صباح الخير
[c1]فريد الصحبي[/c]ماذا تعني كلمة ( مسؤول ) ؟ .. هل تعني الوجاهة والتعالي ومشية الطاؤوس .. كيف اكتسبت هذه الكلمة هذا البريق واللمعان عند الناس؟ .. مع أن هذه الكلمة لا تعني سوى أن صاحبها – أي المسؤول – يُسأل عما يفعل .. وهو شخص مراقب ومحاسب أيضاً !في يوم وفاة إبن عدن البار الأستاذ / وهبي معروف عقبة .. رحمه الله وغفر له .. واجهت عند باب منزله مجموعة من المعزين وبينهم رجلاً تقدم نحوي بتقاطع وجه وديع .. يصافحني بابتسامة رقيقة وتودد .. ثم يتجه نحو النعش .. أفقت بعد بضعة ثوان لأدرك أن الرجل بعينه وشحمه ولحمه محافظ محافظة عدن الأستاذ / أحمد محمد الكحلاني .. والذي شيع معنا جثمان الفقيد الغالي من باب بيته بالقرب من مستشفى عدن حتى مثواه الأخير في مقبرة العيدروس !في عام 1962م عينت مدرساً في إحدى مدارس عدن الابتدائية .. وبينما أنا جالس في حجرة المعلمين دخل علينا مراسل المدرسة بزيه الرسمي الأنيق ليسلمني ظرفاً .. فتحت الظرف فإذا بها رسالة من إدارة المعارف في حكومة عدن، تحيطني علماً بأنه قد تم تثبيتي في الخدمة .. الرسالة مذيلة بتوقيع مدير عام المعارف مسبوقة بعبارة ( حادمكم المطيع ) .. يا إلهي!! .. خادمكم .. ومطيع كمان !هذه العبارة لم تكن لتوضع عبثاً في كل مراسيل الإدارة العامة في عموم المملكة البريطانية التي لم تكن تغرب عنها الشمس يومذاك .. وإنما لتذكير المسؤول مهما أرتفعت درجته أو علا شأنه ومركزه ومقامه بأنه في النهاية ليس إلا خادماً للشعب .. ومطيعاً أيضاً !إذن على كل مسؤول قبل الذهاب إلى موقعه في كل المرافق العامة .. في ساحة القضاء .. في مراكز الشرطة والأمن .. حيث سياج العدالة والأمان .. ( بدونهما لا تصلح حياة على الأرض) .. ويكفيني ذكرهما عن ذكر بقية مواقع ومرافق العمل .. أقول على كل مسؤول قائد قبل ذهابه إلى موقع عمله كل صباح أن يردد في أعماقه هذه الكلمات .. ما أنا إلا خادم لهذا الشعب .. صغيره قبل كبيره .. فقيره قبل غنيه .. ضعيفه قبل قويه ![c1]إشارات[/c]الودعاء لابد أن يتواضعوا للناس , يرفعون أنفوسهم بالتواضع , وتكبر أقدارهم بالخدمة لهم , ولكي يضرب المسيح عليه السلام مثلاً للحواريين فهو يجتمع بهم في احدى الليالي , وبعد طعام العشاء يأخذ منشفة ويأتزر بها , ثم يصب الماء في آنية من الأواني , ويدعو تلامذته فيغسل لهم أقدامهم واحداً واحداً ثم يجففها لهم بالمنشفة .. ويحاول تلامذته في إخلاص أن يمنعوه من هذا العمل , وعبثاً يحاولون , لأنه مُصر على أن يقوم بهذا الأمر , وبعد أن يتمه يتحدث إليهم ليثبت حديثه في افئدتهم فيقول “ أنتم تدعونني معلماً وسيداً , وحسناً تقولون لأني كذلك , فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم , فأنتم يجب أن يغسل بعضكم أرجل بعض “ .من كتاب ( المسيح بين الإنجيل والقرآن “ .[c1](من تواضع لله رفعه)[/c]حديث شريف( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً) سورة لقمان – 18E – MAIL : faridsohbi @ yahoo . com