في العيد الـ(43) للجلاء
[c1]بلادي حرة[/c]على أرضنا.. بعد طول الكفاحتجلى الصباح لأول مرةوطار الفضاء طليقاً رحيباًبأجنحة النور ينساب ثرةوقبلت الشمس سمر الجباهوقد عقدوا النصر من بعد ثورةوغنى لنا مهرجان الزمان[c1] (لطفي جعفر أمان)[/c]في مثل هذا اليوم قبل (43) عاماً بالتحديد في 30 نوفمبر 1967م تحقق لشعبنا الحلم الأكبر بحصاد ثواره وتضحياتهم الجسام ومن هنا من منبر (أكتوبر) الرمز وليدة أكتوبر الثورة نكتب ما تيسر وما تجود به الذاكرة إسهاماً منا في الاحتفاء بهذه الذكرى الغالية والعزيزة على قلب كل يمني وللأمانة كان للحشود الطلابية في الكرنفال الاحتفالي صباح أمس من شباب وبراعم وزهرات من مدارس مديرية المعلا التي مرت بجانب معهد التدريب الإعلامي المقابل لمبنى محافظة عدن، الفضل في تحريك المشاعر الدفينة وإخراجها إلى السطح ليترجمها القلم. وترددت قليلاً في الكتابة بل عجز القلم وتاهت الكلمات وعجزت هي الأخرى عن التعبير عما في النفس والوجدان وما تختزنه الذاكرة واختلطت المشاعر وبرزت التحديات لأن الحديث عن مثل هكذا حدث من أصعب الأمور لاسيما في ذكرى عظيمة ذكرى التحرر من المستعمر وثقافة الاستسلام والانهزام وذكرى لا تقل أهمية، ذكرى توقيع اتفاق الوحدة والتحرر من التمزق والفرقة والبعد عن الأهل والأحباب. نعم الأحباب رغم التحديات التي كان لابد من تجاوزها.. وسيكون لنا ذلك نحن أبناء اليمن من كل الأطياف السياسية والمناطق والمذاهب طالما هدفنا هو الوطن وحب الخير للناس كل الناس لا الأهواء والمصالح.وعن نوفمبر ماذا عسانا نقول ونكتب يوم النصر العظيم، يوم هزمت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، حينها، بجبروتها وأسلحتها أمام إصرار وإرادة الثوار والتفاف الجماهير من أجل التحرر من نير الاستعمار. وأمام هكذا نصر ماذا عسى المرء مهما علا شأنه في التعبير والبلاغة في الكتابة أن يقول في ذكرى لا تنسى ولا تسقط بالتقادم ولا تمحى من الذاكرة ستبقى ما بقي الإنسان خليفة في الأرض طال الزمن أم قصر.ولا يسعنا من وحي هذه الذكرى الغالية إلا أن نقول يحق لنا الفخر والاعتزاز بيوم الحصاد لنضال شعبنا بكافة أشكال النضال السياسي والإعلامي المتوج بالكفاح المسلح الذي هب له الشعب من كل بقعة شيبة وشباباً نساء ورجالاً من الجبال والسهول والوديان والسواحل والشوارع والحارات.اليوم الذي لم يأت من فراغ ولم يقدم على طبق من ذهب وليس منة من أحد كما يتخيل ويتوهم المغرضون. فنضال شعبنا يضرب به المثل، نضال لا هوادة فيه ولا مساومة، بدءا بالانتفاضات الشعبية منذ اليوم الأول بل الدقائق الأولى منذ وطئ المستعمر سواحل صيرة في عدن أم الثوار وحاضنة الجميع مروراً بالانتفاضات وصولاً للكفاح المسلح من قمم ردفان حيث كان النداء والصرخة الأولى التي لبتها جبال فحمان ومران وشمسان وسواحل ووادي حضرموت وجبال يافع وسفوح وروابي مدينة التقاء الثوار تعز.كل تلك الجهود لقيادات الثورة المحاطة والمحمية بدعم الجماهير والتفافها حول صناع المجد مباركة بالمشاركة الفعلية من الأقلام الوطنية الشريفة التي كانت بحق لسان حال البسطاء المعبرة عن مواقفهم الرافضة للاحتلال ومشاريعه في التجزئة والتمييز بين أبناء الوطن الواحد، والداعمة للمقاومة بثوارها الأحرار. ومن وحي نوفمبر الجلاء والاستقلال ومن أجل صناعه البواسل الذين يزداد إليهم الحنين رغم مرور السنين وجور وجحود الرفاق لابد أن نقف صفاً واحداً في وجه التحديات ونكون بوحدتنا قدوة. ومن أجل من صنعوا المجد للوطن وسقوا بدمائهم تربة الوطن الغالي أنبتت زهوراً وسنابل وحتى لا تذهب تضحياتهم هباء منثورا وتبقى أحلاماً في الذاكرة لابد من إخماد نار الفساد التي أتت على كل شيء حتى وصلت إلى النفوس، علينا الالتفات إلى ما يحيي الأرض وينفع الإنسان والعمل معا من أجل حياة أفضل لكل الناس بملامسة همومهم فالجماهير هي الحصن الحصين لصيانة المنجزات وعلى رأسها حلم الأجداد والأبناء والأحفاد وفخر الأمة واللبنة الأولى لوحدتها وحدتنا المباركة التي يتطلب منا جميعاً أكثر من أي وقت مضى وقبل فوات الأوان الاصطفاف والاقتراب مما يجمعنا ونبذ ما يفرق بحسبة بسيطة هي وضع مصلحة اليمن فوق كل مصلحة شخصية وفوق الجميع لا أن يسخر اليمن للمصالح الشخصية التي لن نحصد منها سوى الويلات والخسارة للجميع من دون استثناء وحتى لا ينقلب الحلم إلى كابوس يقض مضاجعنا لا سمح الله.وكما بدأنا بأبيات للشاعر لطفي أمان “قصيدة بلادي حرة” نختتم بوصية الرئيس (الشعبي) أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية طيب الله ثراه: “أبلغوا الرئيس ونائبه بأني أرجو أن أكون آخر ضحايا الوحدة وليلتقوا من أجلي ولا يلجؤوا إلى الاقتتال مهما كان ويبدؤوا في تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق” عبدالله السلال قبل وفاته، وهو أحد الموقعين على وثيقة العهد والاتفاق قبل كارثة 1994م وإلى أنسب من هكذا مناسبة لتعاد للأذهان وصية رجل من رجالات اليمن المتفانين البواسل حقاً.