قدوما من مدينة فاس نحو مدينة مراكش، تتراصف سلسلة من الجبال بغابات شجرة الأرز على طول الطريق، وتتأمل القردة بمنطقة أزرو وإفران هذا المنظر الرائع من قببهم العالية. إنه من الغريب أن لاتخطى هذه المنطقة باهتمام كبير من قبل محبي الجولات إذ أنهم يفضلون عليها منحدرات جبل أوكيمدن وجبال الأطلس الكبير حيث يتسلقون إلى قمة جبل طوبقال. يعتبر الأطلس المتوسط مركزا لصيادة أفضل سمك التروتة في إفريقيا. منذ أن يبدأ فصل الصيد في شهر مارس، يستعد الصيادون المغاربة والأجانب و معهم تصريح صيدهم لينطلقوا في الصباح الباكر حتى يكون الصيد غزيزا. إذا كنتم في منطقة أزرو وإفران، يمكنكم أن تحصلوا على تصريح الصيد ليلة انطلاقكم. ثمن التصريح مايقارب 100 درهم يعني 10 أورو. استرشدوا من فندقكم، أو المركز السياحي المحلي أو إذهبوا إلى العمالة لتحضير سفركم. على التصريح أن يكون دائما معكم لتدلوا به لمراقبي الصيد المحليين. أما فصل الشتاء في الأطلس المتوسط فيمكن أن يكون قاسيا مثل شتاء الأطلس الكبير. تتمتع الغابات والحظائر في المرتفعات السفلى بخصوبة كبيرة وذلك بفضل غزارة الأمطار والثلوج التي تتساقط في المنطقة مند شهر نوفمبر إلى شهر أبريل. إذا كنتم في زيارة للمنطقة خلال فترة مابين شهر ديسمبر ومارس لا تنسوا أن تحضروا أحذية الثلج وكذا أدوات التزلج فوق الثلج. إذا لم تحضروها معكم، يمكنكم كراؤها من إحد فنادق مدينة إفران. معظم السياح المغاربة والأجانب يذهبون إلى منطقة جبل مشليفن للتزلج و به التعريف من هنا. لكن، إذا تابعتم طريقكم نحو مدينتي الراشيدية وميدلت، فإن الهضاب المجاورة تمنح حرية وتنوع أكبر لممارسة التزلج. أمام خلال أيام الربيع، فيمكنكم إيقاف سيارتكم على جانب الطريق والذهاب في جولة استكشافية.أما إذا كنتم من مغرمي اللوح الشراعي وكان لديكم مايلزم للممارسته فيمكنكم ذلك عند إحدى الضايات التي ستجدوها على الطريق. قد لاتجدون أحدا في تلك الضايات ولكن قد تكتشفون قرية بربرية حيث يعرف رعاة الغنم المنطقة وهضابها أكثر من أي شخص آخر. هؤلاء كانوا في الماضي محاربين وهم من أطيب الناس الذي قد تصادفون في المغرب . لاتستغربوا إذا دعوكم لشرب الشاي في منازلهم المصنوعة من الحجر. تعتبر روعة الجولات في الأطلس المتوسط من أكبر الأسرار في المغرب. قوموا بهذه الجولات خلال يوم واحد إذا أمكنكم ذلك. أما إذا كان لديكم أسبوع عطلة أو أكثر، فكونوا على يقين أن كثيراً من الإستكشافات تنتظركم حيث تتوجهون لغابات الأرز لرؤية القردة، أو حيث تتسلقون الهضاب، استنشقوا الهواء النقي جيدا إذ أن المناظر الخلابة والمرتفعات قد تحبس أنفاسكم.