لقاء/عبدالله الضراسيالزميلة الإعلامية المبدعة (سُتْر يحيى ناصر) مخرجة تلفزيونية رقيقة وذات حضور شفاف ولها ملامح إنسانية (مريحة) لأنها وهي حتى في زحمة العملية الإخراجية وسط(ماسبيرو)عدن لقناة اليمانية الفضائية (تبتسم)بكل ثقة وإقتدار إنسانيين،لا تقلل من حجم حضورها المهني والعملي والفني،وكذلك الإعلان عن تواصلها مع الآخرين في خضم عملها الإبداعي وهي تعد وجهاً تلفازيا ًحصد حضوره داخل بيوتنا عند (طلتها) السابقة كمذيعة في بدايات مشوارها المهني بتلفاز عدن..و لأنها لم تقبل بأنصاف الطموح والرضا فقد كانت تجربتها المهنية والعملية في تلفاز عدن بعقل وقلب عاليين في آن واحد لهذا كانت لها (عين) في دخول قلوبنا وبيوتنا ونجاحها بهذه الخطوة وعين أخرى على مقعد العملية الإخراجية وكانت في كلا الأمرين ناجحة وموفقة لأنها جاءت التلفاز وهي ممتلئة بالموهبة والثقة والحضور الإبداعي والطموح فها هي(تجني) بعضاً من حصادها مع مشوارها بهذا الصدد ويمكن القول أن ثنائية حياتها النفسية والاجتماعية مع المخرج المسرحي الكبير المتميز/المخرج جميل محفوظ ذي الحضور المسرحي العربي وحصاده في مهرجانات مسرحية عربية حيث كان هذا الزوج والفنان المسرحي الكبير المخرج جميل محفوظ عاملاً من ضمن منظومة عوامل نجاحها المهني والفني...[c1] ثنائية شفافة[/c]بداية أعترف أنني (هرعت) لإجراء هذا اللقاء معها رغم أعتذارها،وردها الشفافيين لإنشغالها بجملة إبداعية من الالتزامات الفنية هنا وهناك أبرزها حضورها الإخراجي الجميل(مرافئ)وهو اختيار جميل لشكل ومضمون هذه(المرافئ)وهو البرنامج الأسبوعي الممتد إلى مرافئ إبداعية عدة،ومع هذا لم أيأس منذ تأخر رضوخها للقاء الخاص وإنني كنت التقيها أسبوعياً كل ثلاثاء وهي تخرج برنامجها(مرافئ)والعبد لله يقوم (بالمساعدة)في الإعداد مع الأستاذ الشاعر الكبير شوقي شفيق معد برنامج(جديد الثقافة)من قناة يمانية الفضائية.[c1]سحرية وشفافية التلفاز[/c]- بداية لماذا انخرطت بهذه الوسيلة الإعلامية تلفاز عدن دون غيرها؟- هذا ما توقعته منك أستاذ ضراسي في مثل لقاءاتك الصعبة وكما قرأتها مع بقية زميلاتي سواء في البرنامج العام الثاني أو القناة الأرضية سابقاً والفضائية حالياً وهي إشارة لبدء مؤشر حديث جاد عُرفت به..على العموم يمكن القول أن وسيلة التلفاز كإحدى وسائط الاتصال بمنظومة شرائح المجتمع وتحديداً هذه الوسيلة تُشكل وسيلة جماهيرية وخطيرة في آن واحد،جماهيرية لأننا ندخل البيوت بلا حدود وخطيرة لكونها تتطلب توجيه بنمط ثقافي وإبداعي يتناسب واختلاف أنماط المجتمع وهنا مكمن أهمية وخطورة ما يوجه عبر جهاز التلفاز عكس بقية وسائط الاتصال والتي لا تعد جماهيرية مقارنة بالتلفاز وهنا تبرز مسئولية المتعامل معه ثقافياً وأدبياً ومعرفياً [c1]الأهمية القصوى للغة العربية[/c]- وهل يمكن القول إنك لهذا السبب(توجهتي)لدراسة اللغة العربية تحديداً؟- هذا صحيح تماماً،لأن اللغة العربية هي(حامل وعاء)العملية الإبداعية المراد تقديمها للملتقي وهي تقف بشكل مواز مع العملية الثقافية والمعرفية وإن لم تكن أهمها!!وأتذكر شاعرنا الكبير الراحل الأديب زكي بركات(ممثل اتجاه الواقعية) في شعرنا المعاصر قال في حديثه الصحفي مع رئيس تحرير مجلة الفن (الأخ على أمان)عند عودتها للإصدار الثاني في مطلع الثمانينات رداً علي دراسته للغة العربية بجامعة بغداد ( إن اللغة العربية عامل مهم جداً للعاملين في المجالات الإبداعية بما فيها العمل في وسائطنا الإعلامية والشاعر أكثر شخوص هذه العملية الإبداعية معنى بدراسة اللغة العربية.لهذا فقط كانت دراسة اللغة العربية وآدابها هي معيننا وزادنا في الرحلة الإبداعية..لهذا فقد زاملت وجوهاً إبداعية في الجامعة شقت طريقها فيما بعد وأصبح لها شأناً بهذا والمجال أمثال أستاذنا المبدع والمحاور التلفزيوني المتميز الشاعر الأديب سعيد علي نور(والزميلة آمال حميد)المعدة البرامجية الناجحة بالبرنامج العام الثاني وصاحبة البرنامج الإذاعي الناجح(صور في المرايا)وآخرين من هنا نعي أهمية ودور اللغة العربية وطبعاً إلى جانب العوامل الإبداعية الأخرى بهذا الصدد.[c1]مذيعة بداية الرحلة[/c]- وكيف كانت بدايتك مع الشاشة الصغيرة وشعورك بهذا الصدد؟- بالتاكيد كان لابد عند التحاقي بالشاشة شروط المذيعة التلفازية أن أمر على أولى مداميك هذه الشاشة كمذيعة عليها أن تدخل في رهان مع الأضواء والكاميرات والبث المباشر حتى تأخذ العملية بعدها الطبيعي والسليم لكونها مواجهة ستحدد أفق قادمات هذه التجربة وكذا مذيعة ربط تعمل على(الطلة)على المشاهدين بين الحين والأخر حتى يتسنى لي فيما بعد اجتياز بقية دروب الشاشة وبعد توفيق من الله سبحانه وتعالى وتولد ألفة وعلاقة بيني والجمهور المتلقي كان لابد من الإقدام على خطوات تلفازية أخرى أكثر عمقاً وإبداعاً بعد تحقيق نجاحات في الألفة مع منظومة العملية الفنية داخل استديو البث المباشر وكإشارة على ضرورة انتقالي إلى محطة أخرى.[c1]خلفية وأبعاد التجربة الجديدة[/c]- كما هو ملاحظ لم يدم وجودك كثيراً كمذيعة قبيل الانتقال إلى التقديم لماذا؟- إشارة صحيحة وفي محلها دلت على متابعتكم لتجربتي التلفازية وهذا ليس بجديد عليكم أستاذ ضراسي لأنكم وكما هو معروف من(أعمدة الصحافة الفنية)وكانت قصر تجربتي كمذيعة على الهواء ومذيعة فقرات ربط هو تحسسي لمرحلة التقديم وهي كحلقة وسط ما بين المرحلة الأولى وانطلاقتي البرامجية فيما بعد وهي الإعداد البرامجي التلفزيوني كطموح كان يعتمل على (نار تلفازية هادئة)حيث كان غرضي من مرحلة التقديم الوقوف والاستفادة من كيف تجري عملية الإعداد البرامجية من خلال جلوسي كمذيعة تقديم مع المعد أو المعدة والمخرج في كيفية إيصال المادة البرامجية المعدة وطبيعة ما يطال هذه العملية من جهد إبداعي،وكان أول برنامج قمت بتقديمه(برنامج الشاشة والمشاهد)مع الزميلة التلفازية الهادئة(حنان صعيدي)وهو رديف طلبات المستمعين إذاعياً لأنه برنامج جميل رقيق وعائلي ومريح عكس علاقتنا مع المشاهد وطلباته وسلاماته للأهل.وتوالت بعد ذلك بقية البرامج التلفازية بهذا الصدد وأضاف رصيداً جديداً لعلاقاتي وتجربتي مع المشاهدين وعزز ثقتي الفنية والإبداعية وقد وفر إساسات لتجربة إبداعية تلفازية أكثر نضجاً:[c1]التجربة البرامجية[/c]- هل تقصدين بالتجربة الإبداعية الأكثر نضجاً هي الإعداد البرامجي وهل توافرت لك سَبل الإستعداد لها؟- بكل تأكيد وإلاّ لما أختزلت سنوات قصيرة من عملي التلفازي لاقف أمام تجربة الإعداد البرامجي لأنها محطة هامة وعلى الرغم من مشقة دخولها والتعامل معها إلا أنها كانت (غاية)إبداعية كامنة في آفاق مشواري للعمل بتلفاز عدن ولهذا لم أقم كما يقال(بحرق مراحلي)بل تدرجت وبمستويات ناجحة حتى تمكنت من الإقتراب من مربعات الإعداد البرامجي وقد زودت نفسي بالقراءة والاطلاع ودراسات وتجارب الآخرين وتوفر الاستعداد النفسي والمهني لهذه العملية لأن الإعداد البرامجي عبارة عن(إعادة قراءة المشهد الثقافي والأدبي تلفازياً بالصوت والصورة وبقية المؤثرات الفنية والموسيقية)ليس من السهل ترجمتها تلفازياً لأنك(مطالب)بإحداث حالة من انتقال البعد الساخن للعملية الثقافية للمتلقي مثل(المسرح والإذاعة )وتحويلها إلى رسالة (باردة) (تلفازياً) كما يقوله الدفتر المهني لعلم الاتصال الجماهيري.(الماس ميديا)وهنا تكمن جهود المعد التلفازي للقيام بهذه النقلة الثقافية الأدبية للمشهد الإبداعي داخل أروقة التلفاز،لهذا فقد كنت جاهزة لهذه العملية ولا أنسى زوجي العزيز المبدع المسرحي الكبير جميل محفوظ جلساتنا النقاشية بهذا الصدد كفنان وكمخرج مسرحي كبير فقد أفادني كثيراً في هذه العملية لهذا أشعر حين وفقت في تجربة العملية الإعدادية البرامجية وقدمت عدداً كبيراً من البرامج الثقافية والمنوعة لأعوام طويلة،عكست رؤيتي البرامجية من خلال ثنايا هذه البرامج.[c1]طموح لا يتوقف[/c]- وهل هذا معناه أن طموحك التلفازي قد تحقق؟- طبعاً لابديل إنني كنت واضعة طموح من تمكنني من الاقتراب والنجاح المهني من دروب العملية التلفازية من جهة وما كنت أحمله من طموح بالكلفة الأخرى يوازي ما أقدمت عليه ونجحت فيه وأقصد محطة التجربة الإخراجية.[c1]طموح مشروع[/c]- وهل هذا معناه إنك لم تقتنعي بإخراج برامجك؟- ليس هذا المقصود مع كامل احترامي للأساتذة القائمين على هذا المجال زميلات وزملاء بدليل إن أولى ملامح إشارة (توجسي)لعملية الإخراج جاءت من قبل(نون النسوة)زميلاتي المخرجات الرقيقات مثل جميلة منصر ونادية الغضب [c1]رؤية خاصة للإخراج[/c]- إذاً ماذا تقرأين من عملية دخولك ميدان الإخراج ذاتياً؟- السبب هو محاولة تقديمي رؤية إخراجية خاصة بي وقد شاهدني عزيزي الضراسي عندما أخرجت إحدى حلقات برنامجكم مع الأستاذ شوقي شفيق(جديد الثقافة وكذا بعض حلقات(مرافئ)من الاستديو الكبير حيث أحاول بذل جهد ذاتي حتى أتوصل لمساحات منصتي حتى أتواصل إخراجية أرضى عنها هذا طموح أعتز به وفي الوقت نفسه أحاول الحضور إخراجياً بالشكل الذي أشعر أن(بصماتي)تتحدث عن تجربتي.وبهذا الصدد لا أنسى ما قدمه لي مخرجنا التلفزيوني الكبير محمد السلامي خاصة(دعمه)في أول عملية لي برنامج مباشر وكانت سهرة فنية قدمت من محافظة لحج حتى توالت بعد ذلك أعمال إخراجية لمسابقات الأطفال وبرامج منوعات وكذا برامج ثقافية.[c1]ثنائية إبداعية متكاملة[/c]- المخرجة ستر يحيى ناصر أم معتز وأريج ونوف وزوجة المخرج المسرحي الكبير جميل محفوظ ثنائي فني مهني إبداعي..هل من إشكالية اجتماعية في هذا التماثل؟- بل بالعكس يشكل بعضنا للبعض محطة تقييم ونقد وتوجيه ومساعد.رغم غيابنا الاثنين في خضم العملية الإبداعية ما بين أروقة المسرح زوجي العزيز بين الاستديوهات بالنسبة لي ومع هذا يشكل هذا الثنائي المتماثل محطات لقاء فني ومهني إبداعي متكامل يشدنا لبعضنا البعض أكثر وأكثر بدليل تألق(ابو معتز)المسرحي في الفضاءات المسرحية العربية وحصده لجوائز مسرحية عربية ونجاحاتي إخراجياً كما أثرت في أستديوهات الفضائية اليمانيةوأخيراً أتوجه بالشكر العميق لكل من ساعدني ودعمني وما زال من زميلاتي وزملائي من مخرجين ومصورين وضباط صوت وغير ذلك.وانتهزها فرصة بمناسبة عيد الأسرة الإعلامية(8 مارس)من كل سنة وكذا مناسبة الذكرى الأولى لقيام(الفضائية يمانية)أن أشد على أيدي (بيتنا)الإعلامي قيادة وقواعد للعمل بوتيرة كبيرة لإنجاح(يمانية)لأنها أكبر تأكيد على(أننا الأصل والفصل)في الفعل المهني الإعلامي والإبداعي لأن مسار تلفاز عدن كان أساسنا ومرتكزنا وهذا ما أدى إلى نجاح(يمانية).