- منذ عدة أشهر بدأت أحزاب (اللقاء المشترك) تنعي الحوار.. وفي البيانات والتصريحات الصحفية التي صدرت عنها وحتى الآن تقول: الحوار مع المؤتمر الشعبي مات.. الحوار مع الحزب الحاكم لا معنى له.. الحوار يعد قضية منتهية.. وهكذا، وأخيراً قالوا: لن نتحاور مع المؤتمر أو حزب السلطة، إذ ليس لدينا معه مشكلة أو إشكالية، بل إن المشكلة طرفاها هما الشعب والسلطة، وأن على السلطة أن تتفاهم مع الشعب.. ويتضمن هذا التصريح إشارة واضحة إلى سعي المشترك إلى إيجاد مشكلة عامة أو تهييج الشارع.- وبالمقابل يكرر قادة المؤتمر الشعبي أو الحزب الحاكم التأكيد على ضرورة الحوار والتمسك بهذا المبدأ، وتدعو أحزاب (المشترك) إلى حوار وطني جاد وإلى الالتزام بالاتفاقيات التي توصل إليها الطرفان كثمرة للحوار في الفترة الماضية.- ويبدو أن هناك مشكلة حقيقية تواجه هذه القضية، ولكن تخلي أحزاب (المشترك) عن الحوار يعد مشكلة إضافية تزيد من تعقيد الأمور، وبالتالي لابد من تدخل القيادة السياسية لمساعدة الطرفين على تجاوز العقدة التي تواجه قضية الحوار.- يستطيع حزب السلطة أن يمضي قدماً في المسائل المتعلقة باللجنة العليا للانتخابات وفي التعديلات الدستورية الهادفة تطوير نظام السلطة المحلية إلى نظام الحكم المحلي وغيرها من التعديلات، فهو يستطيع الحصول على الشرعية الكافية لهذه الإصلاحات الدستورية والقانونية بحكم أن كتلته النيابية هي الأكبر إذا أصرت أحزاب (اللقاء المشترك) على إبعاد نفسها عن الحوار وعن هذه القضايا. لكن نرجو أن لا يحدث ذلك، فالقضايا الوطنية الكبرى لابد أن تكون موضوعاً لحوار مشترك مسؤول وإيجابي، ولابد أن يصدر القرار النهائي بشأنها بعد استيعاب الأفكار والآراء الإيجابية، وحتى تلك المتعارضة أو المتقاطعة يمكن التوفيق بينها عن طريق الحوار والتدخل الإيجابي من قبل القيادة السياسية.
التخلي عن الحوار.. أسوأ الخيارات
أخبار متعلقة