* بعض الخرافات المعاصرة التي تم ربطها بالدين صارت ديناً.. واظهر مثل لذلك مايسمى بالاعجاز العلمي في القرآن والسنة، والذي وجد طريقه إلى الكتب المدرسية التي يتعلم عليها أبناؤنا في المدارس، بل وفي بعض الكليات الجامعية، وهذا الذي يسمى اعجازاً يعتمد أصحابه على ما احرزته الفتوحات العلمية الغربية في مجالات مثل الفلك أو الطب أوالفيزياء ثم يحاولون تأويل آية قرآنية لإعطاء نفس المعنى وفي النهاية يصلون إلى استنتاج مؤداه أن الحقيقة العلمية التي توصل إليها العلم الحديث قد وردت في القرآن قبل أكثر من 1410 سنة، فمثلاً إذا قال العلم إن الشمس تدور، فسيقولون إن القرآن قد ذكر هذه الحقيقة في قول الله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها) رغم أن هناك فارقاً بين دوران الشمس حول نفسها وبين كون الشمس (تجري)، أو مثل قولهم أن القرآن قد سبق العلم في مجال (الذرة) ودليلهم الآية(من يعمل مثقال ذرة شراً يره)..! *وهكذا كلما وجدوا نظرية علمية أو حقيقة علمية رجعوا إلى القرآن ليتعسفوا آياته في سبيل إثبات أن النظرية قد ذكرها القرآن وبذلك أصبح القرآن معجزة.. رغم أن معجزة القرآن هي القرآن ذاته.* وإذا افترضنا أن القرآن يحتوي على معجزات فلكية أو طبية كما يزعمون فإنها (لاتعد معجزة مادام الإنسان قد أتى بمثلها, فالمعجزة أصلاً هي شيء خارق غير قابل للتكرار أو صناعة مثل لها، فلو ان انسان اليوم استطاع أن يحيى الموتى مثل نبي الله عيسى فعندئذ لن يكون إحياء الموتى من المعجزات ولا مزية لعيسى مادام غيره فعل مثله، ولو أن أحداً أتى بمثل القرآن فلم يعد القراَن معجزة.* إن مايسمى بالاعجاز العلمي في القرآن هو جهد فكري بلا قيمة أصيلة حتى أن القائلين بذلك يكتشفون مايسمى الاعجاز بأثر رجعي، أي يعد ظهور الحقيقة أو النظرية العلمية، ولم يحدث ولو لمرة واحدة أن اكتشفوا أو وجدوا نظرية في القرآن قبل اكتشافها من قبل العلماء، كما أن هذا الجهد الفكري يوحي وكأن القرآن بحاجة لنظريات كيميائية وفلكية لكي تتقوى الثقة به.. واجمالاً من حق هؤلاء أن يفكروا بهذه الطريقة الخرافية، لكن ثقافتهم هذه لايصح أن تصير جزءاً من مناهج التعليم.
|
تقارير
غضون
أخبار متعلقة