تشكل الحركة المسرحية في المحافظات رافداً من روافد النشاط العام الذي ينمو ويتطور في اليمن السعيدة، هذا النشاط الدؤوب الذي يمثل لبنات في الأساسات المتينة للمسرح في اليمن وذلك المسرح الذي تبرز من خلاله طموحات شعبنا ودلالاته الثقافية والفكرية مسرح يؤدي وظيفته كاملة يجهد المخلصين من أبناء هذا الشعب.هذه الروافد تلتقي جميعاً بما يكتنفها من ضعف وقوة.. ضعف في إمكانات الحركة والعطاء وقوة في التصميم والإرادة تلتقي في ذلك المصب العام.. ومن هنا فليست لدينا كيانات مستقلة بل وطن واحد نذود عنه ونحميه بسلاحنا وفكرنا وفيه يعرق الجبين وقوة اليد وثبات القدم ونور البصيرة وعندما نتحدث عن واقع الحركة المسرحية في لحج الباكية وفي محافظة ما فماذاك إلا لابراز وجه آخر وفي موقع آخر من وجوه ومواقع هذا النشاط وبعرضه نستكمل الصورة الكاملة للمسرح في اليمن.تلك الصورة بهمومها وآفاق تطورها وطموحات مستقبلها. ولحج أحد هذه الروافد وحركتها المسرحية جزء من النشاط العام للمسرح في اليمن.. ففي محافظة لحج عرفت المسرح أبان العقدين الثاني والرابع من القرن الماضي حيث وجدت أنذاك فرقتان مسرحيتان العروبة والفرق الشعبية وقدمت أعمالاً مسرحية تاريخية واجتماعية قيمة.حيث قدمت لحج أول نص مسرحي محلي وكوميدي لها في الاربعينيات هو طرفشة وشوربان وشاه أبو ريشة الشاعر الشعبي الساخر المرحوم مسرور مبروك الذي قدم دوراً رائداً في مسرح محافظةلحج ولا يغيب عن الذهن ما قدمه العديد من رجالات المسرح في المحافظة أمثال المرحوم الشاعر حمود نعمان أبو كدرة والحاج باشاذي وأخوانه والمرحوم الشاعر احمد صالح عيسى والفنان المرحوم علي محمد سعيد العاقل والفنان المرحوم مهدي درويش والممثل المرحوم سالم الحاج حسن وفضل منيعم والممثل محمد احمد كرد والكاتب المسرحي فيصل مليكان والمخرج المتألق المرحوم محمد احمد مسعد والممثل الكوميدي محمد قائد صالح "شروى" والممثل علي جعيل عليون ومحمد صالح الثعلبي وفيصل محمد حسن أفندي وعادل محمد قائد والمخرج المبدع علي بن علي سعد والممثل سالم باجارة وأخوه حيدرة باجارة والممثل عبدالملك كرد والممثلة القديرة لول نصيب والممثلة ايمان كريدي وأختها فطوم كريدي وغيرهم من شباب المسرح الذين انطلقوا ويعرفون بالهمة والحماس والتضحية في سبيل المسرح ولكل ذلك نقول أن عودة المسرحيين القدامى إلى خشبة المسرح من جديد وذلك لإمكانية تحسين الإبداع والخلق عندما تتقابل الخبرة التي يملكها القدامى مع الحماس والتحفز لدى الشباب المسرحي الجديد سيشكل دافعاً قوياً يحتل المكانة الهامة في الحركة المسرحية اليمنية وهنا لابد لنا القول: لا نريد ان يكون المسرح للرقص والغناء في العصر الجديد فحسب بل نطالب العودة إلى المؤلفين الأوائل بضرورة الاستمرارية بكتابة النصوص المسرحية التمثيلية لاننا لازلنا نقف مبهورين أمام ذلك النص التمثيلي ولم نشهد أي جديد إلى اللحظة ـ هل هناك مراجعة لهذا الانحسار والركود الحزين؟ فالى متى؟ لابد لنا من الاشادة بهذه المدرسة والدور الذي لعبته في الماضي والحاضر.* محسن حسن العسكري
|
ثقافة
واقع الحركة المسرحية في لحج
أخبار متعلقة