددهم إلى مائتي ألف من اليمنيين والقوات المصرية 42 الفا، هذا هو حجم التضحية وأنا من رواد جنود محاصرين في جبل الصنارة في صعدة بقوة صامدين ومتمسكين بالموقع حتى آخر لحظة حتى تم تسلم صعدة وانتصرت الجمهورية، وقد نزلوا من الجبل وكأنهم في أشد المجاعات وقد نحلت أجسامهم والتصقت العظام بالجلد فسبحان الله كيف كان هناك هؤلاء الأشخاص يعيشون ومثل هؤلاء الرجال نادرون، وقد سألتهم عن مدة بقائهم على هذه الحال فقالوا ثمانية أشهر حيث كانوا يأكلون من الأشجار ويشربون مياه البرك وبهذا الصمود يجب علينا تذكر هؤلاء الأبطال الذين أوجدوا قاعدة وأوجدوا ثورة وكل ما نتمتع به الآن هو بفضل هؤلاء الأبطال الذين قاتلوا وضحوا بحياتهم مع كل الأسر اليمنية.الشعب كان يعيش في قمة التخلف والجهل وكان هناك مدارس ولكنها كانت مقصورة على أولاد الذوات وبعد ثورة 26 سبتمبر فتحت العديد من المدارس وبدأ الجميع بالتعلم وحتى الآباء الاميين يبذلون قصارى جهودهم لانتشال أبنائهم من الجهل والأمية.. ونحن في قصر الإمام يحي حميد الدين ويوجد صورة معلقة تتكلم عن الأحرار الذين شاركوا في ثورة 26سبتمبر وهؤلاء شهداء سقطوا في ثورة 1955م وحتى 1948م والباقون شهداء الثورة، وهذه الصورة ناقصة فهي لمن لديهم أهل أرادوا أن يخلد ذكرهم وهناك شهداء ليس لهم صور أو أن بعض أهاليهم يريدون أن يحتفظوا بها في منازلهم، فحركة 1948م معروفة للجميع وهناك من هضمها بشكل جيد أما حركة 1955م التي اعتز بها فالظرف الاجتماعي والاقتصادي والإداري للعسكر بقدر ما هم فوضويون فقد تحملوا نتيجة ما حدث في الحوبان وأرجعوها إلى السبب الرئيسي وهو الإمام يحيى الذي لم يعط الجيش حقه ولم يهتم بالشؤون الإدارية ولم يعط الجنود مستحقاتهم، وكما أظن انه بقايا النظام التركي وربما شذب النظام التركي وفق إمكانيات الإمام لذلك اختل النظام الإداري للجيش فحركة 1955م كانت شرارة لـ 1962م .. أما من اغتال الإمام فإنه أشجع رجل لأنه استطاع ان يقف وجها لوجه أمام الطاغية .. وما حدث قبل الاغتيال أنه كانت هناك وجبة عشاء مع ضابط المقام علي مرعى وأحمد ناجي وكان مريضا في المستشفى يومها فهذا الرجل علي ناصر القردعي أعد نفسه وزملاءه العلفي والثلايا والهندوانة واللقية هي الشخصية التي كانت فعلا حاضرة في هذا الحدث هذه شهادة أحمد ناجي بان الرجل دخل وتعشى وكأن الأمر لا يعنيه او كأنه غير قادم على حدث كبير، فأي قوة أعصاب كانت عند هذا الرجل ثانيا انه عندما دخل الإمام المستشفى بادر هذا الرجل وأغلق الباب وساعده العلفي والثلايا وكان يقود السيارة محمد علي غالب وتحدث قائلا إن الإمام أمر بان لا يدخل أحد وخلع الجاكيت الأبيض الذي كان يلبسه والبنطلون واستدار إلى ممر يسمى المدب وقابل الإمام من هذا الاتجاه وجها لوجه، فأنا أتصور كل شيء إلا ثبوت هذا الرجل وقوة أعصابه وشدة صلابته عندما أطفؤوا النور وبدؤوا بإطلاق النار فكان هناك من رفقاء الإمام شخص اسمه البلبلي حينما أصيب الإمام بأول طلقة ارتمى على الأرض ولحقه البلبلي وارتمى عليه وجاءت الطلقات في البلبلي وظن العلفي عندما قلبه أنه مات ووصل إلى باب مشرف فبدؤوا بمطاردته ودخل الى بيت بعيد عن باب مشرف جنوبا (تقريبا 25مترا)، وجاءت المصفحة وأخبروا العلفي ان الإمام لم يمت وفي تلك اللحظة وجه طلقة للرجل الذي بلغه ثم قتل نفسه ، وما أريد ان أقوله للناس للأمانة انه كان هناك اتصال بالجنود، والذين شهدوا على اللقية قالوا إنه حينما عاد إلى المطار بعد الحادث اتجه إلى غرفة اللاسلكي واتصل بمن؟ لا أحد يعرف حتى الآن، فهو أنكر انه كان يتصل، ويبدو انه كان في القصر من ساعدهم في ذلك وهذه القصة أسدل عليها الستار وقد حقق مع أمين عبدالواسع نعمان من ضمن من حقق معهم ولم ينتزع منهم أي اعتراف .. وكان ذلك في السجن في قسم صالة وقيل انه في بيت الأسد مع الهندوانة واللقية وفي التحقيق لم يحصلوا على إجابة فتم لكزه في الفخذ بالسيف وحينما أعدم كانت آثار التعذيب ظاهرة عليه. وفي هذه الأيام نحن نقوم بترميم قصر الإمام (المتحف الوطني ) ولأول مرة يتم جرد المتحف الوطني منذ (50) سنة ووجدنا فيه أشياء في غاية الجمال ومنها أوانٍ وقطع أثرية من الزجاج والسيراميك نادرة جدا، والشيء الجميل أننا وجدنا مسدسا صغيرا مثل القلم والذخيرة المتواجدة حوالي 400 طلقة، كما وجدنا سكاكين مرسوما عليها زخارف وعملات كثيرة.وفي الأخير أقول إن الإمام ظلم الجميع دون رأفة أو رحمة حتى أنه استأصل الرجال ومن كان يقول كلمة حق يُذبح أمام أعين الجميع حتى يكون عبرة لمن لا يعتبـــــر.