إعداد/زكي نعمان الذبحانيتنظيم الأسرة مصطلح يوحي بالمسؤولية والأمان،يعبر به عن تأجيل الإنجاب بأي من الوسائل الصحية إلى وقت تكون فيه الأم مهيأة صحياً ونفسياً لحمل آخر.وهو خط الحماية الأول للأمهات ويفرض على المجتمع- لأهميته- التزود بالمعلومات والمعرفة الكافية؛ والتنظيم هنا يعني التخطيط للمستقبل بالمفهوم العام.أما مفهوم تنظيم الأسرة فيعني أن يقوم الزوجان بتخطيط توقيت إنجاب الأطفال والمباعدة بينهم لفترة زمنية بحسب الأولويات الاجتماعية والإنجابية.وأبرز ما يعود به من فوائد صحية تقليل وفيات الأمهات بسبب الحمل والولادة،وإعطاء الأم فرصة لاستعادة صحتها بعد الحمل السابق،وكذا إعطاء الطفل حقه من الرضاعة الطبيعية والتربية السليمة،وتجنب الحمل غير المرغوب فيه.إن الالتزام بقواعد وشروط الاستخدام لوسيلة تنظيم الأسرة المناسبة هو ما يحقق أقصى درجات الحماية والأمان.وهذا يرشدنا إلى أهمية أن يبنى اختيار الوسيلة المناسبة على معايير تحددها مقدمة الخدمة الصحية بالمرفق الصحي وبناءً على الفحص الطبي،مع تقديم المشورة الكاملة للزوجين وإطلاعهما على مبررات وموانع الاستعمال لكل وسيلة.وبالتالي تتيح المشورة الحصول على المعلومات اللازمة عن جميع الوسائل المتاحة لاختيار الأنسب منها،وتشمل وسائل كثيرة حددت واعتمدت منها وزارة الصحة العامة والسكان:- الحبوب الفموية وهي نوعان- حبوب أحادية الهرمون- حبوب هرمونية مركبة* وسائل هرموينة عن طريق الحقن:وهي نوعان:- أحادية الهرمونية- الغرسة: عبارة عن غرسة واحدة تركب تحت الجلد في أعلى الذراع- اللولبالواقي الذكري.ولا أرى عند نزول الدورة الشهرية مواصلة استخدام وسيلة تنظيم الأسرة- ضرورية لتأجيل الإنجاب،كمن يستخدمن الحبوب الفموية لتنظيم الأسرة ويواصلن تناولها من شريط جديد عقب نفاذ الشريط الأول لغرض منع نزول الدورة،حتى لا يؤدي استخدامها إلى مردود سلبي كاضطراب الدورة الشهرية وحصول نزيف.. بنزول الدورة في غير موعدها،أو انقطاع نزولها لفترة طويلة.علاوة على الشعور بالآم وأوجاع وعوارض أخرى صحية ونفسية محتملة،مثل الصداع والغثيان والتوتر النفسي وغيرها.ولاشك أن من الأفضل استعمال المنتفعة لهذه الحبوب بالشكل الموصى به طبياً،على أن يكون تناولها ليلاً في موعد ثابت.. عند التاسعة مساءً- مثلاً- أو بعد تناول وجبة العشاء- تبعاً لمؤشر الاستخدام على شريط الحبوب.ومهما بدت الظروف الصحية متشابهة لدى البعض،فإن ما يناسب امرأة من وسيلة لتنظيم الأسرة ليس بالضرورة أن يناسب نساء أخريات.ولأن أغلب النساء يستخدمن حبوب تأجيل الإنجاب دون الالتزام بشروط استخدامها يتأثرن ببعض العوارض جراء هذا الاستخدام،فالأنسب لهن تلقي المشورة من مقدمة خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.وبالأساس يبدأ استخدام الحبوب اعتباراً من اليوم الأول أو الخامس لنزول الدورة،مع الاستمرار في استخدامها بحسب مؤشر الاستعمال المبين على شريط الحبوب المؤلف من (21) حبة،ومن ثم يتم التوقف لسبعة أيام قبل البدء باستخدام شريط حبوب آخر جديد.بينما إذا كان الشريط يتألف من (28 حبة)- أي شريط حبوب تنظيم الأسرة الخاص بالمرضعات فعندها يجب الاستمرار في تناول المنتفعة لهذه الحبوب في وقتٍ محدد دون توقف حتى أثناء الحيض.ولا يليق صحياً بالمنتفعة عدم التقيد بالتعليمات الصحية عند استخدام حبوب تأجيل الإنجاب،بتناول حبة واحدة في يوم وترك تناول الحبة التي تليها في اليوم التالي،لأنه لجوء وتصرف خاطئ ليس بمضمون لتأجيل الإنجاب،ويترتب عنه أضرار كثيرة مثل (اضطرابات الدورة الشهرية- حدوث النزيف- التعرض لحدوث الحمل غير المرغوب فيه).أيضاً لا داعي للتوقف عن استخدام حبوب تأجيل الإنجاب إذا ظهرت كمية قليلة من الدم في غير ميعادها الطبيعي أثناء الثلاثة الأسابيع على تناولها،وإنما يكون الاستمرار في تعاطيها دون توقف حتى اكتمال الشريط؛ فالقليل من نقط الدم تتوقف- عادة- بشكل تلقائي.أما إذا كانت كمية الدم تماثل في حجمها حجم دم الحيض وجب في هذه الحالة استشارة الطبيبة.وثمة وسيلة فعالة من وسائل تنظيم الأسرة،وهي الغرسة (امبلانون).إذ تعتبر إحدى وسائل تنظيم الأسرة العالية الكفاءة وتوضع تحت الجلد في القسم العلوي من الذراع.ولها مزايا متعددة وفاعلية وطويلة الأمد،ولا تؤثر على الخصوبة بعد نزعها عن ذراع المنتفعة.ولا بأس من استخدامها إذا ناسبت المنتفعة ولم يكن هناك مانع صحي.ولا يتأتى الاختيار العشوائي لوسيلة تنظيم الأسرة من قبل المنتفعة تلافياً للوقوع في الخطأ عند الاستخدام أو عدم ملاءمتها للمنتفعة،إنما لابد من مشورة طبية تلتمسها المنتفعة من مقدمة الخدمة (طبيبة- قابلة) قبل الشروع في استخدام وسيلة لتنظيم الأسرة،لأن العمر له حكمه وأيضاً الإصابة بالأمراض.فالمشورة أو الاستشارة تساعد على الاختيار الموفق للوسيلة المناسبة وشرح طريقة الاستخدام أو التعامل،وتوضيح نسبة نجاح وفاعلية الوسيلة ومشاكلها والأعراض الجانبية المترتبة عن ذلك،وما يجب عمله إذا وجدت المنتفعة في وسيلة تأجيل الإنجاب مشكلة أو ظهرت لديها مضاعفات تفرض اللجوء مباشرة إلى الطبيبة ووقف استخدامها.وعن الرأي الشرعي وسائل تنظيم الأسرة نسترشد بفتوى لسماحة الشيخ/ حسن عبدالله الشيخ/وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الوعظ والإرشاد حول مشروعية استخدام هذه الوسائل لتأجيل الإنجاب وحكم استخدامها في رمضان،قال فيها:«إن حكم استخدام وسائل تأجيل الإنجاب عند الضرورة وعند الحاجة،وإذا ما تقرر أن تستخدمها المرأة عن طريق مقدمة الخدمة،فحكمها من الجانب الشرعي أنها جائزة.والغرض الشرعي هنا من أجل أن تبقى المرأة فترة لتربي ولدها وتؤدي الواجب الذي عليها نحوه،وقد يكون فيه مراعاة لصحتها وحفاظ على حياتها- أيضاً- على استمرار الحليب لرضاعة مولودها.فربما ينقطع الحليب من المرأة إذا ما حملت مجدداً..وإن تأثرت بهذه الوسائل فالواجب تركها.أما إذا لم تتأثر فيجوز أن تستخدمها؛ولا يقال يُنذب أو يستحسن،لأن يندب أو الاستحسان دعوة للنساء أن يأخذن من هذه الوسائل وقد يحصل من الأثر ما يضربهن.
وسائل تنظيم الأسرة وضوابط الاستخدام
أخبار متعلقة