عمر عبد ربه السبعالتلوث في اليمن لا يقلُ خطره وتهديداته عن الملوثات الحاصلة في المنظومة البيئية الحاصلة في العالم، بل أنّ مؤشرات التلوث البيئي في اليمن ومخاطره التي تتفاقم يوماً عن يوم تستدعي ضرورة معالجة مختلف أنواع التلوث في الهواء والماء والتربة لدرء مخاطره على أفراد المجتمع وخسائره الجسيمة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للوطن.ومع هذا فإنّ المتابع لحجم التلوث في البلاد والإجراءات المتخذة للمعالجة سيُلاحظ وجود فجوة بين إمكانات معالجة التلوث وحجم المشكلة؛ لأنّ تكنولوجيات المعالجة باهظة الثمن ولا تغطيها المخصصات المرصودة في الموازنة اليمنية ولا المبالغ المقدمة من الدول المانحة. لقد صنف برنامج الأمم لمتحدة لحماية البيئة اليمن من الدول التي لا تزال تستعمل الوقود المحتوي على الرصاص، مؤكداً أنّ عدداً محدوداً جداً من محطات الوقود تستعمل البنزين الخالي من الرصاص. واعترف مسؤول يمني بأنّ الديزل المستعمل في اليمن يحتوي على شوائب تزيد من تفاقم تلوث البيئة. وأخبارنا للاستهلاك الإعلامي تقول إنّ وزارة المياه والبيئة تعملُ على الحد من التلوث الناتج عن الغازات المنبعثة من السيارات وأنّ هذا سيساعد على توفير كثيرٍ من تكاليف الرعاية الصحية، وأنّ الوزارة بصدد وضع مسودة لإستراتيجية وطنية حول الغازات المنبعثة من السيارات (المصدر الرئيسي للتلوث الهوائي) بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لغرب آسيا (الأسكوا).لقد تبنت الحكومة اليمنية جملةً من الإجراءات التي من شأنه الحد من التلوث الناتج عن الغازات المنبعثة من السيارات من ضمنها منع دخول السيارات المصنوعة قبل عام 2000م إلى البلاد، كما خفضت الضرائب على السيارات الجديدة إلى حدود 5 %. وملوثات الهواء في اليمن ليست فقط انبعاثات غازات السيارات والمركبات المختلفة في الجو، بل تشمل أيضاً غبار وغازات كسارات المحاجر، وغبار مصانع الإسمنت وشوائب وسخام مصانع الغلال ومصانع السجائر وصناعات استخراج النفط وتكريره ومحطات توليد الطاقة وغير ذلك.وستظل مشكلة تلوث الهواء تلوح بالأفق إذا لم تكن هنا لك رقابة شديدة ومشددة على المصانع والمركبات التي تنفث غبارها وسمومها ليل نهار، وإذا لم تعزز القدرات الوطنية في مواجهة هذا التلوث، والحفاظ على الصحة العامة للبيئة وصحة الإنسان، وذلك من خلال التوعية البيئية المستمرة وإرساء مفاهيم إدارة البيئة ودرء مخاطر التلوث عبر التواصل المستمر مع الجمعيات الأهلية المهتمة بأمور البيئة والنزول المكثف إلى مواطن التجمعات البشرية كالمدارس ومرافق العمل وانعقاد الورش العلمية بهذا الخصوص وإقامة المحاضرات العلمية وتوزيع المطويات والمنشورات لتكون في متناول الجميع، لتغيير سلوك المشاركة الشعبية وتفعيلها فيما يخص الصحة العامة وتوعيتها بأخطار الأمراض الناجمة عن تلوث الهواء كأمراض الجهاز التنفسي والفشل الكلوي والتهابات العيون وتكلس العظام.. وكذا مساهمة أفراد المجتمع مع توجهات الحكومة في تجميل المدن بزراعة الأشجار، فعملية التشجير تنطوي على إمكانيات عزل الكربون وتساعد على نقاء البيئة الذي من شأنه أن يمد الجميع بالصحة والحيوية.
|
ابوواب
التوعية البيئية لدرء مخاطر التلوث
أخبار متعلقة