استغلال الاطفال في الجنس
لندن / 14 أكتوبر / متابعات:في أحدث حلقة من مسلسل فضائح الانتهاكات الجنسية التي تطارد بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في عدد من دول العالم، ذكر تقرير حديث صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية أن جنودا عاملين في قوات حفظ السلام وعمال إغاثة ومدرسين في ليبيريا، يمارسون الجنس مع فتيات صغيرات لم يتجاوز عمر بعضهن ثماني سنوات. وقال تقرير المنظمة إن عددا "مروعا" من الفتيات تعرضن للاستغلال الجنسي من قبل أشخاص لهم سلطة في مخيمات اللاجئين، الذين يعيشون فيها مقابل المال أو الغذاء ـ لهم أو لعائلاتهم ، وأحيانا مقابل أشياء أخرى زهيدة، قد لا تتجاوز زجاجة مياه غازية أو مجرد السماح بركوب إحدى سيارات المعونة. وكشف التقرير الذي تحدث معدوه مع أكثر من 300 شخص في 4 مخيمات للاجئين و4 قرى فقيرة في ليبيريا عن وقوع انتهاكات ترتكب على نطاق واسع، حيث يعاني ما يقارب من نصف الفتيات والشابات في بعض معسكرات اللاجئين من الاستغلال الجنسي من قبل عناصر حفظ السلام وعمال الإغاثة بشكل منتظم، مشيرا ً الى أنه على الرغم من التعهدات التي قدمتها منظمات غير حكومية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ عام 2002 لوقف الانتهاكات المسجلة سابقاً، فإن الأطفال والفتيات في ليبيريا ما زلن يعانين من الاستغلال والإساءة الجنسية، مؤكدا أن السكان المحليين يبلغون بشكل متواصل، عن حالات تحرش واستغلال جنسي، تقوم بها قوات حفظ السلام في كل مكان تتواجد فيه فرقة لبعثة الأمم المتحدة في ليبيريا. وقالت "جاسمين وايتبريد" المسؤولة التنفيذية لمنظمة (أنقذوا الأطفال) ـ التي تعنى برعاية الأطفال في العالم ـ لوكالة "رويترز": "إن هذه الانتهاكات لا يمكن أن تستمر، ويجب الإبلاغ عن الأشخاص الذين يستغلون مواقع السلطة للاحتيال على الأطفال الضعفاء المعرضين للخطر، ويجب أن يتم الإبلاغ عنهم وإقالتهم ومعاقبتهم"، مشددة على ضرورة معالجة هذا الوضع وعمل المزيد من أجل هؤلاء الأطفال وأسرهم لكسب العيش دون التحول إلى هذا النوع من اليأس، مشيرة إلى أن هذه التصرفات قد تهدد جهود إعادة بناء تلك الدولة التي دمرتها الحرب الأهلية لأعوام عديدة. من جهتها قالت الأمم المتحدة إنها ستحقق في هذه المزاعم. وكانت المنظمة الدولية قد وعدت باتخاذ تدابير لمنع هذا السلوك وذلك بعد أن عرف لأول مرة بالاستغلال الجنسي الذي كان يمارس في معسكرات اللاجئين في غرب أفريقيا قبل أربع سنوات. لكن دراسة أعدتها منظمة "احموا الأطفال" وتضمنت مقابلات مع أكثر من 300 شخص في معسكرات للأشخاص الذين شردتهم الحرب، وجدت إن الاستغلال الجنسي مازال يمارس على نطاق واسع. وقال تقرير المنظمة إن جميع من تحدثوا لها أوضحوا أن أكثر من نصف الفتيات اللواتي في معسكراتهم تعرضوا لهذا الاستغلال و ينبغي فعل الكثير لمساعدة الأطفال وعائلاتهم كي يستمروا في حياتهم دون التعرض لهذا الاستغلال وأشار التقرير إلى أن الفتيات ما بين الثامنة والثامنة عشرة تم بيعهن مقابل الجنس. الى ذلك نقلت هيئة الاذاعة البريطانية BBC عن فتاة تبلغ من العمر 20 عاما اسمها كونان براون إنها أجبرت على ممارسة الجنس مع أحد العاملين في برنامج الغذاء العالمي وقالت هذه الفتاة : "لقد مارس هذا الشاب الاستغلال الجنسي مع معظم صديقاتي. كما فعل ذلك مع الفتيات الصغيرات اللواتي لا يستطعن التمييز واللواتي مارسن الجنس معه من أجل الطعام".في هذا السياق تقول منظمة "احموا الأطفال" إن المسؤولين الحكوميين والمدرسين ساهموا أيضا في هذا الاستغلال، حيث يطلب المدرسون ممارسة الجنس بدلا من المصاريف المدرسية أو مقابل منح درجات جيدة. ، الامر الذي الحق ضررا بصورة قوات حفظ السلام في غرب أفريقيا من جراء تلك الاتهامات . ولم يذكر التقرير جنسيات العاملين في منظمات الإغاثة والمساعدة أو في قوات حفظ السلام الدولية المتورطين في هذا الأمر.وتقول المسؤولة التنفيذية للمنظمة في المملكة المتحدة ياسمين وايتبريد إن "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه ويجب أن يعالج. فالرجال الذين يستغلون مواقع السلطة لممارسة الحنس مع الأطفال ينبغي أن يتم الابلاغ عنهم وطردهم". وتضيف ياسمين أنه "ينبغي فعل الكثير لمساعدة الأطفال وعائلاتهم كي يستمروا في حياتهم دون التعرض لهذا الاستغلال والتحول إلى مثل هذا النوع من اليأس". على صعيد متصل قال جريج بارو من برنامج الغذاء العالمي إن منظمته ستتعامل مع الاتهامات الأخيرة "بأقصى درجة ممكنة من الجدية" وأنها اتخذت بالفعل خطوات للتحقق من هذه المزاعم. وقال بارو للبي بي سي إن "المفتاح هنا هو إيجاد الشخص الذي يعمل في سلسلة إيصال الطعام إلى من يحتاجها ويستغل منصبه". من جانبه قال منسق عمليات الإغاثة في ليبريا، جوردان ريان، إن هذه المزاعم سيجري التحقيق فيها من قبل منظمة الأمم المتحدة. لكنه أضاف "إنه للأسف لم تأخذ كل المنظمات غير الحكومية الدولية هذه الاتهامات على محمل الجد. لكن من الواضح أن التحقق من هذه الاتهامات أصبح أولوية". واوضحت منظمة "أنقذوا الأطفال" امس الاول الاثنين إنها أجرت مسحاً لنحو 160 طفلاً و170 راشداً، ممن يقيمون في المخيم أو عادوا مؤخراً إلى منازلهم، وأنهم كرروا مقولة ممارسة الفتيات الجنس مع رجال كبار في السن مقابل المال والغذاء ومنتجات أخرى. وضم هؤلاء الرجال عناصر في قوات حفظ السلام الدولية في ليبيريا وآخرون يعملون في مجال الإغاثة والمساعدات، وغير هم من الرجال المتنفذين في المجتمع.. يذكر أن هناك 17 ألف جندي تابعون لقوات حفظ السلام الدولية في ليبيريا، نقلاً عن الأسوشيتد برس. ورغم ظهور بعض المبادرات للتقليل من حالات الاستغلال الجنسي، فإن التقرير أشار إلى أنه لم يحدث تغير يذكر في حياة الأطفال المعرضين للإساءة منذ عام 2002. وقال المنسق الدولي الشؤون الإنسانية في ليبيريا، جوردان ريان، إن المسح الذي أصدرته منظمة "أنقذوا الأطفال" لم يعد صالحاً لأنه أجري قبل تسعة شهور مضت، وأن كثيراً من الأمور تحسنت منذ ذلك الحين، وأن المخيمات المذكورة في التقرير أغلقت الآن بعودة القاطنين فيها إلى بيوتهم. وقال ريان "هناك أمور جيدة تحدث في ليبيريا الآن" متعهداً بطرد من يقوم بأي سلوك غير مقبول. وقال وكيل وزارة الصحة في ليبيريا، محمد الشريف "مع مجيء الحكومة الجديدة، بدأ وضع آليات الحد من مثل هذه الأمور موضع التنفيذ." غير أن الشريف نبه لصعوبة منع الصفقات القائمة على الجنس بالنسبة لدولة فقيرة بدأت تستعيد عافيتها بع سنوات من العنف. وأضاف الشريف قائلاً "ثمة آباء هنا لديهم العديد من الأطفال، ربما 8 أو 10 أطفال، غير قادرين على التعايش على الأموال القليلة التي بقيت لديهم، وهم يعيشون على مبلغ يقل عن 25 سنتاً في اليوم، لذلك لكم أن تتخيلوا الأسباب التي تقف وراء حدوث مثل هذه الأمور."يذكر أن ليبيريا بدأت تلتقط أنفاسها مؤخراً من سنوات من الحرب الأهلية، فيما ما زال العديد من مواطنيها يعيشون في مخيمات بعد أن أجبروا على الرحيل عن قراهم وأماكن سكنهم. كذلك تسلمت رئيسة ليبيريا، إلين جونسون-سيرليف، منصبها في يناير/كانون الثاني الماضي بعد أن وعدت بإعادة إعمار البلاد وتحقيق السلام.