نحن مطالبون ببلورة رؤية موحدة لتحصين مهنة الأعلام
القاهرة/ سبأ: شدد وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي على أهمية إيجاد رؤية عربية موحدة تتضمن مبادئ وقواعد تشريعية متكاملة تتصدرها المعايير الاخلاقية، لتحصين مهنة الاعلام وترقية العمل الاعلامي العربي، بوسائله المختلفة، وخاصة البث الفضائي .وقال وزير الإعلام في كلمة اليمن التي القاها أمس في الإجتماع الإستثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب المنعقد بالعاصمة المصرية القاهرة « إن كفالة الحد الادنى من التنسيق والتناسق الاعلامي العربي صار مطلوبا لنظهر بوجهنا الحضاري الاصيل، ومثلنا الانسانية التى لاندعي تميزنا بها عن الغير، او احتكارنا لها لأنها سجية في الشخصية الانسانية السوية، وانما نشير الى ريادتنا في ترجمتها، والالتزام بها لأنها وجدت في حياتنا وتاريخنا العريق في صورة رائعة من الترجمة الامينة لها وريادة الالتزام بها. وأضاف «: وحبذا أن تكون العودة إلى تلك المثل هي الطريق التى تقربنا من بعضنا البعض اولاً وتقدمنا في الصورة الانسانية الصادقة والواضحة للآخرين،خصوصا في هذه المرحلة من تاريخ البشرية التى ظهر فيها من ابنائنا من شوهوا ويشوهون تلك الصورة ويعملون على تهديم كل تلك المآثر الحميدة التى تجلت بها حضارتنا العربية والاسلامية،بإعتبارها الماهية المعبرة عن وسطية الاسلام وتسامح العقيدة وسمو الرسالة». ولفت الوزير اللوزي إلى أن هناك حقائق يدركها الجميع وتفرض على كل أمة تمتلك رسالة ولها موقف في الحياة, بان يكون لها إعلامها الخاص بذلك، وأن توظف كل طاقاتها وقدراتها من اجل الحفاظ على وجودها، والتعريف بمكانتها ودورها في دائرة الوجود الذي انبثقت منه لتنطلق ولتبقى. وأردف قائلا :» اننا نؤمن بأن الحرية مقدسة لأنها هبة الله التى تميز المستخلف عن كل المخلوقات والكائنات, ولذلك فهى عنوان المسؤولية وضمادها وان التشديد على احترام المسؤولية والحرص عليها يمثل المتراس الاول في معركة صيانة الحرية وضمانة عطائها الخير لكل فرد ولكل مجتمع ولكل دولة». ومضى قائلا :» ونحن اليوم حين ننظر في المبادئ التى سوف تلهمنا في إعداد التشريع النموذجي العربي للبث الفضائي العربي, نسير قدما بدفع من قوة الايمان بالحرية والحرص على الالتزام بالمسؤولية، للوصول الى تشريع مثالي يستظل به الجميع، وينهلون منه مايجعلهم في فسحة من الارتهان للمخاوف والأغلال, وهو امر جوهري لا يحتاج الى التوافق بقدر حاجته الى شجاعة الاقرار بضرروة حماية الحرية بأفضل وأرقى المعاير القيمية والاخلاقية والانسانية. واستطرد قائلا « إن وجود تشريع عربي نموذجي, كما نآمل سيخرج الكثير من اقطارنا العربية من دائرة التردد والتهيب من التعددية الاعلامية والثقافية، ويدفع بها الى الاقدام بكل الثقة بالنفس وامتلاك الحجة الحضارية الغنية بالقيم والمآثر الانسانية السامية أمام تدافع انساني محتوم لابد لها من اجتراحه في خضم السوق الإعلامي المتحكمة وبالإيمان باقتدار امتنا العربية في أن يكون لها ولطاقاتها الاعلامية والفكرية والثقافية والابداعية والفنية مدارها الخاص بها في إغناء الفضاء الاعلامي العربي بالقنوات التلفزيونية المتميزة والقادرة على تحقيق الحضور الفاعل والغني في المشهد الانساني الماثل اليوم والذي اتسعت آفاقه ليحضن كل جديد، وبحيث يكون الاعلام العربي الأقدر على أداء الخدمة الاعلامية الحضارية التى تلبي حاجة أنسانية وحضارية ووطنية وقومية على حد سواء».وقال وزير الإعلام « وان اتفاقنا على القواعد العامة المنظمة لخدمات البث الفضائي العربي في صيغة الوثيقة المجمع عليها سوف يعتبر انجازاً تاريخيا وقيميا نحن في أمس الحاجة إليه في هذه المرحلة التى استشرى فيها التكالب العدائي،على كل ماهو ايجابي ونافع ومثمر في حياتنا العربية، واخذ البعض منا يستمرئ هذه اللعبة حتى ألم به السعار في التقليد الرخيص وصار يتلذذ بتعذيب وسلخ الذات».ودعا وزير الإعلام إلى اقامة اتحاد خاص للقنوات الفضائية العربية،ليكون له قرارت ملزمة وتوصيات بناءة تتجاوز حدود التشاور والتنسيق, وليقف الاتحاد اولا بأول امام كافة القضايا والمستجدات، ويناقش ويقر كل مايعزز الحرية ويصون الترجمة الأمينة للمسؤولية ويدافع عن اخلاقيات هذه المهنة النبيلة، و يعالج أية انحرفات للقنوات الفضائية وبمايجعل المصلحة العليا للأمة العربية شوكة الميزان في تلك المعالجات ويضمن أن يكون العمل الاعلامي الفضائي في صالح المواطن العربي، وحقه في الحصول على كافة الخدمات الاعلامية الفضائية وحماية حقوق المبدع العربي، وصيانة الملكية الفكرية فضلا عن دعم التوسع في خطوات الاستثمار المشترك لإغناء السوق القادرة على تلبية كافة احتياجات القنوات الفضائية .. معتبرا أن ذلك يصب في خدمة رسالة الاعلام العربي الغاية الكبرى التى سبق وان اتفق عليها وزراء الإعلام العرب ،بما في ذلك اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات التلفزيونية العربية والتى تم انشاؤها للتنسيق بين جهود القنوات الفضائية العربية الحكومية. وقال الوزير اللوزي :» إن الاعلام العربي من حيث المضامين والرسالة النبيلة التى يتحملها وبالاخص القنوات الفضائية .. قادرة على القيام بمسؤوليات كبيرة في اعادة ترتيب البيت العربي والاشارة الى الممكنات التى تصون النظام العربي القائم كي لا يتواصل الانهيار والتفكك». وأضاف :» كما أن الاعلام العربي قادر اكثر من ذلك على المساهمة الايجابية الفاعلة في اعادة بناء الهوية العربية الصحيحة وصيانة الشخصية القومية من التشوهات وفقدان القسمات والبصمات، عبر تنمية ثقافية متناغمة توظف لها كل الامكانيات والقدرات الاعلامية المذهلة من الكلمة الى الصورة ومن البرامج الى الدراما، خاصة وان تحديات البث الفضائي يمكن ان تلفظنا الى الهامش، او تسقطنا الى الحدود الدنيا من المشاهدة امام المتلقى العربي اذا لم نحقق نهضة وثورة في العمل البرامجي والعمل الدرامي التلفزيوني الفضائي، برؤية اصلاحية شاملة لأنها المادة التى ستوفر للمواطن العربي احتياجه الماس».ونبه وزير الاعلام إلى خطر وقوع المشاهد العربي في اسر القنوات الاخرى والاعمال الاخرى الموظفة برسائل محددة تجاهه وتجاه كافة المجتمعات الاخرى، مؤكدا أن ذلك صار واضحا ومستشريا. وقال« هناك تنافس مكشوف وقوي مؤثر ومدمر ومع ذلك يجب ان لا نخاف ويجب ان نفكر فيما يجب ان نعمل، خاصة وامتنا العربية تمتلك الامكانيات المادية وتمتلك رأس المال العربي القادر لأن يوظف في هذا الاتجاه، وكذا القدرات الابداعية الهائلة وادوات التقنية المعاصرة»، مشددا في ذات الوقت على أهمية استلهام روح الامة وعقيدتها وقيمها وتجنب الهرولة الى التقليد الأعمى. ونبه وزير الإعلام إلى أن هناك خطر كبير يداهم ويواجه حياة الآجيال الصاعدة، وقال :» ذلك الخطر القادم، او التحدي القادم يأتي عبر القنوات الفضائية الاخرى، سيما وأن البث الالكتروني الوسيلة الاعلامية القاهرة وعبر فنونها المتعدده، وبخاصة فن الدراما»، موضحا أن هناك قنوات تلفزيونية عديدة ومحطات اذاعية منتشرة تتنافس في تقديم انموذج الحياة الغربية، وتروج لها بأنها الارقى والمثل الاعلى . وتابع الوزير اللوزي قائلا «: لا نريد لوطننا العربي وللمشاهد العربي والمتلقى العربي ان يعيش مشروخ الذائقة ومستلب الارادة, ولكن اين نحن من قضية صياغة الذائقة التى نريدها ومن بناء الارادة الوطنية والعربية الحرة المستقلة لأنه لا يكفي مطلقا في التصدي لامر خطير في الحياة ان نتفق على القواعد العامة والمبادئ التى تتضمنها التشريعات المنظمة ونصدرها وانما ان نعمل سويا من اجل ترجمتها وبلوغ الاهداف المتوخاة منها». وعبر وزير الإعلام في ختام كلمته عن أمله في ان يخرج هذا الإجتماع بنتائج مثمرة من شأنها التأسيس لانطلاقة جديدة للعمل الاعلامي الفضائي، والاتفاق على عناصر الاقتدار الاعلامي العربي، في شبكة العمل القومي المشترك وتفعيل الاتفاقيات المقررة لتحقيق جدارة مواجهة تحديات التعددية الاعلامية العالمية، بقدراتها الهائلة والخارقة, وبمايكفل الإنتظام المبرمج في حسن التعامل الواعي والمسؤول مع هيمنة وطغيان الرسالة الثقافية «.