ممثلو الفرقاء اللبنانيين يواصلون محادثاتهم قرب باريس
نهر البارد(لبنان)/ 14 أكتوبر/رويترز: قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن قوات لبنانية تقدمت لأول مرة أمس الأحد داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين حيث تقاتل القوات متشددين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة. وشوهدت أعلام لبنان والجيش اللبناني وهي ترفرف فوق اثنين أو ثلاثة من المباني التي دمرت داخل مخيم نهر البارد في الوقت الذي دخلت فيه المعركة في المخيم الواقع بشمال لبنان بين الجيش اللبناني ومتشددين من فتح الإسلام أسبوعها التاسع. ويمثل التقدم خطوة مهمة للجيش في المعركة للقضاء على المتشددين ومجازفة نادرة من القوات داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ أربعين عاما. وتحظر اتفاقية عربية تم التوصل إليها عام 1969 على الجيش اللبناني دخول 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين. وألغى مجلس النواب اللبناني الاتفاقية في منتصف الثمانينات لكنها بقيت من الناحية الفعلية سارية. وسقط 219 قتيلا على الأقل بينهم 98 جنديا منذ اندلاع القتال في 20 مايو لتصبح هذه أسوأ أعمال عنف داخلي منذ الحرب الأهلية في لبنان من عام 1975 إلى عام 1990 م.وتتكون جماعة فتح الإسلام من بضع مئات من المقاتلين خاصة العرب الذين يقرون بإعجابهم بتنظيم القاعدة ولكن يقولون إنه ليست هناك أي صلة تنظيمية بينهم وبين القاعدة. وشارك بعض المقاتلين أو كانوا في طريقهم للمشاركة في القتال بالعراق. وتبادل الجنود نيران الأسلحة الآلية والقذائف مع متشددين عند أحد المباني وممرات مؤدية إلى وسط مخيم نهر البارد في الوقت الذي قصفت فيه المدفعية والدبابات التابعة للجيش مناطق أخرى. ورد مقاتلو فتح الإسلام وأطلقوا أكثر من عشرة صواريخ من طراز كاتيوشا على القرى اللبنانية المحيطة. وقالت مصادر أمنية إن القوات انتشلت من تحت الأنقاض اثنين أحياء من القوات الخاصة بعد انفجار مبنى مفخخ السبت. وكثف الجيش منذ يوم الخميس قصفه للمخيم المحاصر خشية استدراجه إلى حرب استنزاف مع المتشددين المسلحين بشكل جيد.ولكن المتشددين ردوا بشراسة وقتلوا 11 جنديا وأصابوا 53 آخرين.
وفي جنوب لبنان قتل مسلحون مجهولون ضرار رفاعي في مخيم عين الحلوة للاجئين. وكان رفاعي عضوا في جماعة جند الشام التي لم يعد لها وجود الآن. وتم حل جند الشام الشهر الماضي بعد اشتباكات مع الجيش اللبناني. وهناك جماعتان تسيطران على مخيم عين الحلوة أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان وهما فتح وجماعة عصبة الأنصار. وفيما يتواصل القصف اتهم الجيش نحو 80 مقاتلا متحصنا بنهر البارد بعدم الإنسانية لعدم السماح لعائلاتهم وزوجاتهم بالمغادرة، غير أن فلسطينيا غادر المخيم أكد أن زوجات المقاتلين هن اللواتي صممن على البقاء في المخيم والموت إلى جانب أزواجهن.وأفادت الأنباء بأن آخر المدنيين الفلسطينيين (نحو 20 امرأة و140 من عناصر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية) غادروا المخيم الأربعاء الماضي، في حين بقي مقاتلو فتح الإسلام الذين يقدر عددهم بنحو 80 شخصا ومعهم عائلاتهم.وزاد القتال من تقويض الاستقرار في لبنان الذي تعصف به أزمة سياسية مستمرة منذ ثمانية أشهر أصابته بالشلل بالإضافة إلى التفجيرات التي شهدتها بيروت والمنطقة المحيطة واغتيال نائب في مجلس النواب وهجوم على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أسفر عن سقوط قتلى. واستأنف ممثلو الأطراف السياسيين اللبنانيين صباح أمس الأحد اليوم الثاني من لقائهم التحاوري قرب باريس بمبادرة من فرنسا في محاولة لإخراج البلاد من الأزمة الخانقة التي تتخبط بها على ما أفادت وزارة الخارجية الفرنسية.وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي ان الاجتماع وهو برعاية وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير استؤنف قرابة الساعة التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي (السابعة والنصف تغ) في قصر لاسيل سان كلو في ضاحية باريس الغربية.ودخل المشاركون أمس الأحد في صلب المناقشات بعدما قام كل طرف السبت بعرض مقتضب.ويجرى اللقاء بعيدا عن الإعلام ويمتنع المشاركون عن الإدلاء بآي تصريحات الى الصحافيين، ولم يعد مسبقا اي جدول جدول أعمال محدد ولا ينتظر ان يفضي الى إعلان كبير أو ان يصدر عنه بيان مشترك.ويشارك في اللقاء 30 الى 40 مندوبا يمثلون الاطراف اللبنانيين الذين سبق ان شاركوا في الحوار المتوقف في لبنان فضلا عن ممثلين للمجتمع المدني، ويجمع كل الأطراف على عدم توقع اختراقات خلال هذا اللقاء لكنهم يأملون ان يشكل مقدمة لاستئناف جلسات الحوار الوطني.