عيدروس عبدالرحمنإذا اتفقنا أن قرعة بطولة كأس الأمم الأوروبية كانت ظالمة وأوقعت منتخبات كبيرة سوف تضطر أن تصيف مبكراً خاصة مجموعة الموت الثالثة.. فإن المجموعة الأولى تكاد تكون متوسطة ومتوازنة للفرق المتصارعة فيها مع تقدم بسيط لبرازيل أروبا الذين هم الأقرب للتأهل على حساب الفرق الثلاثة الأخرى ( التشيك) سويسرا وتركيا.ولعل مباريات هذه المجموعة سوف يحسمها فوز أبيض ينفع في اليوم الأسود فأي فريق سوف يستغل الفرص ويحصد النقاط الثلاث فأن أمال وفرص تأهله ستكون أكبر من غيره، خاصة مباراتي الافتتاح.وباعتبار أن صاحبة الأرض ( سويسرا) حاضرة في المجموعة فلقاء الافتتاح سيجمع الفريق المضيف مع التشيك ثم البرتغال وتركيا.ويحتفظ مباريات هذه المجموعة بمخزون سابق قد يساعد على إشعال فتيل التنافس الكروي بينها ويرفع من وتيرة الحماس .. آبرزها أن سويسرا كانت قد حرمت تركيا من التأهل لنهائيات كأس العالم 2006في مباراة شهدت أحداثاً مؤسفة في لقاء الإياب الذي أقيم في تركيا.فا لفرق الأربع لم يكن لها حضور لافت وبطولي في هذه المسابقة باستثناء التشيك الذين فازوا باللقب قبل انفصال التشيك عن يوغسلافيا.. كما أنها لم يكن حضورها التنافسي مميزاً فمن خلال 13 بطولة، شاركت البرتغال 5 مرات، التشيك 4 مرات أو تركيا 3 مرات، بينما البلد المضيف مرتين آخرها هذه باعتبارها صاحبة الأرض وليس عبر التنافس والتأهل.[c1]سويسرا[/c]
تأريخها الكروي باهت ونجومها الأفذاذ حالياً شحيح بل معدوم ونسب تأهلها للدور الثاني يرتبط بالاستفادة القصوى من عاملي الأرض والجمهور التي ستلعب مع الفريق السويسري.. وتعتبر مباراة السبت هي مصباح علاء الدين يضيء لأصحاب الأرض طريق الدور الثاني.. ويقود الفريق السويسري مدرب عجوز تمثل هذه البطولة آخر محطاته الكروية قبيل اعتزاله التدريب نهائياً لكنه يعرف تماماً أسرار اللعبة في بلده وعمره الكبير يساعده على خلق فريق متناغم معظمهم من الشباب.. يعاني الفريقان من العقم الهجومي كأبرز عيوب الفريق كما لا يمتلك لاعبين مشهورين وقادرين على خلق الفارق وتبقى مسألة تأهله للدور الثاني أبرز أهم أمنياته لأنه لا يمتلك مقومات التقدم لما بعد دور الثمانية .. إلا إذا فاز بإحدى المفاجآت.[c1]التشيك[/c]فرصته مواتية لإعادة تاريخه للواجهة بعد إخفاق مونديال 2006 وخروجه من الدور الأول والفريق التشيكي قدم خلال الأعوام الستة الأخيرة مباريات حققت له البروز ووضع حساباته من قبل الفرق الأخرى .. ويلعب الفريق كرة متوازنة بين الدفاع وجمالية الهجوم يساعده الاستقرار الفني المتواصل لأكثر من خمسة أعوام.. ولعل غياب واعتزال عدد من أبرز وأفضل نجومه أمثال بافل نيد فيد أحد عوامل الضعف لكنه يمتلك هدافين ِأمثال صانع العاب أرسنال هليب والتشكيلة التشيكية شهدت استقراراً وقوة دفاعية معترف بها إضافة إلى حارس عملاق من سلالة النجوم بيترتشيك فرصته للتأهل كبيرة إذا تجاوز أصحاب الأرض بفوز يستهل به صراع مجموعته.[c1]تركيا[/c]قدمت الكرة التركية نفسها بمستوى مضطرب ارتقاء كبير ومفاجئ كما حدث في مونديال كوريا واليابان باحتلال المركز الثالث عالمياً، ومرة أخرى بهبوط وسقوط مفاجئ كما حصل في مونديال 2006،يقوده فاتح كريم الذي يعتبره الأتراك الخبير الكروي الأول في تركيا والذي أستطاع التأهل بصعوبة بعد اليونان كصاحب المركز الثاني .. ليس لديه نجوم كبار بعد البروز الرائع في مونديال 2002 يعاني من تذبذب المستوى وضعف حاد جداً في حراسة المرمى وكأن بلد أروبا مثل تركيا عجزت عن إنجاب حارس جديد لحماية الخشبات الثلاث لأحفاد الدولة العثمانية .فرصة بالتأهل أسفل التكهنان وهو من سيلاقي أولاً البرتغال .. ولا ننسى خلفيات لأحداث مباراة الفصل للتأهل في مونديال 2006 لصالح سويسرا مما تركت ركاماً عالقاً ينظف لم ينظف بعد من سجلات و ذاكرة البلدين.[c1]البرتغال[/c]الأقرب للترشح..والأقوى والأفضل حسابياً وورقياً ومنذ أن قادة البرازيلي سكولاري أستطاع البرتغال أن يصل لنهائي يورو النسخة الأخيرة، ورابع مونديال العالم الأخير مما يعني استمرارية التقدم الكروي والمنافسة على اللقب وهو لديه خاصية لاعبين عاشوا البطولات وتذوقوها ومدرب حاصد للألقاب .. وأحد أبرز المنافسين على اللقب.[c1]وأخيراً[/c] استعراض فرق المجموعة الأولى يضعنا أمام قواعد مشتركة بين جميع الفرق أو معظمها أهمها أن مدربي فرق المجموعة أصحاب خبرة طويلة تدريبياً وعاشوا مع فرقهم سنوات عدة ويعتمدون على الشباب وبعيدين عن أي تتويج قاري أو عالمي باستثناء التشيك، وعانوا مؤخراً من اعتزال نجوم أفذاذ .فإذا اتفقنا أن البرتغال هي الأبرز والأكثر ترشحاً لمواصلة التقدم والتأهل فمن سيعيد الحظ صاحب البطاقة الثانية .. والفوز الأول في مستهل المنافسات.