صنعاء / متابعات:برغم حداثة عمرها وتواجدها على الساحة والتي لم تتعد عشرة أعوام ، إلا أنها استطاعت أن تصنع لنفسها اسماً على الساحة و دورها أصبح مهماً ورئيسياً في الحياة الاقتصادية .. إنها صالات الأفراح أو ما يعرف بقاعات الأعراس والمناسبات التي وخلال العقد المنصرم سجلت حضورا كبيرا وتواجداً في جميع مناسبات المجتمع ، وباتت عنصرا أساسيا وملازماً ومرادفاً لأية مناسبة سواء الأعراس والأفراح «أدامها الله على الجميع » أو تلك الخاصة بالمجابرة وتقديم واجب العزاء في أي مصاب جلل « نسأل الله أن لا يرينا وإياكم أي مكروه» .ولعل الجميع يدرك أن مثل تلك الأماكن أضحت حاليا من الضروريات التي على أساسها يقاس مدى نجاح المناسبة وخاصة الأفراح وتميزها .. الأمر الذي يجعل صاحب العرس وخاصة العريس أكثر الناس حرصاً على البحث عن أفضل تلك الصالات من حيث موقعها وخصوصية إنشائها ونوعية أثاثها ،إضافة إلى ما تحظى به تلك الصالة من شهرة في أوساط المجتمع.[c1]إرباح طائلة ونمو متسارع[/c]ولمواكبة تنامي الطلب المتزايد على إحياء المناسبات في مثل تلك القاعات ، فقد شهد هذا القطاع الحيوي الهام نمواً متسارعاً وفي زمن قياسي نظراً للمكاسب الكبيرة التي يجنيها أصحابها والتي تحققها على مدار العام ، وتتضاعف الأرباح خاصة خلال موسم الأعراس في اليمن الذي يبدأ من منتصف يونيو وحتى أواخر سبتمبر ، حيث يحرص السواد الأعظم من الشباب المقبلين على إكمال نصف الدين على الزواج خلال تلك الفترة ، والذين يفضلون هذا التاريخ لانه يأتي في فترة العطلة الصيفية وهو ما تعتبره العائلات مناسباً للاحتفال بأبنائها بحكم تفرغ الجميع وخاصة الطلاب وعودة غالبيتهم من بلد الاغتراب .خلال تلك الفترة تعمل تلك الصالات بكل طاقتها وتصل إلى مرحلة الذروة وتعجز عن تغطية جميع طلبات الحجز التي تتلقاها يوميا ،وتعرض مبالغ خيالية في سبيل الحصول على حجز خاص في تاريخ معين وهو ما يظفر به البعض ويضطر الكثير من العرسان إلى تقديم او تأخير موعد زفافهم بحسب ظروف القاعة والتاريخ الذي تكون فيه غير محجوزة لعرس آخر، وقد يجد العريس نفسه مضطراً لإقامة الحفل في أي يوم غير الخميس وهو المفضل للجميع او الأحد الذي يأتي ثانيا من حيث أهميته بالنسبة للعريس ، وهو ما نلاحظه هذه الأيام التي تصلنا فيه دعوات من قبل أصدقاء وزملاء لمشاركتهم أفراحهم في يوم السبت او الثلاثاء او الأربعاء لان الحقيقة التي لا يمكن ان ينكرها أحد ان صالات الأعراس وحدها هي من تحدد تاريخ حفل الزفاف وخاصة العرسان الذين يدركون هذه الحقيقة جيدا.تلك الحقيقة المرة للعرسان عرف أصحاب تلك الصالات كيف يوظفونها لصالحهم من خلال استغلالهم للموسم ومضاعفة قيمة الإيجار اليومي لتلك الصالات وقد يصل إلى ثلاثة أضعاف المبلغ الذي يدفع في غير الموسم بغية تحقيق اكبر عائد مادي .استثمارات عشوائيةونظراً لعدم قدرة تلك المنشآت على تلبية الطلب المتزايد عليها ولان المبالغ التي تدفع طائلة نظير الاستخدام لسويعات قليلة ، فقد وجدها البعض ممن لديهم قدرة مالية ورأس مال بسيط إلى الدخول في هذا القطاع الاقتصادي المجدي وسريع الربح وتوجيه أموالهم نحو الاستثمار في إنشاء صالات خاصة للمناسبات وبشكل عشوائي وغير منظم وبدون دراسة جدوى اقتصادية ، فمنهم من قام بهدم جدران منزله ليحوله إلى صالة أعراس وآخر استثمر بدروم المنزل وأضاف له بعض التحسينات والديكورات المبهرة وعلق لوحة ضوئية على الباب كتب عليها صالة (.....) للأعراس والمناسبات، فيما قام آخرون بتجهيز هناجر وأطلقوا عليها اسم صالة أفراح ومناسبات عامة، ولعل أمانة العاصمة شاهد لتلك العشوائية وجنون الصالات لدرجة انه لا يوجد شارع أو حي إلا وتزين بأكثر من صالة. لكن ما يعيب مثل تلك المنشآت التي اعتبرها من وجهة نظري المتواضعة مشاريع استثمارية اقتصادية ناجحة ، هو عشوائية وجودها وعدم ملاءمتها للمناسبات الاجتماعية على اعتبار ان معظمها كانت مخصصة منذ إنشائها كمساكن ‘إضافة إلى افتقارها لأدنى مقومات السلامة والأمان ،وكذا ساحتها الداخلية المليئة بالأعمدة الخرسانية وهو ما يعيق الحركة بداخلها وغيرها من العيوب الخدمية الأخرى مثل خلوها من مواقف السيارات وانعدام المرافق الأخرى أو عدم كفايتها مثل الحمامات وضيق سلالم الصعود والنزول و عدم وجود مداخل ومخارج إضافية لتفادي الازدحام وخاصة أثناء الطوارئ.كما ان غياب الرقابة الفاعلة على مثل تلك المنشآت وعدم اعتماد معايير محددة عند التراخيص لها او تجديد تراخيصها قد ساهم بشكل ملحوظ في تدني جودة مستوى الخدمات التي تقدمها لزبائنها مقارنة بأسعارها الباهضة ، وهو ما يمكن استنتاجه عند زيارة إحدى تلك المنشآت بعيد افتتاحها وتكرر الزيارة بعد عام من الزيارة الأولى حيث يمكن تسجيل كثير من السلبيات من خلال النظرة الأولى حيث تكون الأثاث قد وصلت إلى مرحلة يصعب الجلوس عليها ولون الجدران تبدل بآخر والموكيت في حالة يرثى لها وأما الإضاءة والحمامات فحدث ولا حرج . لكن ومع كل ذلك نشاهد على الطرف الآخر صالات نموذجية أنشئت وفق رؤية استثمارية وأجريت لها دراسة جدوى اقتصادية ابتداء من المنطقة واختيار الموقع المناسب وتحديد الشكل والأثاث والديكور والتجهيزات الفنية الملائمة ، وزودت بوسائل الإضاءة والتكييف والتهوية المناسبة ، ومثل تلك الصالات حتى وان كان سعرها مرتفعاً إلا إنها تنال رضى وإعجاب كل زائر وتحقق الهدف المرجو منها في إقامة فعاليات العرس في مكان مناسب يستطيع كل الضيوف والأصدقاء الوصول إليه بكل سهوله.ويفضل غالبية اليمنيين وخاصة القاطنين في المدن الرئيسية الاستعانة بالصالات بإقامة حفلات الأعراس والمناسبات الخاصة لكونها توفر الكثير من الايجابيات وتساهم في نجاح المناسبة ، ومن تلك المميزات بحسب ما يراها مستخدموها ومرتادوها في سهولة الوصول إليها واتساعها لجميع المدعوين ، بالإضافة إلى تنسيق أثاثها وتجهيزاتها وهو ما يظفي عليها منظرا جماليا .كما ان المستخدمين يفضلونها لأنها توفر عليهم عناء البحث عن مفروشات وتجهيزات كافية في حال أقاموا الحفلة في مخيم خاص أمام منزلهم او بداخله وضياع الكثير وتهالك الكثير من تلك الأثاث.[c1]استهتار المدعوين [/c]ويشكو ملاك صالات الأعراس من استهتار المدعوين وعدم اهتمامهم بالحفاظ على أثاث وممتلكات الصالة ، سواء كانوا من الرجال خلال فترة المقيل وما يسببونه من إتلاف متعمد وغير متعمد لمفروشات القاعة وإطفاء أعقاب السجائر فيها والبصق على أرضيتها ، أما حفلات النساء والتي تصل الى بعد منتصف الليل فتتوافق وجهات نظر عدد ممن التقينا بهم في أنها تسبب الكثير من التلف والتشويه للصالة وخاصة جدرانها التي تتزين بعد كل حفلة بجميع ألوان المكياج وترتسم عليها أشكال عشوائية وعبارات غرامية بمختلف ألوان الطيف المفضل للنساء ، وهو ما يستدعي غسل جدرانها لإزالة تلك الألوان التي رسمتها أنامل النساء.[c1]أسعار قياسية[/c]وحول تكاليف استجار الصالة في الليلة الواحدة فإنها تتفاوت من قاعة إلى أخرى وبحسب موقعها ومساحتها ونوعية أثاثها الحفلة التي ستقام عليها سواء كانت حفلة للمقيل والسمرة او المقيل فقط او حفلة نساء ، وبحسب ما توفر لدينا من قائمة لا سعار تلك الصالات فنجد إنها تبدأ من 40 ألفاً وقد تصل إلى 200 ألف ريال خلال الأيام العادية ، أما حاليا ونظرا لحالة الهيجان واندفاع الشباب للزواج خلال العطلة الصيفية فقد شهدت أسعارها ارتفاعا كبيرا وجنونيا فسجلت أرقاما قياسية تجاوزت حاجز الـ300 ألف ريال للصالات النموذجية ، فيما اقتربت أسعار الصالات العادية من سقف الـ 100 ألف ريال .وحول إجراءات استئجار الصالات وقانونيتها فنجد بعضاً من أصحابها حريصين جداً على اتخاذ إجراءات قانونية سليمة ومدروسة وتخصيص عقود استئجار يوقع عليها المشرف على الصالة والشخص الذي يطلب إقامة العرس فيها يحدد تاريخ الاستئجار والمدة الزمنية بالساعة ونوعية الحفلة التي ستقام عليها ، والتي على ضوئها يخلي مسؤوليته تماما عن الصالة وما يحدث بداخلها في حال وقوع أي إشكالية حتى انتهاء مدة العقد، كما تتضمن شروطاً متعلقة بالحفاظ على الأثاث والممتلكات يوقع عليها المستأجر .. بينما يتغاضى غالبية الملاك عن مثل تلك الإجراءات مكتفين بتسجيل بيانات المستأجر وموعد الحفلة على سجل خاص .