ظاهرة العنف قديمة منذ الأزل ورغم تطور المجتمعات والحضارات ، ظل العنف ملازماً لهذه التطورات .. والعنف في تعريف علماء الاجتماع هو الاستخدام غير القانوني لوسائل الاكراه المادية لغرض واهداف شخصية واجتماعية والعنف بحد ذاته يمثل تدخلاً سافراً في حرية الاخر وهضم حقوقه واستغلاله في الحياة العامة والخاصة. عمر عبدربه السبع وظاهرة العنف الموجهه ضد النساء من اشد الظواهر تأثيراً على بناء المجتمع ، وهي ليست حكراً على مجتمع دون غيره ، فظاهرة التمييز ضد المرأة تعاني منها الكثير من المجتمعات وعلى هذا الاساس اهتمت المنظمات الدولية في الحد من هذه الظاهرة لتعزيز دور المرأة ومكانتها الاجتماعية فلقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993م تشريع الاعلان العالمي للقضاء على العنف الموجه ضد المرأة، وكان تعريف العنف وفق هذا الاعلان : " .. أي عمل من أعمال العنف القائم على نوع الجنس او من المحتمل ان يترتب عليه اذى بدني أو جنسي او نفسي او معاناة للمرأة بما في ذلك التهديد بالقيام بأعمال من هذا القبيل والاكراه والحرمان التعسفي من الحرية سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة «.والجدير بالاشارة هنا ان الاسلام كرم المرأة واعطاها من الحقوق والمكانة والتكريم مالم يعطها اي تشريع من قبل، قال تعالى : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".وقال تعالى : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..".وقال تعالى : " يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم ".وفي سورة النساء " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن"..فالنظرة الدونية للمرأة إذاً هي نتاج ثقافة متخلفة ليس لها أي أساس ديني لأن الاسلام كرم المرأة وأعطاها من الحقوق الإنسانية مالم تكن تحلم بها والمرأة في الاسلام لها مكانة اجتماعية مرموقة وشأنها كبير في الحياة العامة والخاصة وقد كفل لها الاسلام حقوقها واقر مساواتها بالرجل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "النساء شقائق الرجال لهن مالهم وعليهن ماعليهم "..ولا يختلف اثنان في كون العنف ضد النساء متفشياً في المجتمع اليمني ومن هذا المنطلق اهتمت مؤسسات المجتمع المدني في اليمن بقضايا المرأة ، وهي بلاشك قضية اساسية ومحورية لدولة ناشئة تتطلع الى التنمية الاجتماعية..ومؤسسات المجتمع المدني الحكومية وغير الحكومية لا تألوا جهداً في القضاء على السلبيات التي تؤثر على مكانة المرأة في الاسرة والمجتمع وتشجيع الرأي العام والمؤسسات العامة على تدعيم قضايا المرأة من منظور اجتماعي متقدم يعزز من مكانتها في المجتمع اليمني وفي المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية تحقيقاً للتنمية الشاملة التي تدفع بالمجتمع اليمني نحو التقدم والرخاء.إن وسائل الاعلام في الجمهورية اليمنية ترقب عن كتب واقع قضايا النساء وتبلور برامج منظمات المجتمع المدني في قضية إنصاف النوع الاجتماعي ومكافحة العنف ضد المرأة في المجتمع اليمني.. وقد سبق لوسائل الاعلام الجماهيرية ان تبنت استراتيجية الحد من الفقر في اليمن ، إذ أن تخفيف حدة الفقر تلامس الى حد كبير قضايا المرأة وتشكل المكون الاساس لبرنامج انصاف النوع الاجتماعي وتزيل الحواجز التقليدية بين الرجل والمرأة من خلال مساهمة المرأة في سوق العمل.وتهتم وسائل الاعلام بتثقيف الجماهير لرفع وعي المجتمع بمشكلة العنف ضد النساء من خلال البحوث ونشر الآراء المختلفة عن اسباب ومدى وقوع العنف ضد النساء ، واستقطاب الهيئات الاكاديمية وأئمة المساجد ومؤسسات المجتمع المدني كاللجنة الوطنية للمرأة والجمعية اليمنية للصحة النفسية ومركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان واتحاد نساء اليمن في عدن وابين .. ونشر ارائهم وبرامجهم في مناهضة العنف ضد النساء.لقد ركزت وسائل الاعلام المختلفة لمعالجة ومناهضة ظاهرة العنف ضد النساء على الكثير من المحاور ومن أهمها دعوة الحكومة الى الالتزام بتطبيق الاتفاقيات التي وقعت عليها الحكومة اليمنية دون تحفظ على الغاء جميع اشكال التمييز ضد النساء وتوعية النساء بحقوقهن المنصوص عليها في القانون والشريعة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الاسلامي وتأكيد مساواة الناس في الخلق والكرامة الانسانية والمسؤولية وتفعيل دور المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني في التوعية بحقوق النساء وحقها في التعليم والعمل والمشاركة في بناء المجتمع اليمني المنشود وتفعيل دور اجهزة الامن وتفعيل العقوبات المنصوص عليها في القوانين ضد من يقوم بممارسة كل ظواهر العنف ضد المرأة وعدم التهاون فيها.ولاغرو ان تفعل وسائل الاعلام دور المنتديات ومؤسسات المجتمع المدني وتعقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل التي تناقش ظاهرة العنف ضد المرأة بغية الخروج بقرارات وتوصيات سدسدة من شأنها ان تعزز من مكانة المرأة في المجتمع ومواجهة التحديات التنموية والتي تتطلب تضافر جهود كل ابناء المجتمع اليمني رجالاً ونساء.
دور أجهزة الإعلام والمجتمع المدني في نشر الوعي لمناهضة العنف ضد المرأة
أخبار متعلقة