عبد الله علوانالحرية في العنوان أعلاه،هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي المضعف حرَر، يحرر الشيء تحريرا من العوائق والقيود المعيقة أو المقيدة لهذا الشيء أو ذاك , ومن هذا الفعل يشتق المصدر تحرير ، فالتحرير يعني صياغة الكلام بشكل ما..ويعني تحرير الشيء من إساره وجعله حرا طليقا من كل قيد، وعكس الحرية تقوم العبودية وهي كل المظاهر المعيقة أو المحبطة للإنسان،هنا وهناك وفي كل العصور . الحرية بالأصل هي جبلة في الطبيعة إلأنسانية، وتكمن في قدرات الإنسان على فعل هذا الشيء أو ذاك ولكن بوعي كامل ، أو قل بالمعنى ألمعتزلي أن الحرية تعني [ ألاختيار] وهي مفهوم مركب من العلم والقدرة والإرادة، فالعلم بظواهر الوجود كما وكيفا،هو الضلع ألأول في مثلث الحرية المعتزلية هذه،أما الضلع الثاني فهو القدرة على امتلاك الوجود امتلاكا واعيا واستخدامه لما ينفع الإنسان و تقدمه،وتحسين أوضاعه المادية والروحية . ثم تكون ألإرادة الواعية, هي الضلع الثالث لهذا المثلث.والحرية باللغة الفلسفية تعني الوعي بالضرورة و إدراكها أو قل أن الحرية هي المعرفة الممنهجة لمعرفة الوجود بمختلف مستوياته الطبيعية والاجتماعية والفكرية. والحر صفة لكل شخصية عالمة وقادرة وتمتلك الإرادة على التصرف الواعي والسليم بحياتها وحياة الآخرين . والحرية هنا لا تعني الليبرالية، وإنما تعني المعرفة بالضرورة وهي هنا ضد الانفلات عن قيود الوعي أو الانفلات عن قيود الضرورة، كما فهمها بعض دعاة الحداثة.، أن الحرية هي العقل الواعي بحقيقة الوجود . والحرية لا تعني التمرد ولا تعني الرفض ولا تعني القبول كما فهمها بعض المثقفين المعاصرين , فمن المثقفين من فهم الحرية على أنها الرفض أو القبول بهذه الظاهرة أو تلك دون وعي بحقيقة ما يرفض أو ما يقبل ومنهم من فهمها على أنها التمرد بدون الوعي بحقيقة ما يتمرد عليه .وهذا الفهم ناجم عن خيانة الترجمة، ومغالطة المترجمين في عصرنا هذا..؟أما الإبداع ، فهو اسم مشتق من الفعل أبدع وهو فعل ثلاثي يتعدى بالهمزة و يعني الخلق أو الكشف عن الحقيقة , جمالية كانت هذه الحقيقة أو غير جمالية. 2- أما الإبداع هو فعل ثقافي أو حضاري، يشمل كل مجالات الحياة الثقافية فا لنجار مبدع في عمله لأنه يعيد صياغة الخشب لما ينفع الناس، ولأنه يعمل على تطوير أداته، والحداد مبدع لأنه يعيد صياغة الحديد ويستنطقه لما ينفع الناس , والطبيب مبدع والمهندس مبدع والجندي مبدع فكل إنسان مبدع في مجال صنعته.فكل صانع مبدع.ثم ينعكس هذا القياس على لفظه، فكل مبدع صانع.لكن الإبداع هنا سيدور في مجال النشاط الثقافي وأنواعه من شعر وقصة ورواية، إلى مقالة ومسرحية، ومن لوحة فنية إلى منحوتة جميلة، وإلى كل أنواع الفنون وكل أشكال الآداب وأنواعه ,هذا هو القصد من الإبداع هنا . 3- وبعد هذا وذاك يجب التنويه أولا الى عوائق ألإبداع , فغالبا ما يصطدم النشاط الإبداعي بظواهر تعيقه , فقد يعيق الشاعر ألافتقار الى الورق أوالى القلم , وقد تعيقه موانع النشر ,وقد تعيقه لقمة العيش والوظيفة , كما هو حال بعض المبدعين اليمنيين والعرب، الذين يبدعون ولا ينالون حقوقهم، بل قد يتعرض الإبداع والمبدعون لعوائق سياسية وحقوقية أخرى , مثل التجاهل وألأقصاء والتهميش، وهذا أسلوب يتبعه القائمون على المؤسسات الثقافية والحزبية مع ألأ دباء الذين يختلفون عنهم طبقيا, أو أخلاقيا،أو الأدباء الذين لا يقتنعون با لسياسة ألأستلابية،أو ألأدباء الذين لا يجيدون التلون السياسي ولا ألوانه المراوغة،وبالذات أدباء القرى الطيبين وأدباء المدن النائية عن العواصم الرئيسية، مثل مدن عمران، والمحويت وحجة، وصعدة، وحوث، ومأرب، وشبوة، والمهرة الخ، ففي هذه المحافظات نجد أدباء مهمشين ولا تقبل بهم بابوية ألأ دب السائدة عندنا، لأسباب طبقية ولا سباب سُلالية...؟!ومن ألعوائق التي تبدو ايجابية في الظاهر وباطنها ألاستلاب,تلك الدعوات الحزبية الى الالتزام بالتيارات الغريبة على ألأدب اليمني، فمثل هذا ألالتزام الموهوم ، وغالبا ما يكون حزبيا، يسلخ ألأديب عن شخصيته ألإبداعية وعن بيئته الثقافية ثم يقذف به الى متاهات الغربة وألأغتراب،أي أن ألالتزام يعني ألأغتراب، وما بعد ألأغتراب إلا الضياع والهلوسة والهذيان تحت لوافت التحديث والتقليعات المودرنيزمية..الخ. وبمعنى أخر إن الالتزام لهذا التيار السياسي أو ذاك هو ألانسلاخ عن الجلد واستبداله بجلد غير ملائم كما يقول البردوني من قصيدته شاعر ووطنه في الغربة:[c1]إن عصرية الأسامي علينا***جلد فيل على قوام ابن سبعههل يطري لون العناوين سفرا***ميتا زوقته اخر طبعة[/c]ومثل ذلك قل عن مباديء التوجيه الحزبي والتحديث و الرفض والقبول .. الخ، لكن العائق الأكبر في الإبداع هو عدم الوعي بحقيقة الإبداع وقواعده المعرفية , أي أن انعدام الحرية، بما هي وعي وثقافة، هي العائق الأكبر للإبداع والمبدع, لإن الحرية شرط الإبداع ، فالإبداع ضرورة لمعرفة الواقع , وهذه الضرورة هي الحرية , لذا ظهرت مفاهيم مركبة مثل : * حرية الإبداع * حرية التعبير * حرية الأدب * حرية الصحافة* حرية النشر..الخ الخ. فحرية الإبداع لا تعني رفض الواقع والتمرد عليه كما فهمها الرومانسيون و الحداثيون العرب،وإنما تعني العلم بظواهر الوجود الجمالية، وإعادة خلقها خلقا جماليا يحرر الإنسان من إسار الجهل،و تدفع به إلى ذرى الحب والجمال، وإلى تحرير الذوق الفج أو التلقائية العبيطة بذوق رفيع ومهذب فالإبداع هو تهذيب الروح وتطوير الوعي وتنمية المدارك إزاء الواقع وإزاء الوجود بشكل عام . وهذه الحرية حق لكل مبدع دون أي تدخلات من الخارج، فكل تدخل على المبدع هو استعباد له، سواءً أتى هذا التدخل بشكل توجيهات المبدعين الى مفاهيم أو شعارات أو بشكل دعاوى بالالتزام وبالحزبية أو الشعبوية الفجة، أو الواقعية أو ما إلى ذلك من دعاوى غرضها ليس نزيها بالمرة،بل غرضها استخدام المبدع استخداما حزبيا أو سياسيا، يخدم مآرب تكون في أحسن الحالات معيقة للإبداع و قامعة له، فالدعوة إلى الإبداع على غرار أليوت أو رامبوا أو ما يكوفيسكي،بدون الوعي باللغات ألأجنبية وثقافاتها. هي دعوة إلى محاكاة أدب لا يعرفه المبدع العربي،فينساق إليه انسياق الأعمى الى الحفرة بعد ما فقد عصاه، ومن ثم يسقط إبداعه في الاغتراب بالآخر .في الكلاسيكية أو في الرومانسية أوفي التجريب الحديث.أو ما الى ذلك من تقليعات يجهل ألأدباء أصولها الثقافية. ويجب القول أن لا عيب في معرفة الثقافات ألأجنبية، وإنما العيب في ألانصياع لما ترجم منها الى العربية بدون وعي بما ترجم الى لغتنا..؟!. وبدون التشبع بالثقافة العربية وأصولها البلاغية...؟! ومن عوائق المبدعين عندنا هو الدعوة إلى التمرد على التراث، كا التمرد على الشعر الحميني أو على الشعر العمودي، أو على التراث البلاغي أو على اللغة..الخ هذا التمرد يعيق المبدع لأن التمرد على التراث هو سلخ للمبدع عن أدواته ألإبداعية, وعن أرضيته الثقافية التي تساعده على الإبداع وتحرره من التبعية للآخر، ومن ألاغتراب.ومن عوائق المبدعين الدعوات الحزبية إلى رفض أوزان الشعر وقوافيه وإلى التحرر من قواعد البناء القصصي تحت شعار مواكبة الحداثة والأحدث، والجديد والأجد، وما إلى ذلك من دعوات، تخدع المبدع وتمكر به وتجعله فريسة لتقاليد إفرنجية لا يعلمها المبدع،فكل دعوة إلى محاكاة الغرب هو استعباد للمبدع والزج به إلى غياهب ثقافية يتوه بها المبدع ويضيع إبداعه .ولكن من العوائق الضارة للإبداع والمبدعين هو هذا القمع الثقافي السائد حزبيا وسياسيا حيث تصبح الأحزاب شركات دولية معتمدة [بفتح الميم] على رعاية الثقافة الاستعمارية وترويجها في صفوف المبدعين وتغريبهم في دهاليزها المظلمة،هذا من جهة ، و من جهة أخرى نجد الشركات الحزبية تعمل بخبث،في خلاياها السرية والعلنية، على تدمير الثقافة العربية ـــــــ الإسلامية، وفي خلايا ألأحزاب ومبارزها الخاصة، يدخل المبدع الى دهاليز الحيرة والشتات ولا يقدر على الخروج من هذه الدهاليز إلا بأحد الأمرين إما أن ينسلخ عن واقعه العربي وعن الإبداع مقابل وظيفة أو مقابل أمتيازات أخرى ينالها من الأحزاب أو من مؤسسات مشبوهة تستعبده، وإما النكوص وألأنكفاء، وفي كلا الحالين تكون على حساب المبدع وعلى حساب العملية الإبداعية وبالتالي على حساب الثقافة العربية ــ ألإسلامية . قال عبدالله سلام ناجي في مجلة الحكمة الخاص بعدد القصة، وفي معرض حديثه عن محمد سعيد مسواط،قال أن مسواط مبدع أعاق الاستعمار نموه واقتلعه من موقعه التربوي الخ، و هذا الكلام لا ينطبق على مسواط وحده،بل وعلى كل المبدعين في ظروف الغزو الثقافي والعسكري للأقطار العربية منذ وعد بلفور وحتى اليوم، ويمكن القول نفسه على الشهيد محمد محمود الزبيري الذي تعرض للأجتثاث من روضته كما تقول قصيدتاه [البلبل] و[حنين الطائر] وتعرض للسجن والمطاردة وأخيرا الى ألاغتيال عام 1965م بعدما عجزوا عن ترويضه وتدجينه, ومثل ذلك قل عن بدر شاكر السياب الذي مات مشردا وجائعا بين أبار البتروــدولار اللئيمة. و قل كذلك عن محمود درويش وأرضه وزعتره,وعن يحي البشاري الذي لم تذكره لا الثقافة اليمنية ولا إتحاده ألأدبي، حتى ولو بديوان من شعره، وقل كذلك عن عبدالله قاضي المشرد في دياره، بل وعن عبدالله سلام ناجي الذي مات وحيدا، بعد مطاردات وسجون وحصار نفسي لمدة أربعين عاما تقريبا..؟ فمعظم الأدباء يتعرضون للأجتثاث وللاقتلاع.. و للقمع السياسي والثقافي ومكابدة العيش إلى حد أن كثيرا من الأدباء البسطاء والضعفاء لا ينالون حقوقهم في التوظيف أو حقوقهم الفكرية الملطوشة من رؤساء التحرير، والمقاولين بالصفحات ألأدبية، وبوسائل النشر هنا وهناك، والملفت أن نظام العمل اليمني لا يعترف بوظيفة الشاعر، ولا بوظيفة العمال الحرفيين ،ولا بوظيفة المبدع أي كان نوعه، ولكن قد يوظفونه وفق شهادة جامعية إذا ما رٌضي عنه, مالم فهو محروم من الوظيفة حتى ولو حمل الشهادة.رغم إن الشهادة لأتدل على ألإبداع إن لم تقتله بالغرور بها، وفي كل ذلك نجد العوائق الكبرى التي تقف حاجزا أمام المبدعين.وتتجاهلهم وتقصيهم عمدا وتجعلهم على هامش الحياة..؟* لكن هذا الممارسات كلها لا تعفي المبدع من النضال في سبيل حريته وانتزاع حقوقه بشتى الطرق الممكنة . لقد قالوا أن الحرية لا تعطى ولا توهب . وإنما هي حق ينتزعها المبدع انتزاعا، أي أن على المبدع أن يناضل في سبيل حريته أولا.... وأول خطوات نضاله هذا هو الوعي بهذه الحرية،وإلا فكيف سيكون الإبداع حرا بدون وعي بحرية المبدع ، وبحرية ألإبداع…؟ ولنا أسوة بموقف الشهيد محمد محمود الزبيري ودعوته الى الحرية، قال الشهيد الزبيري : [c1]لنمت أو نعش على الارض أحرارا***ولاعاش من يسيغ الإهانةإن شعبا يرضى الحياة سجينا***لا يساوي في قيمة سجانهوحياة تصان بالهون والإذلال***ليست خليقة بالصيانةودماء تنمو على الضيم رجس***نجسات كراتها خوانهكل شعب محا أساطير السود***ووارى تحت الثرى أوثانهقد تلاشت كل العصور الذليلات***وبادت كل الشعوب المهانةواستحالت عبادة الناس للناس***وأمسى حمل القيود خيانة[/c]فالمبدع الذي يستصيغ الهيانة أو يرضى بحمل قيودها هو خائن وفق منطق الشهيد الزبيري ، أو قل وفق منطق الحرية نفسها فإبأ الضيم مظهر من مظاهر المبدع الحر قال الزبيري وهو مثالنا الأروع :[c1]أنفنا الإقامة في عصبة***تداس بأقدام أربابهاونابى الحياة إذا دنست***بعسف الطغاة وإرهابهاونحتقر الحادثات الكبار***إذا اعترضتنا بأتعابهاونعلم أن القضاء واقع***وأن الأمور بأسبابها[/c]إن هذا المنطق الشعري، هو منطق الحرية نفسها، فلا إبداع بدون مبدع حر، وإذا سكت المبدع عن حريته فلن تشفع له لا نقابة تنهبه ولا حزب يتاجر بدمه . فكما يتاجر الحزبيون بالجماهير وبالوطن، تتاجر النقابات بالمهنة وبأصحاب المهنة، فالقضايا كلها مضاربة في مضاربة.أو(من تعلى هد ش) كما يقول عبد الله سلام ناجي. الإبداع خلق ثقافي ،وله قواه الإبداعية،وأول هذه القوى هي:الموهبة الجمالية ,فلا إبداع بلا موهبة حتى لو جعلوا من أدعياء الشعر أوصياء على الشعر والشعراء بغرض قتل النجابة كما يقول البردوني:[c1]أصبح الطيب مقتل النبت أضحت***مهنة ألأ ستذات قتل النجابــــةيرتقي الذابحون يهوون ذبحي***استوى الموت يا مدى والقصابة[/c]أو كقوله من قصيدة (رواغ المصابيح) يصف المثقفين المحدثين:[c1]يذبحون الرجاء في كل قلب***وينوبون عن بزوغ المرجأ[/c]وثاني هذه القوى ألإبداعية، هي القدرة الذاتية على الإبداع والخلق , فبدون القدرة الذاتية لا يكون الإبداع إلا ادعاء كما يقول الشهيد محمد محمود الزبيري:[c1]ودعي في الشعر لا يحسن الشعر ولكنه يجيد المزاعمينبش الترب والحصا زاعما أن القوافي قد خبئت في المناجمفإذا لم يجده في ألأرض أضحى، ناقبا عنه رأسه بالمحاجموإذا سالت الدماء، ولم تجر القوافي رأيت أضغاث حالم[/c]وثالث هذه القوى ألإبداعية، هي الفطنة والحس السليم ,فبدون الفطنة لا يكون الشاعر إلا آلة تحركها الأحزاب والدعوات القامعة للمبدع العربي .أي انه دعي شعر وليس بشاعر.لأن الشعر هو الفطنة..؟ورابع هذه القوى ألإبداعية، هي المهارة الفنية والدراية بقواعد الإبداع ومعرفة قاعدة (لكل مقام مقال).وبدون توفر هذه العناصر في ذات المبدع يكون الإبداع مجرد ادعاء , أو مجرد كلام مرصوف على وجه الصفحة، كلام لا يهز شعرة في رأس المتلقي، وإنما هو كلام لتغطية الصحيفة. وما أكثر الصحف عندنا، ولكن ما أقل الإبداع فيها ،إنها صحافة الوشاية والهبر وألأبتزاز...؟ الوشاية لجهات أجنبية وهبر الخزانة وابتزاز ألأدباء والفنانين..؟! ولا بد من المبدع أن يكون عالما وقديرا , عالما بواقعه وما يحيط به من مخاطر خارجية وداخلية. وقدير على إدراك هذا الواقع وتغييره وامتلاكه جماليا،و بهذا الشكل الأدبي أو ذاك،فالعلم والقدرة هما ركيزتان للإرادة الأدبية وبدون العلم لا تكون القدرة إلا عنتريات هوجاء تموت قبل النزال، ولا تكون الإرادة مع العجز إلا صلفا وشططا. على المبدع أن يكون حرا أولا، ومن حريته هذه تتولد حرية الشعب، فالمبدع هو روح الشعب، شرط استيعابه لثقافة هذه الشعب.ما لم، فماهو إلا صورة من (بغيض العمشي )الذي وصفه الشاعر عبدالله البردوني في ديوانه(زمان بلا نوعية)بقوله:[c1]غيم يعيق الشمس لا يندى***ويأبـــــى أن يبارحأغــبى ذكــــاء يرتــــقـي***و يجيد تقنين الفضائح [/c]
|
ثقافة
حرية الإبداع وعوائقه
أخبار متعلقة