مع الأحداث
في إحدى الجلسات التي ضمتني مع سائح روسي وآخر ياباني وثالث مكسيكي خارج المملكة، ذكر الروسي أن الابتسام يناقض الرجولة في حضارته، وكذلك ذكر الياباني. أما المكسيكي فذكر أنه من الطبيعي أن يبتسم الرجال في بلده. ذكرت لهم أنه من النادر أن يبتسم الرجل عندنا أيضا! قلب أي مجلة أو جريدة محلية لتجد قلة من صور المسئولين والكتاب ورجال الأعمال مبتسمين. بدا لي أنه من عرفنا السائد في الوقت المعاصر الأعتقاد أن مزيدا من الهيبة والوقار والجدية تحيط بالوجه العابس أو الخالي من التعبير. ذكرت أحدى الدراسات النفسية الطبية الأمريكية الحديثة: أن الابتسام يساعد على تحسين المزاج الفردي ويدعم شعور المرء بالأيجابية، أن الابتسام معد ويحسن مزاج الآخر المتلقي، أن الابتسام يخفف من الشعور بالضغوط والإجهاد، أن الابتسام يقوي جهاز المناعة ويساعد على الوقاية من الزكام ونزلة البرد!، أن الابتسام يساعد على خفض ضغط الدم، أن الابتسام يساعد على أن يبدو الشخص ناجحا، أن الابتسام يفرز مادة «الأندورفين» في الدم والتي تقلل من الشعور بالألم، ومادة «السيروتونين» المرتبطة بالشعور بالسعادة، أن الابتسام يجعل المبتسم يبدو أصغر سنا عبر شد قسمات الوجه، أن المبتسمين يعيشون أطول عمرا بإذن الله، أن الابتسام يعطي الجسم نفس مستوى الأستثارة الكيميائية للعقل والمتحصلة أيضا، بأكل عشرات القطع من الشوكولاتة وحيازة شيء من المال الكاش!، أن النساء المبتسمات هن أكثر احتمالا ب 27مرة أن يتزوجن زواجا مقنعا من غيرهن، من النساء غير المبتسمات، أن المبتسمين يبدون أجمل من غيرهم. الابتسامة جميلة! ومن أنواع الابتسام: - البسمة الصادقة والمخلصة وذات الشعور القلبي المعبر: تعبر هذه الابتسامة عن الرضا والسعادة والرغبة الحقيقية وكلما كانت هذه المشاعر أعمق كلما كانت البسمة أظهر وأجمل وأبين للأسنان الأمامية. - البسمة الحزينة: وتتميز هذه البسمة بعدم تناظرها ففي جزء من الوجه يبدو المحيا مبتسما وفي الجزء الآخر يبدو معبسا وحزينا. تدل هذه الابتسامة على الحزن والانهزامية والفشل. - البسمة الخادعة: وتتميز بعدم تناظر صورة الوجه وحاجتها لمدة أطول من البسمة الصادقة لترتسم على الوجه. ويقصد منها الخداع والكذب، وتتميز وجوه المنافقين بها على وجه الحصر! وقد جاء في الأثر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) رواه مسلم. وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: (ماحجبني النبي صلى الله عليه وسلم ولا رآني ألا تبسم في وجهي) رواه البخاري. وعن سماك بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال (نعم كثيرا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويبتسم) عليه الصلاة والسلام، رواه مسلم. حتى لوكان واقع الحال يعطي الوجه المقطب مصلحة اجتماعية على الوجه المبتسم ألا أن تغيير هذا الواقع والشروع في ذلك من قبل الفئة «المبتسمة» المليئة بالفأل والأمل في مجتمعنا لهو أمر جميل يحث عليه الدين و العقل وتستلطفه الحكمة. فأعراف المجتمع قابلة للتحول وهي من المتغيرات لاالثوابت كماهومعلوم، المهم أن تتبدل نحو الأفضل. وربما في الغد القريب يستلم الموظف في الجوازات أو الأحوال صورة لأحد المواطنين فيسأل نفسه متعجبا: صورة غريبة.. لماذا يبدو عابسا.. أين ابتسامته؟! [c1]*عن/ جريدة ( الرياض ) السعودية[/c]