في البيان الختامي الصادر عن ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية :
صدر عن الجزء الخامس من ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية بيان ختامي وتوصيات .. فيما يلي تنشر الصحيفة نصها:ان ارتباط الانسان بالتاريخ يعني تفاعله التبادلي مع هذا التاريخ، فكلما ارتفع الانسان في مراتب الانسانية ارتقت نظراته التاريخية .. ويعزز فعله التاريخي، وكذلك كلما كان وعيه بالماضي اصفى ومجابهته اصدق واعمق اغنى كيانه الانساني واصبح اكثر اقتدارا على صنع التطور .. واذا كانت الرؤية هي تاريخ الحاضر فان التاريخ رؤية الماضي، ومن هنا تأتي اهمية الوعي بالتاريخ بما يعني استيعاب الحاضر واستلهام للمستقبل.ومن المؤكد ان الانسان اليمني صانع لتاريخه .. كغيره من ابناء البشر، لكن وعيه بماضيه يشوبه شيء من الشتات الفكري والارتياب بسبب تبعثر تاريخه المكتوب.لقد تجزأت متابعة تاريخ اليمن وفق ما مرت به من حقب ومراحل تاريخية اتسمت بائتلاف وحدتها ومراحل اخرى سادت خلالها التجزئة، والتشطير بفعل عوامل الاحتلال الاجنبي ودون ارادة جماهير الشعب اليمني .. وهي الارادة التي تجسدت بطلائعه الوطنية التي قاومت الاحتلال والإمامة وقادت الثورة واسست نظاما وطنيا اتسم بالشطرية بحكم الواقع المعاش، لكن حقبة الشطرية لم تستمر .. لقد مثلت فترة تهيئة لاستعادة الوحدة اليمنية التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو 1990م التي بحق نقلت اليمن الى مرحلة تاريخية جديدة.لقد ظل ولازال تاريخ وطننا تاريخا مبعثرا بحكم التجزئة والتشطير .. ومن ثم لابد من إعادة كتابة التاريخ الحديثة وكتابة التاريخ المعاصر.ومن وحي هذه المسوغات .. بلور فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية فكرة توثيق احداث تاريخنا المعاصر ووجه دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة ( 26 سبتمبر) بعقد ندوة حول توثيق تاريخ الثورة اليمنية .. وخلال السنوات الخمس الماضية عقدت اربع دورات لندوة الثورة اليمنية : (الانطلاق .. التطور .. آفاق المستقبل) تحت رعاية فخامة الرئيس .. الدورة الاولى : حول ثورة 26 سبتمبر عقدت في صنعاء في سبتمبر 2002م.والثانية : حول ثورة (14 أكتوبر) عقدت في صنعاء في أكتوبر 2002م.والثالثة : حول واحدية الثورة اليمنية .. ومقاومة الاحتلال ونيل الاستقلال عقدت في صنعاء عام 2003م.والرابعة : عقدت في سبتمبر 2005م في تعز تناولت النضال الوطني وتجسيد واحدية الثورة اليمنية.وصدر عن دائرة التوجيه المعنوي اربعة مجلدات احتوت دراسات ومداخلات وشهادات المشاركين في كل دورة .. وتأتي هذه الندوة برعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة وفي غمرة احتفالات شعبنا اليمني العظيم بالعيد الـ 40 للاستقلال "الـ 30 من نوفمبر" التي عقدت في مدينة عدن الباسلة الجزء الخامس تحت عنوان : "الاستقلال ووحدة النضال الوطني" خلال الفترة من 1 – 4 ديسمبر 2007م التي نظمتها دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وصحيفة( 26 سبتمبر) بالتعاون والتنسيق مع جامعة عدن، وشارك فيها كوكبة كبيرة من مناضلي الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وحرب التحرير وعدد من الباحثين والمؤرخين من جامعة عدن، وقد افتتح فعالياتها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بكلمة قيمة وهامة اكد من خلالها اهمية التوثيق الامين لتاريخ الثورة اليمنية "سبتمبر وأكتوبر" معتبرا الندوة باجزائها الخمسة الباكورة الاولى لتدوين حقائق واحداث ووقائع نضالات شعبنا ضد الامامة والاستعمار بشكل علمي وصحيح .. ووجه شكره وتقديره لدائرة التوجيه المعنوي على اعداد وتنظيم هذه الندوات .. مشيدا بدور المناضلين وبالتضحيات الكبيرة والغالية التي قدموها في سبيل ارساء قواعد الوحدة اليمنية والتي لاينكرها الا جاحد او معاند.وشدد فخامته في كلمته على كتابة الحقائق التاريخية بتجرد وحيادية وبمسؤولية وطنية تكفل التوثيق الامين والصادق لتاريخ الثورة بحيث تستفيد منه الاجيال القادمة .. واشار فخامة رئيس الجمهورية الى ان هذه الندوة بمضامينها تعد رد اعتبار لشهداء الثورة والجمهورية وما تلاها في المراحل اللاحقة للثورة من صراعات داخلية وشطرية سقط خلالها العديد من القيادات التاريخية الذين كانوا ضحايا لتلك الصراعات موجها الحكومة باعتبارهم جمعيا من شهداء الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر" ورعاية اسرهم واسر المناضلين وتكريمهم بالاوسمة والدروع والمرتبات السخية ، مؤكدا اغلاق كل ملفات الماضي وفتح صفحة جديدة بما من شأنه ان يمكن الجميع من العمل لخدمة الوطن .. وتمنى فخامته للندوة الخروج بنتائج ايجابية تخدم الهدف الذي عقدت من اجله.وفي الكلمات التي القيت في الجلسة الافتتاحية من قبل دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة ( 26 سبتمبر) وجامعة عدن والمناضلين اشادت جميعها بدور فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي اولى مناضلي الثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة كل الرعاية والاهتمام في زمن قل فيه الوفاء لمثل هؤلاء وامثالهم في الكثير من البلدان العربية وحرصه على التواصل مع مناضلي الثورة وحضوره افتتاح الملتقى الذي اجتمع فيه المناضلون اليمنيون من مختلف ارجاء الوطني الغالي ملبين دعوة فخامته الكريمة لهم للاسهام الامين والمسؤول في تدوين وتوثيق تاريخ الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر والثلاثين من نوفمبر .. واعتبرت الكلمات ان تنظيم هذه الندوة في مدينة عدن الباسلة بالتزامن مع احتفالات شعبنا بعيد الاستقلال المجيد الـ 30 من نوفمبر انما يجسد الاعتراف الواعي بأهمية هذه المدينة التي كانت عبر التاريخ ومازالت تمثل بوابة الوطن على العالم وعلى المستقبل رافعة للتحديث وحاضنة ومنتجة لمجمل عناصر الوحدة والتوحد الوطني الذي جعلها تتبوأ مكانة متميزة في جبين التاريخ.ان الاهمية التي تكتسبها ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية تكمن في انتاج معرفة الحقائق التاريخية التي تتطابق مع الاحداث الواقعة فعلا .. لان الحقيقة كلما احاطت بالحدث من جميع جوانبه وابعاده واستقصت تفصيلاته غدا في نظر المؤرخين والباحثين هو الاساس لانتاج المعرفة التاريخية وعليه فان الوثائق والشهادات التي ادلى بها وقدمها مناضلو الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر حتى الآن قد بلغت من الكثرة حدا كافيا لتكوين الصورة الصحيحة لحقيقة احداث الثورة ومسيرة نضالات الشعب اليمني وما تلا ذلك من صراعات حتى تحقق له الانتصار الكامل بتحقيق الوحدة اليمنية المباركة.ولعل مشاركة المناضلين الافذاذ في الندوة وفي ظل معطيات الراهن وبهذا الحشد الكبير الذي يعكس حرص الجميع في الحفاظ على تاريخ هذا الوطن ومناضليه الشرفاء وابراز بطولاتهم وتضحياتهم كما جرت احداثها على الواقع لتكون ذاكرة للاجيال اليمنية القادمة وفي نفس الوقت ليعلنوا موقفهم الصريح والواضح من تخرصات بعض الادعياء وليقولوا للموتورين بأن شعار "الجنوب العربي وماشابهه" كلها شعارات تنم عن مشاريع استعمارية تآمرية مخلة بالانتماء الوطني اليمني ومسيئة الى الاستقلال والى الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر" والى التضحيات التي لم يكونوا يرون في آفاقها الا يمناً حراً موحداً وسعيداً كما هو اليوم في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.وبما ان مسيرة نضال شعبنا ضد حكم الائمة والاستعمار قد مثلت اهم خصوصيات الثورة التي ساعدت على حشد الجماهير ووهبت مضامين الثورة حياتها المتجددة بحكم ان مسيرة النضال المتواصلة قد اتت من صميم الارادة الشعبية التي استلهمتها كل القوى السياسية وجعلت منها خيارا استراتيجيا لتستوعب من خلاله نضوج وشروط النضال الموضوعية والذاتية. هذا وكانت الندوة قد اصدرت في ختام اعمالها بيانا ختاميا خرج بجملة من القرارات والتوصيات وهي :1 - اعتبار كلمة فخامة رئيس الجمهورية في الجلسة الافتتاحية من الوثائق الاساسية للندوة نظرا لما تضمنته من توجيهات وارشادات تسهم ايجابا في توثيق تاريخ الثورة بشكل منهاجي صحيح ويتوجه مناضلو الثورة اليمنية بالشكر والتقدير الكبيرين لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح على كل الجهود الجبارة التي يبذلها لتوثيق تاريخ الثورة اليمنية وتصحيح وتصويب التاريخ الذي شوهته دورات العنف والصراعات قبل الوحدة وكان وقودها خيرة ابناء شعبنا وفي المقدمة الصفوة من مناضلي الثورة اليمنية التي كان لها شرف المشاركة في الاعداد والتحضير للثورة. 2 - يبارك المشاركون في الجزء الخامس من ندوة الثورة اليمنية مبادرة الرئيس لاجراء التعديلات الدستورية الهادفة الى تطوير النظام السياسي وكل الخطوات الهادفة الى تعميق العملية الديمقراطية، ويدعون الاحزاب والتنظيمات السياسية وكل القوى الوطنية لتحمل مسؤولياتهم في بناء وتطوير اليمن وتعزيز أمنه واستقراره وفي التصدي للموتورين وفضح الدعوات المعادية للوطن ووحدته والمسيئة الى نضالات الحركة الوطنية اليمنية والاهداف السامية للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر. 3 - يشيد مناضلو الثورة اليمنية المشاركون في الجزء الخامس من الندوة بالخطوة التاريخية الشجاعة والمسؤولة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بشأن إعادة الاعتبار لمناضلي الثورة اليمنية وضحايا الصراعات السياسية داخل كل شطر وبين الشطرين .. ويعبر المناضلون عن بالغ شكرهم وعرفانهم لفخامة الرئيس القائد على رعايته لشهداء ومناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر .. ويوصى المشاركون بضرورة وضع خطة زمنية للجنة التي وجه الرئيس بتشكيلها لمراجعة قوائم المناضلين وكل من يستحقوا اعادة الاعتبار وتكريمهم وتحسين اوضاعهم واوضاع اسرهم المعيشية. 4 - يدعو المناضلون المشاركون في الندوة كل ابناء الشعب اليمني للوقوف صفا واحدا امام مجمل التحديات المعاصرة والمستقبلية والتصدي لكل المخاطر التي يتعرض لها وطن الـ22 من مايو والوقوف بحزم امام كل دعاة التمزق والانفصال .. ويدعون جهات الاختصاص الرسمية بالعمل الجاد والفعال من أجل بلورة رؤية وفلسفة وطنية تربوية تعليمية وثقافية وحدوية قادرة على اذابة واحتواء النتوءات الانفصالية المفتعلة التي تبرز بين الحين والاخر. 5 - يبارك مناضلو الثورة اليمنية دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للرموز الوطنية في الخارج للعودة الى الوطن والمساهمة الفاعلة في بنائه الى جانب ابناء الشعب اليمني .. ويؤكدون اهمية تكاتف جهود ابناء الشعب لبناء الوطن اليمني الجديد .. وطن الوحدة والديمقراطية والتقدم الوطني الشامل. 6 - يؤكد المشاركون في الندوة ضرورة تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس القائد بشأن إنشاء مكاتب منظمة مناضلي الثورة اليمنية في المحافظات لاستكمال حصر الشهداء. 7 - يؤكد المشاركون ضرورة تحديث إدارة منظمة مناضلي الثورة اليمنية، وتفعيل دورها وربطها ميدانيا بالفروع في مختلف محافظات الجمهورية حتى تستطيع اداء دورها في رعاية المناضلين وأسر الشهداء وتنمية دورها التربوي والاجتماعي في اوساط المواطنين. 8 - يشيد المشاركون في ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية بكل ما اتخذته الدولة والحكومة من خطوات واجراءات ومعالجات لقضايا المتقاعدين وترتيب أوضاع المنقطعين .. ويدعون كافة الفعاليات السياسية وعلى وجه الخصوص المتقاعدين العسكريين الى عدم الانجرار وراء المخططات الهادفة لاثارة الفتن ودعاة الانفصال .. ويؤكدون ضرورة تحريم أي استغلال سياسي للقضايا الحقوقية والقانونية بهدف الكسب السياسي الرخيص او الاساءة الى الوحدة الوطنية للشعب. 9 - يدعو المشاركون في الندوة الى ان تبذل الدولة والحكومة مزيدا من الجهد وتتخذ الاجراءات الكفيلة بتحسين الأوضاع المعيشية للمناضلين وقبلهم اسر الشهداء وفقا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية ـ حفظه الله ـ خاصة وان هناك شهداء ومناضلين يتقاضون رواتب زهيدة جدا ، والبعض منهم لا يزال محروما فيما تم قطع مرتبات البعض. 10 - يوصي المشاركون في الندوة بأن يرفع سقف تمثيل هذه الكوكبة المناضلة الى مستوى تعيين وزير الدولة لشؤون مناضلي الثورة اليمنية لينالوا من خلال هذا التمثيل الرعاية الكريمة من قبل الدولة رسميا. 11 - يوصي المشاركون بعقد ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية في جزئها السادس في محافظة حضرموت ... ويدعون الى ضرورة استمرار البحث والتقصي عن بعض حقائق التاريخ واحداثه من خلال الوثائق الموجودة في ارشيف الدول التي كان لها صلة بواقع مرحلة الثورة وبالذات مصر وبريطانيا والجامعة العربية واستمرار التواصل مع كافة المناضلين في كل مناطق الجمهورية لجمع وتوثيق ما بأيديهم من وثائق ومعلومات وتنفيذ ذلك في سياق خطة لاحقه لانعقاد فعاليات الجزء السادس من الندوة.