تعليم الفتاة في مأرب بين الواقع والطموح
مأرب استطلاع/محمد سالم الجداسيبداية تحدثت الأستاذة ذكرى محمد عبدالله الزبير مديرة إدارة تنمية المرأة الريفية في هيئة تطوير المناطق الشرقية مأرب والجوف عضوة المجلس التنسيقي لدعم تعليم الفتاة بالمحافظة حيث قالت : نحن نعمل على تفعيل دور المجلس التنسيقي لتعليم الفتاة وكيفية دعم الأنشطة التوعوية الخاصة بالفتاة الريفية وتشجيعها على التعليم من خلال تنظيم الندوات والمحاضرات حول أهمية تعليم الفتاة وضرورة حصولها على حقها في التعليم كما أننا نعمل من خلال مهامنا في المجلس وإدارة تنمية المرأة الريفية على عقد الندوات وورش العمل واللقاءات الموسعة مع مجالس الآباء والأمهات والنساء الريفيات بهدف نشر التوعية المجتمعية حول أهمية تعليم الفتاة وما يمثله التعليم من ضرورة ملحة للفتاة والأم بشكل عام كونا للتعليم فوائد كثيرة في الجوانب الصحية والتربوية على الفرد والمجتمع وقد حثنا ديننا الحنيف والأحاديث النبوية الشريفة على التعليم لأهميته في حياتنا جميعاً ومن هذا المنطلق فإننا نعمل بكل همة ونشاط وبحسب إمكانياتنا المتاحة في حملات التوعية والتثقيف حول تعليم الفتاة كما ننفذ العديد من البرامج والأنشطة الإرشادية للنساء في الريف والقرى الريفية على مستوى مديريات مأرب والجوف بأهمية تعليم الفتاة وكيف يكون لها شأن إذا ما تعلمت لتبدع في مجال عملها حيث ما كانت وفي أي مرفق من مرافق العمل والإنتاج.. كل ما نتمناه أن تتظافر كل الجهود الرسمية والشعبية والمنظمات المانحة واستمرارية التنسيق والتواصل والدعم لأنشطة تعليم الفتاة.وفي ذات السياق تحدثت حنان محمد الهمداني مستهلة ذلك بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم “ أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد “ والعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. حيث كرم الله المرأة لذا يجب أن تحظى الفتاة بالدعم والمساندة من قبل الأسرة أولاً ومن قبل الجهات الرسمية والمجتمع بشكل عام ثانياً كون المرأة تعتبر الخلية الأولى في المجتمع التي يعتمد عليها في تربية النشء وأجيال المستقبل وعلى هذا الأساس يجب على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وخطباء المساجد حث المجتمعات في كل مكان وبالأخص المناطق الريفية ونشر التوعية لإيصال الرسالة الهادفة بأهمية تعليم الفتاة وأحقية حصولها على التعليم كونها تمثل حجر الزاوية في الأسرة والمجتمع معاً.. وفي ختام حديثي أتمنى أن نشهد زيادة في الوعي المجتمعي بأهمية التعليم وخطوات مبشرة للفتاة المأربية نحو مستقبل مشرق بإذن الله تعالى.كما تحدثت سبأ الدهمشي من مديرية جبل مراد قائلة : إن قضية تعليم الفتاة من القضايا الاجتماعية والصحية والتربوية المعاصرة التي يجب على كل فرد في المجتمع أن يفهمها ويهتم لها لأن الفتاة المتعلمة ترفع من مكانتها وتستوعب دورها الأسري وتجاه مجتمعنا فالمشاركة الفاعلة للمرأة لا تكتمل إلا إذا تعلمت وبالعلم تعرف حقوقها وكذا واجباتها لبناء أسرة سعيدة وناجحة وتفهم دينها الحنيف وعبادة الله سبحانه وتعالى على بصيرة كما أنها تسهم في مساعدة أبنائها في التحصيل، كما يولد التعليم الانسجام والتفاهم في العلاقة الزوجية بين الفتاة المتعلمة وزوجها ويكون ذلك أسرة سعيدة متعلمة تتفهم مطالب الحياة وكيفية التعامل معها ومعالجة المشكلات بالحكمة والموعظة.. وقد حث القرآن الكريم في كثير من الآيات على أهمية التعليم والعلم نذكر منها قوله تعلى “ يرفع الله الذين أتوا العلم درجات “ وقال “ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون “ صدق الله العظيم، وعن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين “ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.وتطرقت شريفة محمد الشامي من مديرية المدينة إلى ضرورة توفير المقومات والمناخات المناسبة لتعليم الفتاة على مستوى المحافظة والأرياف في المديريات وكذلك نشر الوعي بين أولياء الأمور وحثهم على ضرورة تعليم بناتهم حتى تتحرر الفتاة من قيود الأمية وتنطلق صوب العلم والمعرفة.الدكتور عبدالله النجار عميد كلية التربية والآداب والعلوم بالمحافظة أكد أن تعليم الفتاة شيء ضروري وأساسي بل وحيوي خاصة في المناطق النائية والقرى الريفية والفتاة المتعلمة في مأرب تحتل مكانة مهمة في المجتمع وهي بذلك تؤكد وجودها في المحيط الاجتماعي وأكثر ما يفرح إقبال الفتاة المأربية على التعليم الجامعي حيث يوجد لدينا في الكلية 250 طالبة من كافة المديريات وفي جميع الأقسام وهو ما يدعوا إلى التفاؤل لتعليم الفتاة في مأرب والأهم من ذلك أن الناس متفهمين أهمية التعليم ولديهم قناعة تامة بأن التعليم شيء أساسي ومن ضروريات الحياة ومتطلبات المرحلة سواء للولد أو البنت على حد سوى والأجمل من ذلك أن نجد اليوم الفتاة إلى جانب زميلها في الكلية لطلب العلم والمعرفة.الطالبة حمدة أحمد الولص سنة أولى كلية التربية والآداب والعلوم وهي من مديرية الجوبة تقول : إذا كان التاريخ يكتب عظمته من عظمة من صنعوه فإن كلية مأرب قد اكتسبت عظمتها وأهميتها من عظمة القائمين عليها ومن سعى لتأسيسها وعلى رأسهم الأستاذ عارف عوض الزوكا محافظ المحافظة – وكوني من أبناء المحافظة سعدت كثيراً لوجود هذا الصرح العلمي الشامخ في مأرب الحضارة والتاريخ وهي خطوة كبيرة وقفزة نوعية في مسار العملية التعليمية وتمثل أهمية بالغة في حياة كل طالب وطالبة ممن يسعون إلى إكمال الدراسة الجامعية ولقد كانت هذه الكلية حلم منذ زمن لدى كل طالبة وطالب في هذه المحافظة وأصبحت اليوم حقيقة فنحمد الله حمداً كثيراً على ذلك وها نحن اليوم كغيرنا من أبناء محافظات الوطن الغالي نواكب التعليم الجامعي وكل ما أتمناه أن يكون المجتمع في هذه المحافظة يداً واحدة لدعم الفتاة المأربية لتحصل على حقها في التعليم وأرجوا من كل أب وأم أن يحرصوا على تعليم بناتهم فهذا ليس عيباً كما يزعم البعض فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “ طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة “ يؤكد باليقين أنه لا عيب ولا حياء في طلب العلم فعلينا جميعاً تحمل المسؤولية تجاه تعليم الفتاة.وفي ختام هذا الاستطلاع كان لابد أن نلتقي بالأخ عارف عوض الزوكا محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي الذي تحدث حول أهمية تعليم الفتاة والجهود المبذولة من قبل قيادة المحافظة والسلطة المحلية في هذا المجال.. حيث قال :يشهد تعليم الفتاة في مأرب قفزات نوعية في ظل الاهتمام الذي تحظى به المرأة من قبل قيادتنا السياسية الحكيمة بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ونحن في قيادة المحافظة نترجم تلك التوجهات والتوجيهات الحكيمة إلى واقع ملموس من خلال التوسع في قاعدة التعليم بشكل عام وبالأخص تعليم الفتاة حيث يمثل هذا الجانب اهتمام خاص من قبلنا كوننا نعول كثيراً على التعليم لبناء أجيال الغد المشرق كون الفتاة تمثل الجزء الأهم من هذا البناء باعتبارها الأم والأخت والزوجة وهي من يعتمد عليها في تربية النشء وبناء الأسرة السليمة.. لذا نعمل على توفير المناخات الملائمة لتعليم الفتاة من خلال إيجاد المدارس المستقلة بالبنات وتوفير المدرسات ووسائل المواصلات لتسهيل وتيسير العملية التعليمية أمام الفتاة الريفية على مستوى المحافظة والمديريات وخلال العام الجاري 2007م عملنا على توفير 250 درجة وظيفية للمرأة من حملة الشهادة الثانوية تنافسن عليها 1300 متقدمة من جميع المديريات و60 درجة لحملة الدبلوم من البنات وكل ذلك يأتي في إطار الاهتمام بالمرأة وفي ذات السياق وفرنا وسائل مواصلات للطالبات في كلية التربية والآداب والعلوم وعددهن 250 ونؤكد من خلالكم وعبر صحيفة (14أكتوبر) دعمنا المطلق للمرأة وتعليم الفتاة في مأرب وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة وفي نفس الوقت ندعو جميع شخصيات ومشايخ وكافة شرائح المجتمع والمنظمات المانحة إلى دعم وتشجيع الفتاة على التعليم وأن نعمل سوياً على قدم وساق للنهوض بواقع تعليم الفتاة بشكل أكبر لتحصل على حقها في هذا المجال وعلى حقوقها كاملة في كافة المجالات الصحية والتعليمية والسياسية والثقافية ومكانتها الاجتماعية باعتبارها الشريك الأساسي لشقيها الرجل في مختلف جوانب الحياة وفي كافة مرافق العمل والإنتاج.. ونحب أن نؤكد لكم بأن ذلك التوجه والاهتمام البالغ بالمرأة عموماً وتعليم الفتاة خصوصاً يأتي ترجمة صادقة لتوجيهات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ( حفظه الله ) وتنفيذاً لمضامين برنامجه الانتخابي ورؤيته المستقبلية ونظرته الثاقبة في تحقيق التنمية الشاملة لبناء اليمن الجديد يمن الخير والعطاء من خلال بناء الإنسان اليمني بناءً سليماً مسلحاً بالعلم والمعرفة حتى يصبح فاعلاً في بناء الوطن.. وفي الختام أشكركم شخصياً يا جداسي كما أشكر الأستاذ أحمد الحبيشي وكافة العاملين في مؤسسة وصحيفة 14 أكتوبر وكل عام وأنتم بخير بمناسبة العيد السعيد وقدوم العام الجديد 2008م وبالتوفيق والنجاح.