تتمثل إحدى المشكلات الكبرى التي تواجه العالم اليوم في تزايد أعداد المحرومين من المشاركة الفعالة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لمجتمعهم الذي يصبح مجتمعاً تنقصه الكفاءة ويعوزه الأمان.وفي مؤتمر جومتيين العالمي بشأن التعليم للجميع (1990) وضع المجتمع الدولي توفير التعليم للجميع هدفاً له، وهو الهدف الذي تقوم اليونيسكو مع وكالات أخرى في الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية والوطنية بالعمل على تحقيقه رافدة بذلك الجهود المبذولة على الصعيد القطري.وعلى الرغم من التطورات المشجعة التي طرأت إلا أنّ عدد الأطفال في سن التعليم الابتدائي غير الملتحقين بالمدرسة لا يزال يُقدّر بـ 113 مليون طفل (النمتدى الاستشاري الدولي عن التعليم للجميع، 2000م) ويعيش 90 بالمائة من هؤلاء الأطفال في البلدان ذات الدخل المنخفض أو ذات الدخل المتوسط المنخفض، وأكثر من 80 بالمائة منهم في أفريقيا.كما يُلاحظ أنّ كثيراً من الأطفال الذين يلتحقون فعلاً بالتعليم الابتدائي يتركون المدرسة قبل إكمال هذه المرحلة، ومن المُسلّم به أنّ الإستراتيجيات والبرامج المطبقة حالياً ليس كافية ولا ملائمة لتلبية احتياجات الأطفال والشباب المعرضين لخطر التهميش والاستبعاد.وعندما توجد بالفعل برامج موجهة لمختلف الجماعات المهمشة والمستبعدة، فإنّها تكون عادة خارجة عن إطار التعليم العادي _ أي تكون برامج خاصة تُنفذ في مؤسسات متخصصة.وعلى الرغم من حسن النوايا فإنّ هذه البرامج غالباً ما تُولِّد الاستبعاد، إذ توفر فرصاً تعليمية من الدرجة الثانية ولا تضمن إمكانية مواصلة الدراسة، أو يصبح فيها الاختلاف شكلاً من أشكال التمييز، مما يُقصى الأطفال ذوي الاحتياجات المختلفة عن مجرى الحياة المدرسية العادية وتُخرجهم من ثمّ عن مدار الحياة الاجتماعية والثقافية عندما يصبحون كباراً."اليونيسكو 1999م"* المدربة / فاطمة ناصرمديرة إدارة التربية الشاملةمكتب التربية والتعليم م / عدن
التهميش خطر يهدد المجتمع
أخبار متعلقة