استمع لتقرير لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة
صنعاء / سبأ:بدأ مجلس الشورى أمس الثلاثاء مناقشاته لموضوع « واقع الإعلام في اليمن»، في إطار اجتماعه الرابع من دورة انعقاده السنوية الأولى برئاسة رئيس مجلس الشورى الأخ عبد العزيز عبد الغني. وفي جلسة أمس قدمت لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة بالمجلس تقريرها حول الموضوع، والذي قام بقراءته الأخوة علي عبد الله السلال، والدكتور أحمد محمد الأصبحي وأحمد محمد المتوكل، ومحمد علي عجلان أعضاء مجلس الشورى. وقد تناول التقرير في سياق قراءته للواقع الراهن للإعلام اليمني، موقع هذا الإعلام في البيئة الإعلامية العالمية الجديدة وأبرز التحديات التي يواجهها، والتطورات التي طرأت على وظيفة الإعلام الخارجي، والنظام الذي يستند إليه الإعلام اليمني في عالم يصنعه الإعلام، ومعايير نجاح وسائل الإعلام العامة وفي مقدمتها القنوات الفضائية، فضلاً عن بدائل تطوير الإعلام الخارجي لليمن. وقد لفت التقرير إلى أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام في عالم يصنعه الإعلام، إلى حد أصبحت مع وسائل الإعلام شريكاً رئيساً في ترتيب أولويات اهتماماتنا وعلى ما نصدره من أحكام وفي تصوراتنا عن العالم المحيط بنا. واستعرض التطورات التي مر بها الإعلام اليمني بكل مكوناته، منذ الثلث الأول من القرن الماضي حتى بلغ المستوى الذي وصل إليه بتأثير ارتباطه بإيقاع الثورة التكنولوجية في مجال الاتصال والإعلام والمعلومات. وتناول التقرير بالنقد والتحليل مستوى تأثير الإعلام الوطني لدى المتلقي، من خلال استعراض واقع هذا الإعلام، والذي قال إنه يتسم بما يمكن اعتباره ممارسة إعلامية أحادية، تعبوية لا مهنية، وتدن في المضمون، ليصل إلى تأكيد أهمية إجراء إصلاح للنظام الإعلامي ببعديه الاتصالي والثقافي، وبما يواكب عملية الإصلاح السياسي الذي تشهده البلاد بقيادة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية. وشدد على أهمية أن تهتم عملية إصلاح النظام الإعلامي، بأولويات الانفتاح الإعلامي، والتطورات التي يشهدها الفضاء الإعلامي العالمي، وجودة المنتج الإعلامي، وأهمية أن يعمل الإعلام على تأكيد قوة الدولة، وإيضاح دورها فيما يتعلق بدعم الإعلام وإصلاح بناه الهيكلية. كما شدد التقرير على أهمية الارتقاء بالإدارة الإعلامية، في إطار إصلاح النظام الإعلامي وتعزيزه بتغييرات تشريعية دعم هذا النوع من الإصلاحات. وتضمن التقرير مقترحات بشأن تفعيل وتجويد دور الفضائيات اليمنية العامة والمتخصصة، وكذا الارتقاء بدور الإعلام الخارجي ليصل إلى جملة من الاستنتاجات والتوصيات التي جدد من خلالها التأكيد على أهمية الإصلاح الإعلامي على المستوى التشريعي والإدارة والتنظيم، وفي مجال الإنتاج. وتحدث أمام المجلس الأخوة وكيل وزارة الإعلام لشئون الإذاعة والتلفزيون أحمد ناصر الحماطي،ورئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) -رئيس التحرير نصر طه مصطفى، ورئيس قناة اليمن الفضائية حسين عمر باسليم، ووكيل وزارة السياحة المساعد محمد محمد مطهر، ورئيس المكتب الفني بوزارة الثقافة أحمد الخوربي، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والنشر- رئيس تحرير صحيفة الثورة علي ناجي الرعوي، ومدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون الدكتور عبد الله الزلب.وقدم كل منهم توضيحات حول ما تناوله تقرير اللجنة المختصة بالمجلس فيما يتصل بالوزارات والمؤسسات والأجهزة التي يديرونها. حيث أبان وكيل وزارة الإعلام جملة التطورات التي قال إن مؤسسات الإعلام العام تشهدها على المستوى التقني والبشري، والتي يتم من خلالها إطلاق ثلاث قنوات فضائية ضمن الباقة اليمنية على قمر عرب سات، والتوسع في إنشاء الإذاعات المحلية، وربط مختلف الإذاعات والقنوات التلفزيون بوزارة الإعلام عبر شبكة اتصال حاسوبية تتيح المعلومات لكل المشتغلين في هذه الأجهزة.فيما أكد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ رئيس التحرير أهمية التقرير، معرباً عن أمله في أن يشكل هذا الاجتماع منطلقاً للتسريع في إخراج مشروع التعديلات في قانون الصحافة والمطبوعات الذي أحيل على المجلس والذي قال إن صدوره سيمثل حلاً لكثير من الإشكاليات التي تواجهها المؤسسات الإعلامية على مستوى التطوير المؤسسي وكفالة حقوق الصحفيين وقوننة الصحافة الإليكترونية. كما أكدَ أهمية وجود رؤية واضحة بشأن ما يتعين على المؤسسات الإعلامية القيام به، واستعرض أهم الإنجازات التي حققتها وكالة الأنباء ا ليمنية سبأ ومن أهمها التوسع في الخدمة الإخبارية الموجهة للخارج من خلال نشرات يومية تبث بمختلف اللغات الحية في العالم، في إطار التبادل الإخباري مع وكالات الأنباء العربية والإسلامية والأجنبية ومع اتحادي وكالات الأنباء العربية والآسيوية، فضلاً عن اتساع نطاق شبكة مراسلي الوكالة عبر العالم والتي أصبحت تغطي ست عشرة دولة. من جانبه استعرض رئيس قناة اليمن الفضائية جانباً من التطورات التي تشهدها القناة اعتباراً من الأول من يناير الماضي والتي قال إنها جعلت القنات تتخذ منحى جديداً وتشهد تحولاً هاماً في مستوى الخدمة المقدمة إلى الجمهور. وأضاف إن ما تحقق يأتي في إطار الحد الأدنى من الإمكانيات في المعدات والتجهيزات، وفي ظل الأعباء والالتزامات التي تنهض بها القناة باعتبارها قناة حكومية معنية ببث كل الفعاليات المحلية المختلفة. من جانبه أكد وكيل وزارة السياحة المساعد على أهمية الدور الإعلامي في إيصال رسالة السياحة إلى الخارج وتحفيز جهود الترويج السياحي في الأسواق الدولية المستهدفة.. وقال إن ذلك يتطلب ارتقاء بمستوى الأداء الإعلامي المأمول. فيما شدد رئيس المكتب الفني بوزارة الثقافة على الصلة الوثيقة بين الإعلام والثقافة، وقال إن تحقيق الثقافة لايمكن أن يتم بدون إعلام راق وقادر على الوصول أوسع مساحة ممكنة.. داعياً إلى تلافي القصور الواضح في جانب الصحافة الثقافية. فيما اعتبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والنشر رئيس تحرير الثورة أن مناقشة المجلس لموضوع الإعلام ينم عن وعي شديد باستحقاقات المرحلة بكل أولوياتها بالنظر إلى ارتباط الواقع الإعلامي بالإصلاحات السياسية والاقتصادية . واستعرض التطورات التي تشهدها المؤسسة في سياق التطور الذي تشهده الصحافة اليمنية، على مستوى التجهيزات التقنية والمضمون الصحفي، وكذا النجاحات التي تحققها في ظل تحديات الكلفة السعرية حيث تصل كلفة النسخة الواحدة من الصحيفة إلى مائة ريال فيما يتم إيصالها إلى القارئ بكلفة عشرين ريال فقط. فيما أكد مدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون أن المؤسسة والأجهزة التابعة لها تشهد حاليا إصلاحات فعلية حيث تم إعادة الاعتبار للتخصصات المهنية وتشكلت لجان لدراسة الشروط والمعايير المهنية وتوصيف وتصنيف كل التخصصات المهنية. وقال إنه تم أيضاً تفعيل دور اللجان المتخصصة ومنها لجان تخطيط البرامج فضلاً عن التوسع في إنشاء الإذاعات المحلية والتي تركز دورها في تقديم الخدمة الاجتماعية والتنموية للمجتمعات المحلية. هذا وسيواصل مجلس الشورى مناقشاته للموضوع في الجلسة التي يعقدها اليومً الأربعاء بمشيئة الله تعالى. وكان المجلس قد استعرض محضر جلسته السابقة وأقره. حضر الاجتماع عدد من المسئولين في الجهات ذات العلاقة.