في الذكرى الأربعين ليوم الاستقلال
تمر علينا الذكرى الأربعون ليوم الثلاثين من نوفمبر 1967م يوم الاستقلال الوطني لليمن الجنوبي آنذاك، وأهلنا في اليمن ينعمون بالوحدة اليمنية، التي حققها الشعب اليمني كل الشعب، وفصائله الوطنية، بنضالاته وتضحياته الجسام، وكانت هذه الوحدة ثمرة من ثمار ثورتي 14أكتوبر و26 سبتمبر المجيدتين، تحققت بفضل القادة الأحرار، والمناضلين، وعلى رأسهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح -حفظه الله-.تمر هذه الذكرى في الوقت الذي تجري فيه حوارات في ظل مناخ ديمقراطي لم يسبق له مثيل في الساحة اليمنية بين مختلف الأحزاب والتنظيمات، ومن أجل التعديلات الدستورية التي تستهدف استيعاب الواقع وتحولات العصر.نعيش هذه الذكرى، واليمن ينعم بالأمن والاستقرار، ويشهد نمواً وتطوراً اقتصادياً، لم تعد معالمه خافية على أحد نشهده من خلال تنفيذ المشاريع الكبيرة في مختلف محافظات الجمهورية.نعيش في هذه الذكرى حياة حرة كريمة، فيها حرية الصحافة، حرية الرأي، نسمع الرأي والرأي الآخر نتناقش، ونتحاور على قاعدة عدم المساس بالوحدة اليمنية.تتزامن احتفالات أهلنا في الجمهورية اليمنية بيوم الاستقلال مع يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ذكرى تقسيم فلسطين 29 نوفمبر 1947م.وهنا أريد أن أذكر، إننا واجهنا سوية في المناسبتين ظلماً وقع علينا من القوة الاستعمارية بريطانيا آنذاك فهي التي كانت محتلة للجنوب، وبقيت حتى اللحظة الأخيرة عندما شعرت بفشلها تتآمر عليه، من خلال عرض القضية اليمنية على الأمم المتحدة، في محاولة منها على إبقاء نفوذها السياسي، والاقتصادي، بعد إنتهاء نفوذها العسكري ولعبت هذا الدور من عام 1965 – 1967 العمل على تدويل القضية، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، ولم تجد مفراً من بدء المفاوضات في جنيف بشأن أعطاء الاستقلال السياسي لليمن في 30 نوفمبر1967م.وفي الشأن الفلسطيني، كانت بريطانية منكبة على فلسطين حيث وفرت كل أشكال الحماية للصهاينة، وسهلت الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين، وعندما توفرت مقومات قيام دولة صهيونية في فلسطين، شرعت في إنهاء الانتداب وقدمت مشروعاً إلى عصبة الأمم المتحدة في نيسان 1947م يقضي بتقسيم فلسطين، وفي 29 نوفمبر 1947م تم إقرار المشروع الذي رفضه الفلسطينيون والعرب في ذلك الوقت.رفضوا تقسيم فلسطين عام 1947م، واليوم يبحثون عن ماهو أقل بكثير من قرار التقسيم!!! يا للعجب وقال لأزم نتعامل بواقعية.لأشك أن مؤامرات الدول الاستعمارية مستمرة على أمتنا العربية والإسلامية، وما نشهده في العراق، ولبنان وفلسطين، والسودان، والصومال، إلا أكبر دليل على ذلك. وكلنا ثقة بهذه الأمة لأنها أكبر من التآمر.لاخيار أمامنا في اليمن إلا خيار الوحدة، فهي الضمان لمستقبل اليمن وأمنه واستقراره وإزدهاره.هنيئاً للشعب اليمني في يوم استقلاله ولفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوبنا جميعاً.