مدن عربية و عالمية
الشحر كان اسم يطلق على ساحل حضرموت ويطلق عموماً على جهة الساحل بالنسبة لسكان وادي حضرموت أو (حضرموت الداخل) ، وعلى جهة الساحل أقيمت فيها بلدان كثيرة تمتد إلى أقصى الحدود الشرقية في الجوف ، ومن أشهر مدن الساحل مدينة الأسماء التي عرفت بـعـد ذلك وحتى الآن باسم مدينة الشحر ، كما عرفت بعدة أسماء أخرى منها مثلاً ( سمعون ) نسبة إلى وادٍ يسمى سمعون كان أهلها يشربون من آباره ، وهي نسبة إلى واسم (الأشجار) ، وسميت الأشجار نسبة إلى القبائل التي كانت تسكنها من المهرة والذين كانوا يسمون (الشحرا) وكما سميت باسم (الأحقاف) ، والأحقاف هي الرمال ومفردها حقف ، إلا أن اسم الشحر طغى مؤخراً على تلك الأسماء كلها . وتقع مدينة الشحر على ساحل البحر العربي إلى الشرق من مدينة المكلا إحدى محافظات الجمهورية اليمينة . ومدينة الشحر قديمة ، شأنها شأن مدن اليمن القديمة ، ويحتمل أن يكون أقـــــدم ذكر لها جاء عند الهمداني ( 334 هجرية ) ، بينما الذين ذكروا اسم ( الشحر ) من المؤرخين فهم يقصدون الساحل وليس المدينة ، ولذلك فمدينة الشحر كانت قائمة قبل ظهور الهمداني هذا ما جاء عند المؤرخين ، أما تاريخها من خلال الدراسات الأثرية التي أجرتها البعثة الأثرية الفرنسية في المدينة في جوار دار البياني فالمخلفات الأثرية تؤكد أن المدينة كانت قائمة في العصر العباسي وبدء الدولة العباسية في سنة (132 هجرية) . إن هذه المدينة قد عُرفت في القرن الثاني الميلادي عند الملاحين اليونان مما يؤكد أن موقع هذه المدينة قد استغل تقريباً في النشاط التجاري الذي كان قائماً في فترة ما قبل الإسلام ، وبالتالي فقد اختط موقعها ليصبح فيما بعد مدينة بكل معانيها في فترة ما قبل الإسلام وتجددت بعد ذلك كمدينة وحاضرة لساحل حضرموت منـذ القرن الثالث الهجري . ومدينة الشحر كانت تمثل سوقاً تجارياً هاماً ، لأن السفن التي كانت تتجه من الهند إلى البحر الأحمر وعدن والعكس كان لابد لها من التوقف في الشحر سواءً للمتاجرة ، أو " كمحطة ترانزيت " ، وكانت السلع التجارية الرائجة فيها : البز واللبان والـُمـر والصـبر والدخن ـ العنبر الدخني ـ ، إلاَّ أنها اشتهرت كثيراً باللبان الذي ينسب إليها ( اللبان الشحري ) ، وقد قال أحد الشعراء : وقد كانت مدينة الشحر مسورة حيث يحيط بها سور من الجهات البرية منها تحاشياً لأي هجوم يقع عليها من القبائل المجاورة لها ولكن تم تدميرها من قبل البرتغاليين الذين سيطروا على الطرق التجارية البرية بين الهند والبحر الأحمر للفترة الممتدة من مطلع القرن السادس عشر إلى النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي . تعتبر الحملات العسكرية على مدينة الشحر نموذجاً من تلك الحملات التي توالت على المدينة حتى انتهاء سيطرة البرتغاليين على الخطوط التجارية البحرية. يوجد في مديرية الشحر من مواقع المياه العلاجية الحارة طبيعياً في مراكز الديس والحامي وقصيعر مثل حمام صويبر ، معيان با حميد ، عين محدث ، الصيق ، حمام ثوبان ، معيان الروضة ، حمام تبالة ، معيان حسن ، معيان القميع ، وجميع هذه المواقع العلاجية الطبيعةً يؤمها الناس يومياً على مدار العام للاستشفاء من الأمراض .من أبرزمعالم مدينة الشحر كما سبق أن ذكرنا أن سور المدينة القديم قد دمره البرتغاليون في سنة 929هـ ، كما تعرضت المدينة للتدمير والنهب عدة مرات متتالية ، لذلك لم يبق من معالمها القديمة إلا بقايا معالم قليلة من أهمها : سور المدينة ، سدة العيدروس ، بوابة العيدروس ، دار البياني ، قصر ابن عياش ، قصر عبود ، حصن المصبح وغيرها.