في ذكرى رحيل الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم
علي الخديريتحل علينا يومنا هذا (الأربعاء) الأول من أبريل 2009م الذكرى السنوية السادسة عشرة لرحيل الموسيقار اليمني أحمد بن أحمد قاسم وهي الذكرى التي تتجدد عاما بعد عام دون أن تكون هي المناسبة التي تجعلنا نتذكره فمثل الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم لا يحتاج إلى ذكرى سنوية للاحتفاء به، فهو ومن أمثاله من كبار فناني اليمن يسكنون قلوب محبي فنهم، فلا يمكن أن يمر يوم على ولوع بالأغنية اليمنية دون دندنة مع أحمد بن أحمد قاسم ومحمد سعد عبدالله ومحمد عبده الزيدي (رحمهم الله) على سبيل المثال وذلك لتأثيرهم المباشر على الآذان وسيطرتهم على المشاعر والأحاسيس،. فقد قدم الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم فناً راقياً بألحانه وتوزيعاته الموسيقية الفذة وأدائه الغنائي ليس لأبناء جيله فقط وإنما إبداعات أحمد قاسم ومحمد سعد ومحمد عبده الزيدي أوجدوها لتبقى صالحة في كل زمان ومكان، خلفوها لتتوارثها الأجيال فعندما يحضر الحديث عن أحمد قاسم تقفز إلى الأذهان روائعه الغنائية التي لا تنسى كأغنية “قالت لي” و”مش مصدق إنك أنت جنبي” والرائعة الغنائية الشهيرة المعنونة بـ “يا عيباه”.أنا بنساه وبنسى هواه ولا بنسى الذي سواهتنكر لي وجافاني وذا الليل كنت أنا أخشاهعجب ينكر ولا يذكر زمان الحب .. ياعيباه .. الخ.ولم يكن القاسمي بخيلا في تلحينه وأداءه فوق المتوقع لأغنية “بداية عمري” التي لامست كلماتها واقعاً أليماً يعيشه كثير من المغلوبين على أمرهم وكان من بينهم أحمد قاسم الذي كانت عيشته في وسطه الأسري صعبة مثله مثل أي فردٍ من أفراد الأسرة اليمنية.أنا مـــن بدايــة عمــري [c1] *** [/c] أنا والعذاب دائما حبايبإيش جـرى لك ايش يا دنيـا [c1] *** [/c] ليـش تورينـا العجـايـبإيــش أنــا سويتــه لمــا [c1] *** [/c] أستحـــق منــك عذابـيذنبي إيش يا دنيا قولي يااللي ضيعتي شبابي... الخولم تكون بقية الأغاني القاسمية أقل أهمية وروعة من التي ذكرناها فجميع أغانيه حاضرة في الأذهان مثل :“أنت ولا أحد سواك”“تهجر وتنساني”“أسمر وعيونه”“عدن مسير يوم”“فينك وفين ساكن”“يا حلو يا أخضر اللون”“صدفة التقينا على الساحل ولا في حد [c1] *** [/c] صدفة بلا ميعاد جمع الهوى قلبين”وأحلى ما في الأغنية من صور جمالية :“يا ساحل أبين بنى العشاق فيك معبد”.إن كثيرا من الأغاني التي أبدع أحمد قاسم في تلحينها موسيقيا وأدائها كانت في كثيرٍ من محطاته الفنية بإيحاء وطلب شخصي منه إلى الشعراء وبالذات الشاعرين الكبيرين مصطفى خضر وعبدالله عبدالكريم محمد لترجمة معاناته في فترة زمنية ومسراته وأفراحه في أخرى كالروائع مثل :“ابتدينا بعدما قالوا انتهينا[c1] *** [/c]ذا انتهى كل اللي قالوا إنما نحن ابتدينا”و”نعم أهواك” وأغنية واو القسم في مطلعها “وربي أنت حبي” و”راح الهوى” و”جرحنا الحب”.ورائعة الجابري أحمد “غصب عني إيش أسوي كل شيء قسمة ونصيب أنت عارف إيش بقلبي أنت يلي مش غريب”.... الخ.وأحمد بن أحمد قاسم خلال مسيرة حياته الفنية واجه جملة من التحديات والمشاكل مع زملائه من أهل الفن والطرب الذين وجدوا أن التجديد الذي يتبعه أحمد بن أحمد قاسم موسيقيا هو مصدر خطر على فنهم التقليدي؛ إلا أن أحمد قاسم كسب التحدي والرهان كرائد للأغنية التجديدية في عدن وكل اليمن وواحد من الموسيقيين الأكاديميين في الوطن العربي المشهود له بالنجاح والتفوق فقد أوصلته التحديات التي دخل فيها إلى كسب الرهان بعد سنوات من الصبر استطاع في نهايتها تحقيق طموحاته بجهوده الذاتية متغلبا على كل المعوقات والمطبات التي كانت من صنع البشر الذين رفعوا الراية البيضاء اعترافا بقدرات الشاب أحمد قاسم ومكانته الفنية والموسيقية الرفيعة وأعماله الراقية التي أخذت مكانتها في الساحة الفنية العربية إلى جانب العمالقة الكبار للأغنية العربية.وهذا يؤكد أن الموسيقار الراحل أحمد بن أحمد قاسم خاض معركة في التحديات لثقته بمواهبه وإمكانياته الموسيقية وما زاد عن ذلك ما اكتسب من خبرات وتراكمات موسيقية أهلته في الوصول إلى قمة الإبداع وباعتراف زملائه في الوسط الموسيقي والفني.[c1]الوفاء المصري والنسيان اليمني[/c]كنا وما زلنا نطالب ومنذ سنوات وزارة الإعلام في بلادنا بفتح قنوات فضائية تخصصية سياحية اقتصادية ترويجية وشبابية رياضية علمية وقناة للأطفال والمواهب الإبداعية ما تحت سن السادسة عشرة وقناة للفنون وهي بيت القصيد التي يمكن أن تعمل على مدار الساعة وتقديم مختلف أنواع الفنون اليمنية والمواقع الأثرية التاريخية اليمنية وتعريف العالم بها، كون إنشاء وفتح مثل القنوات اليمنية الفضائية المتخصصة ليس صعبا ولا تكلف مبالغ هائلة كما قد يعتقد البعض فهي تحتاج إلى تجهيز استديو كمبنى لكل قناة وإحضار جهاز بث فضائي لكل قناة وربطه بمحطة الإرسال وتشغيلها من المواد المسجلة والمعلبة وهذا سيتيح فرصة لإعادة توزيع الكادر الإعلامي التلفزيوني في جميع الدوائر والأقسام والتخصصات على القنوات المستحدثة لغرض إنتاج الجديد والتسابق التنافسي بين القنوات في تقديم الأفضل والأروع كل في تخصصه على سبيل المثال لو هناك قناة فنون يمانية بالتأكيد سيكون لها السبق في التعريف برواد مختلف أنواع الفنون اليمنية عربيا وعالميا والاحتفاء بهم كمثل المناسبة التي نتحدث عنها اليوم وهي ذكرى رحيل الموسيقار اليمني العربي أحمد بن أحمد قاسم السادسة عشرة التي بالتأكيد ستعطي لها القناة المصرية مساحة واسعة في خارطتها البرامجية في يوم الأول من أبريل، بينما القناة الفضائية اليمنية قد تمر على ذكرها مرور الكرام دون ذكر، وإن كان هناك تنبيه مبكر لذلك فنحن على ثقة من أن المساحة البرامجية ستكون محدودة وذلك بسبب الضغط على الفضائية اليمنية أما قناة يمانية من عدن فالمتعارف عليه أنها أرضية وثقتنا من أنها ستؤدي واجبها وستعطي للمناسبة حقها، لكن لا يكفي ذلك إن لم تكن هناك قناة متخصصة بالفنون والثقافة اليمنية وكنت أتمنى ألا يكون وفاء القناة المصرية للموسيقار أحمد قاسم في كل عام يمر فيه ذكرى رحيله أوفى من الإعلام اليمني ليس فقط الإعلام اليمني التلفزيوني والإذاعي والمقروء الرسمي وإنما الصحف الأهلية الخاصة والصحف الحزبية لكون أحمد بن أحمد قاسم رمزاً من رموز الموسيقى العربية وحسب الأصول والأعراف والتقاليد، فاليمن الأولى أن تحتفي برموزها المتفوقين في جميع المجالات كالموسيقار الراحل أحمد قاسم الذي وجد نفسه في حياته يغرد متألما بـ :غريب وبعيد ودي الغربة عجب يا حبيبلوحدي وحيد يا ليتك كنت بجنبي قريبويا ليت نحقق اليوم أمنية موسيقارنا الراحل أحمد قاسم يا ليت أن نكون جميعا بجانبه وقريبين منه وأن نعطي للمناسبة حقها من الوفاء والعرفان وهذا حق لأحمد قاسم وغيره من المبدعين.