مع الأحداث
يصعب الحديث عن حالة المواطن الفلسطيني في قطاع غزة جراء الحصار الذي طال أمده، وجراء الانقسام في الساحة الفلسطينية والخلافات بين إخوة الدرب (فتح ، وحماس) ، وليس بمقدور المواطن أن يستمر في الحياة ، وحالة الفقر التي يشهدها القطاع إذ لم تصل إلى هذا الحد منذ عقود. الأمراض المتفشية سيكون من الصعب معالجتها، الأمراض المزمنة عند الكثير من النساء، والشيوخ ، والأطفال ، لم تتوافر لها الأدوية اللازمة ، انعدام المواد الغذائية ، انعدم البنزين ، والمازوت كل هذا سيعكس نفسه سلباً على الواقع المعيشي لسكان القطاع. الحديث عن الحصار أصبح مجرد خبر تتنامله وكالات الأبناء ، والفضائيات حتى أصبح الأمر عادياً ، وتعودنا على سماعة ، وعندما يعبر أبناء القطاع عن واقعهم هذا يحتج الكثيرون ، ويزعل الكثيرون ، ويحملون الفلسطيني (الحمايل). أنا لن اتخذت عن هذا وذاك ، وأحمل المسؤولية ، قبل أن أقول وبصراحة وبوضوح شديدين إن حالة الانقسام التي يجب أن ، تنتهي ، وفرصة مبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يجب أن تضيعها ، والحوار لا بديل عنه ، والمراهنات مضيعة للوقت ، ولذا تتحمل هذه القوي المسؤولية كاملة في هذا الجانب. أنا لا أغفل ، ولا أنسى أن المسؤولية الأولى والأخيرة هي لقوات الاحتلال الصهيوني ، ولكن لم يكن بمقدوره أن يستمر في الحصار ، وقتل شعبنا واعتقال مناضليه لو لم يكن هذا الانقسام قائماً. الأشقاء العرب لايجوز أن يستمر موقفهم من الحصار على ماهو عليه الاكتفاء بالشديد ، والاستنكارني أحسن الحالات ، ويوجد من ينقل الخبر، وآخر من يتجاهله حتى لا يشكل له إحراجاً !نحن لسنا ضد أن يفكر كل قطر عربي بمصالحه الخاصة، ولا تطلب من أحد أن يعيش حالة حصار وفقر على حساب الفلسطيني ، ولكن أقول إن القضية الفلسطينية هي قضية كل الأمة ، وإذا كنا نبحث عن المصالح، فالمصلحة الكبرى هي حل القضية الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى وطنهم ، والقضية الكبرى هي عودة القدس. الا يكفى أن تكون قضية القدس وحدها جامعة لموقف عربي موحد الا تستحق القدس حشد كل الإمكانيات العربية لتحريرها ؟الا تستحق القدس أن نخوض حرباً من أجلها ، وأنا لا اطلب هذا من العرب الآن ، لأنه مطلب خيالي في ظل الواقع الذي تعيشه. الا تستحق القدس من الدول التي تتحدث عن الإسلام ، وتعول إنها دول إسلامية أن تكون داعماً حقيقياً لهذه القضية؟ الكل يعمل على تبرير موقف الكل ، حتى تضيع المسؤولية ، ولكن المواطن العربي ، وفي المقدمة منه المواطن الفلسطيني ، وفي المقدمة منه أيضاً المواطن المحاصر في غزة هو من يعرف الحقيقة ، وفي كل الأحوال لم يبق الحال على ماهو عليه ، والتاريخ لن يرحم.