ندرك حجم الخسائر البشرية والاقتصادية والنفسية والمعنوية التي عانى منها شعبنا اليمني، بسبب الصراعات السياسية في شطري الوطن قبل الوحدة المباركة.هذه الخلافات التي تحولت إلى صراعات دموية مؤسفة بين أبناء الوطن الواحد ووقعت في المناطق الوسطى، وفي عدد من مناطق المحافظات الشمالية وفي عدن في أحداث سالمين و13 يناير 86م، وفي عدد من المحافظات الجنوبية كل هذه المآسي كانت بسبب غياب المناخ الديمقراطي بين أوساط المتصارعين من جانب ومن جانب آخر بسبب التدخلات والمؤامرات الخارجية التي لا تريد لشعبنا اليمني الأمن والاستقرار والتفرغ لتنمية الوطن وتسريع الخطوات الوحدوية بين الشطرين لاستعادة وحدة الوطن.وبفضل المولى العلي القدير والنزعة الوحدوية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله كللت الزيارة التاريخية لفخامته إلى عدن للتوقيع على اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1998م التي عرفت باتفاقية عدن التاريخية هدفت إلى قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م، وقد تشرفت عدن في احتضان هذا الحدث التاريخي ليدخل شعبنا اليمني مرحلة جديدة في حياته وينهي بذلك حالة التشطير، وكافة الصراعات الدموية، وتم الإعلان رسميا من قبل فخامة الرئيس الوحدوي علي عبدالله صالح عن دفن ملفات ومآسي الصراعات الدموية والسياسية التي وقعت خلال عهود التشطير على مستوى عموم المحافظات اليمنية وأصدر قرارات ألغت كافة الأحكام القضائية التي صدرت قبل الوحدة في قضايا الصراعات السياسية ، وبدأت مرحلة جديدة بمشاركة كل القوى السياسية في العملية السياسية في إطار النهج الديمقراطي لدستور الجمهورية اليمنية.وأستطاع شعبنا ترسيخ وحدته المباركة من خلال القضاء على المشروع الانفصالي في صيف 94م، في الملحمة البطولية التي سطرها أبناء شعبنا من مختلف المحافظات إلى جانب قواتنا المسلحة التي وضعت حدا نهائيا لتمزيق الوطن والعودة إلى مراحل التمزق وفتنة الصراعات الدموية.ويتساءل كل الوطنيين الشرفاء والوحدويين لمصلحة من يعمد البعض إلى إعادة التذكير بمآسي الصراعات الدموية وتحديدا التي وقعت في المحافظات الجنوبية ومنها أحداث سالمين و13 يناير 86م، المؤسفة، التي كان أحد أطرافها قيادة وطنية وحدوية تحتل مراكز متقدمة في قيادة الدولة والحكومة والمؤسسات العسكرية والأمنية وكان لها أيضا شرف الإسهام في معارك الشرف للحفاظ على الوحدة المباركة من خلال تقدمها الصفوف الميدانية ولا تزال تتصدى لكل المشاريع التآمرية المفلسة التي تهدف إلى المساس بوحدة الشعب والأرض المباركة.. وتتصدى للأعمال العبثية والتخريبية التي تستهدف أمن المواطنين الأبرياء في عدد من المناطق الجنوبية، من خلال إشعال نار الفتنة الطائفية والشطرية، وبتصديها مع الشرفاء لفتنة المشروع الظلامي، والإمامي لتمرد الحوثي الإجرامي.وأكد لي ذلك أحد المناضلين الوحدويين الذي ما زال يواصل جهوده الوطنية المخلصة لترسيخ دعائم وطن 22 مايو الخالد، وأبدى استغرابه لهذه التناولات غير المسؤولة للتذكير بالأحداث الدموية للمحافظات الجنوبية التي لا يمكن لها في أي حال من الأحوال أن تعزز روح المحبة والولاء الوطني للوطن والشعب.محذرا من مغبة إثارة صراعات الماضي البائد، التي لا يمكن لها أن تخدم أحدا سوى أعداء الوطن والوحدة.. وطننا الغالي قبل الوحدة كان يعاني كثيرا من المآسي بسبب الخلافات والصراعات الدموية فلا يمكن لنا التذكير بها ، وذلك لتجنب مخاطرها على مستقبل أجيالنا وشعبنا، ولا داعي لمثل هذه التناولات الرخيصة.. فيجب علينا التركيز على التنمية وبناء مستقبل وطن 22 مايو الخالد.. داعين المولى العلي القدير أن يمن برحمته على ضحايا الخلافات والصراعات المؤسفة التي حدثت قبل استعادة الوطن لوحدته المباركة ويجنب شعبنا اليمني مآسي نار الفتنة في وطن 22 مايو الخالد.
أخبار متعلقة