متابعة/ عبدالله الضراسيمثلت الأمسية الأدبية والثقافية وكذا الاحتفائية بالقاص اليمني الكبير والصحافي المتميز منذ أكثر من ربع قرن حدثاً إبداعياً متميزاً ومتفرداً ليس لأنه قاص كبير وموهوب فحسب بل لأنه أستاذ صحفي متميز وقيادي لم تحمل معه مفردات أية إفتتاحية سياسية خطيرة مجرد دقائق للإمساك بها وكنت شاهداً على ذلك منذ أكثر من ربع قرن في مبنى (القصر السلطاني) بكريتر (فيما) وزير إعلام سابق في نهاية 77م جلس وعلى منضدة (بحاح) نفسها حسب توجيهات عليا يكتب افتتاحية على أثر قطع مصر علاقاتها بعدن جلس نهاراً بكامله وأتلف دستة دفاتر وكمية من الأقلام وخرج بافتتاحية لا تغني ولا تسمن من جوع!!لهذا كانت فعالية أستاذنا - ومعلمي الصحفي الثاني بعد أستاذي الكبير محمد عبدالله مخشف.. متميزة ومتفردة وكان أستاذنا الأديب القاص عبد الرحمن عبد الخالق يعيش لحظات فرح قلقة من خوفه من عدم الإرتقاء بهذه الفعالية لهذا النورس القصصي المهاجر الحاضر الغائب.ولكن تقديم أديب الفرع (وخطيبه المفوه) أعاد بعض الثقة لرئيس الفرع القاص القلق دائماً وباستمرار..[c1]ذائقتنا الصحفية والثقافية[/c]شاعرنا الأديب مبارك سالمين كعادته صاحب مخزن المصطلحات الأدبية المتميزة والجميلة وجد في مشهد البحاح الاحتفائي ليلقي (مفرداته المباركية المميزة) حيث قال في تقديم هذه الفعالية المتميزة :"أديبنا القاص المبدع الكبير الأستاذ محمد عمر بحاح، أفتقدناه كثيراً ولا أحد يستطيع أو ينكر أن أديبنا بحاح أحد الذين تربعوا على عرش ذائقتنا الصحفية والثقافية طيلة سنوات ربع قرن ومازال..وأديبنا القاص الكبير الأستاذ محمد عمر بحاح أديب قاص مبدع وكبير رغم قلة حضوره على صعيد النشر الإصدارات كما أنه (شاعر) في أسلوب افتتاحياته الصحفية السابقة وعندما كان مدير التحرير صحيفة 14 أكتوبر ومازالت مجموعته القصصية (الوحيدة المنشورة) مثل عيون العصافير شكلت عند صدورها شهادة (براءة الإعتراف) لميلاد قاص مبدع وكبير..وقد كانت هذه المجموعة القصصية للبحاح بمثابة (نخيل حضرمي) في سياق القصة اليمنية السردية على صعيد مشهده الأدبي.وخلاصة هذه (الرطانة البحاحية) أنه فضاءات قصصية مبدعة لا يمكن أن تخطئها العين النقدية في (متن) القصة اليمنية السردية.[c1]البوح البحاحي الهامس[/c]قبيل البدء في رصد مفردات مشهد (الرطانة البحاحية) ثمة تدخل شخصي مفاده أن أستاذنا الكبير رغم الفارق الزمني الكبير ودخوله (جوف) دوائر ومربعات كبيرة وكثيرة مهمة ومتألقة وموحية رغم هذا وذاك لم يتغير (منطوق) حديثه ومفردات أسلوبه بتطور حضوره المعرفي والثقافي والإبداعي.. لكن بقي خطابه الشخصي والاجتماعي (دافئاًَ وهامساً وهادئاً).ورحل بنا على مدى أكثر من ساعة مع أوراق بحثية مهمة ومفيدة وأصيلة كثفت بعمق واختزلت دروباً وأزقة و (حيوات) كان البحاح فيها مركز الدائرة ومعه (توالت) محطات غاية في الأهمية منذ ولادته (فقد ولدت ذات مساء، في قرية على الساحل الأفريقي، تدحرجت من البحر (اللازوردي) تسمى (قرية حيس) وهكذا نسج القدر أول خيوطه لحياتي وتلا أبي (قصيدته الحضرمية) فولدت له أمي قمراً أسماه محمداً..وحول خلفيته على صعيد اكتساب مخزونه القصصي قال :- "ربما كان من حسن طالعي أنني حظيت بجدين رائعين، وكان كلاهما ذاكرة لا تتعب، تحفظ القصص والحكايات والأساطير.. الأول وهو جدي كان حافظاً قصصاً وحكايات ألف ليلة وليلة والثانية وهي جدتي حافظة وروائية للأساطير والقصص الأفريقية الساحرة.."وبعد طواف والده مثله مثل بقية (الدفتر الحضرمي المهاجر) يحل محل مكان رزقه حيث يعود إلى عدن لتبدأ مرحلة استقرار البحاح قبيل رحلتهم الثانية إلى حضرموت الساحل (المكلا) ومن ثم العودة بعد ذلك إلى عدن ليكبر مشهده الأدبي بشقيه الصحفي والقصصي.[c1]وثيقة بحثية مهمة جداً[/c]أستاذنا القاص الكبير محمد عمر بحاح في وثيقته البحثية والتي جاءت في (إحدى عشرة صفحة فولسكاب) وثيقة بحثية مهمة جداً لأنه لم يكتب حول تاريخه الشخصي بل قدم (قراءة معمقة) للمكان وللزمان ودروساً في التاريخ المعاصر لرحلة اغتراب اليمني في الخارج بحثاً عن الرزق ثم الكتابة عن عدن عبقرية المكان وفضاءاتها التي (سادت ثم بادت) وآفاق هذه المدينة وموقعها من الآخرين وبأسلوب (بحاحي متميز) تداخلت فيه روائع العشق والحب والدفء لهذه المدينة الجميلة حبيبة الكل..[c1]مداخلة أديب قاسم النقدية[/c]بعد ذلك قدم الناقد الأدبي والباحث الكبير في أدب الطفل الأستاذ أديب قاسم مداخلة نقدية جميلة وقد جعل الناقد أديب قاسم مداخلته النقدية بعنوان (قراءة حبية) لما ارتبط هذا الناقد أديب قاسم برحلة القاص محمد عمر بحاح في (مربعات ودوائر ثقافية) بالخارج وهي تجارب إبداعية سيحمل المستقبل نتائجها وهي تصب في (أدب المذكرات الثقافية الرفيعة) وذهبت ورقة الناقد أديب قاسم النقدية الجميلة إلى فضاءات وعوالم بحثية راقية حيث حملت أبعاداً تشكيلية كانت أشبه (ببور ترية الروح والصورة) أمام تخوم وثيقة البحاح والتي حملت عنواناً كبيراً (كيف أصبحت كاتباً) وكشف معها أن الأديب القاص الكبير كان (مقلاً) على صعيد نشر إصداراته ومؤلفاته ولكنه يملك كمية ضخمة من الأعمال الأدبية والقصصية والروائية ولكنها (حبيسة أدراجه)!! مثل مجموعاته (1) حوريات الخوخة (2) داخل الواقع وخارج الزمن (3) لا تقتلوني أنا آخر نخلة (4) الدكاك (5) الأشرعة السوداء (6) بين البائع والمشتري يفتح الله (7)كائنات المدار المذهل (8) القمر عندما يشهد.[c1]حوار الفعالية[/c]مثلما كانت الفعالية متميزة ومذهلة كانت حوارات الفعالية لا تقل تميزاً عنها..وكعادة أية فعالية لاتكون ممتعة وساخنة وذات وقع (شديد الانفجار) إذا ما تواجد فيها (الدكتور الجريء) الأستاذ مسعود عمشوش حيث فجر (قنبلة الفعالية) النقدية عندما (ادعى) أن عنصر الزمان لم يكن وارداً على عكس عنصر المكان..وبدوره الإعلامي الكبير المتألق ناصر بحاح وبصوته الإذاعي المتميز ألقى مداخلته وبإضافات بحاحية أكثر جمالاً..[c1]صافرة مبارك سالمين الأدبية[/c]وبعد نهاية هذا (الماراثون) الأدبي الجميل والمؤثر أعلن (عريف الفعالية) بصافرته النهاية بكل نجاح وتألق وأخرج بطاقته الأدبية الجميلة ليعلن أن فرع اتحاد الأدباء عدن كان (سعيداً) باحتفائه بالبحاح وسيكون أكثر سعادة لطبع وثيقته الأدبية / النقدية / التاريخية بكتاب المنارة رقم 2كنهاية سعيدة لهذه الفعالية الجميلة..
|
ثقافة
تجربة البحاح الأدبية في فرع اتحاد الأدباء / عدن
أخبار متعلقة