الشيخ/ يحيى النجار*الحمد لله والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد، فالصيام يعلم الإنسان الصبر فهو يصبر على الجوع والعطش ويمتنع عن كل الشهوات سواء شهوات البطن أو شهوات الفرج، فالصيام أصبح مدرسة يعلم الإنسان الصبر، حتى عندما يخرج الإنسان من رمضان فقد أخذ جرعة في الصبر من خلال شهر رمضان المبارك، ومن خلال امتناعه عن الطعام والشراب والشهوات، والله سبحانه وتعالى خاطب نبيه بقوله (واصبر وما صبرك إلا بالله) وايضاً ماورد في سورة العصر (... إلا الذين آمنو وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) وهنا نقول أن الصوم مدرسة كاملة يتعلم فيها الصائم الصبر، يصبر على الشدائد يصبر على الأذى يصبر على من يحاول يثيره ويغضبه فيتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله لهو خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك إلا للمؤمن) لأن المؤمن تربى على هذا الصبر، وجاء رمضان وهو محطة عظيمة يتعلم فيها الإنسان الصبر، وورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب، فإنه سابه أحد، أو شاتمه أو قاتله، فليقل إني صائم إني صائم) هنا تأتي عظمة الصوم وبركة الصوم على الإنسان وكيف أنه تعلم الصبر في شهر رمضان المبارك، وهكذا يجب على المسلم الصبر في كثير من الأمور كما ورد في الحديث (والصبر ضياء) فالصبر لاشك أنه مهم في حياة الإنسان المسلم وفي الوقت نفسه فقد أصبح رمضان محطة نتعلم فيها الصبر، ونتعلم المصابرة والمرابطة، وكيف نواجه الشدائد، وكيف يواجه كل من يتعدى عليه بالصبر، وكما يقال (الصبر حكمة) فالإنسان الصابر حكيم، وورد في الحديث عن المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه (ليس الشديد بالسرعة، وإنما الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب) فعلى كل صائم ان يستفيد من هذه المدرسة ويتعلم الصبر الجميل، الصبر العظيم الذي ينجيه من كل المهالك، والله سبحانه وتعالى شرح صدر نبيه بالصبر وسعة الصبر فكان يصبر على كل من يؤذيه حتى نجح في دعوته، وأتم الله له الأمر وجعل هذه الأمة صابرة، والصابر هو الذي يواجه الشدائد، أما الأحمق فلا يمكن أن يواجه الشدائد ولا يمكن أن يقف في وجه أي أذى ويتغلب عليه، والله تعالى أعلم . [c1]* وكيل وزارة الاوقاف والارشاد [/c]
|
رمضانيات
رمضانيات
أخبار متعلقة