للحد من تشوهات الأجنة :
لندن/ متابعات:يحلم كل شاب وفتاة باليوم الذي يصبحان فيه أبوين لطفل جميل، وقد يتحقق الحلم، وقد ينتهي الأمر بمولود مشوه، يحمل من الأمراض الوراثية ما يكفيهما لفتح أبواب الحزن في سنوات العمر التالية.وحتى لا يصبح الأمر صدمة للأبوين بعد انتظارهما تسعة أشهر كاملة، طور علماء بريطانيون اختباراً يتيح للأبوين اللذين يحتمل أن يصبح لهما مولوداً مصاباً بأمراض وراثية خطيرة الكشف عن تلك الأمراض في الأجنة، بحيث تصبح فرصة أن يأتي المولود للدنيا سليماً أكبر من السابق. ويتم هذا الاختبار من خلال فحص مجمل بنية الحمض الريبي النووي " دي إن إي" في خلية ما، بدلاً من التركيز على طفرة معينة في أحد المورثات "الجينات"، وهو ما يتيح التعرف على الأمراض في الجنين بصورة أسرع. على صعيد مماثل، تشهد العاصمة التشيكية براغ مؤتمراً عن الإخصاب، يتوقع خمسة أزواج أن يحصلوا على مواليد أصحاء بعد إجرائهم للاختبار الجديد والتلقيح الاصطناعي. وعلى الرغم من احتجاج بعض الناشطين الإنسانيين لدواع أخلاقية على الاختبار، مشيرين إلى أنه بذلك سوف يتم التخلص من عدد من الأجنة، إلا أن العلماء من "وحدة الوراثة" في مستشفى "جاي" يتوقعون تطبيق الاختبار على أكثر من 100 عائلة سنوياً. وطبقاً لما ورد "بجريدة الغد الأردنية"، يوضح العلماء طبيعة الاختبارات، بأنه يتضمن فحص الوالدين وأي أولاد لهما، والتحري عن أي علاقات لها وضع وراثي معين بهدف التعرف على الوحدات التالفة في الصبغيات "الكروموسومات" في بنية الجديلة اللولبية لـ"الدي إن إي". وبناءً على هذه المعلومات يمكن أخذ خلية من الجنين ومعالجتها في المختبر للحصول على نسخ أخرى من الخريطة الوراثية "الجينوم"، ثم فحص المؤشرات التي تظهر أن الجنين يحمل اثنين من تلك الوحدات التالفة أو "الهابلوتايبس". ويمكن هذا الاختبار الجديد الأطباء من التعرف على الجنين الذي يحمل المؤشرات على الكروموسومات التالفة التي تظهر في والديه، مما يعني زيادة عدد الأجنة التي يتم اختيارها للعمليات بنسبة 75 المائة، دون الحاجة لاستبعاد الحالات التي يكون فيها الجنين ذكراً، كما هو معمول به حالياً. ويصرح البروفيسور بيتر برود الخبير في الإخصاب وأحد المساعدين في تطوير الاختبار، بأنه بالإمكان التعرف على نفس الكروموسوم الذي أثّر على أحد أفراد الأسرة وكذلك التعرف على احتمالية إصابة الجنين.[c1]تشخيص الأمراض الوراثية للأجنة من الأسبوع 12[/c]أكدت أبحاث سابقة إمكانية التشخيص المبكر للأجنة في الأسابيع الأولي للحمل لاكتشاف الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية ابتداء من الأسبوع 12 أو 14 بدلاً من الأسبوع 16.وأوضح أحد الباحثين أنه تم استخدام أجهزة متقدمة للموجات فوق الصوتية مع الإمكانيات المعملية ذات التكنولوجيا العالية مع 71 سيدة ذات حمل خطر أو معرضات لحدوث أمراض وراثية وتشوهات في الجنين عن طريق بذل وتحليل السائل الامينوسي، وقد مكن الاكتشاف المبكر للأمراض الوراثية من اكتشاف أي عيوب خلقية بالجنين. جدير بالذكر أن الاكتشاف المبكر يعطي فرصة للتدخل والتصحيح الوراثي المبكر وفي بعض الحالات يمكن علاجها لتقليل العبء المادي والصحي والنفسي للأسرة والمجتمع.[c1]جهاز جديد لتشخيص أمراض الأجنة[/c]قام الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث في مصر بالموافقة على تدعيم عيادة تشخيص أمراض الجنين بأحدث الأجهزة ذات تقنية عالية في مجال الموجات فوق الصوتية، مشيراً إلى أن المركز من أوائل المراكز التي أدخلت جهاز ثلاثي رباعي الأبعاد يساعد على رؤية الجنين بأسلوب مجسم، بالإضافة إلى الخدمات الطبية العديدة لاستخدام الموجات فوق الصوتية، كتحديد عمر الجنين بدقة، والكشف عن عدد الأجنة وحجمها، وأخيراً الكشف عن أعضاء الجسم وتحديد العيوب الخلقية بدقة .