أصبحت أحسن أكاديميا ، وأروع رياضيا، وأنشط اجتماعيا وأرسخ عقليا
واشنطن / متابعات :لأول مرة في تاريخ أميركا، تصبح امرأة رئيسة لمجلس النواب: نانسي بلوسي، وهي من الحزب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا. ولأول مرة في تاريخ أميركا، بعد سنتين، ربما ستفوز امرأة برئاسة الجمهورية، إذا ساعد الحظ السيناتورة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وربما ستترشح امرأة أخرى لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الجمهوري: كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية.تقدم المرأة الأميركية خلال العشرين سنة الماضية، ليس تطوراً غريباً كما يرى مؤلف هذا الكتاب. فقد نافست الرجل في مكان العمل، ونافست زميلها الطالب في المدرسة الثانوية وفي الجامعة، بل تفوقت عليه في مجالات معينة. وأخيرا، زاد عدد الطالبات على عدد الطلبة في الجامعات. وصار واضحا ان المرأة ستلعب دورا كبيرا في مستقبل أميركا، بل في مستقبل العالم، كما أشار اسم كتاب جديد.اسم الكتاب: "بنات قائدات: فهم البنت الاميركية التي ستغير العالم". كتبه د. دان كندلو، استاذ علم النفس في جامعة هارفارد، ومدير عيادة نفسية خارجية لأكثر من عشرين سنة، ومؤلف كتاب: "تربية كين: حماية الحياة العاطفية للولد الاميركي". حذر في الكتاب الاول من الاهتزاز النفسي للولد الاميركي (خاصة بسبب تفوق البنات عددا وثقة)، وها هو في هذا الكتاب الجديد يميل نحو البنت الاميركية ميلا نفسيا وعلميا، ليهئ العالم ( واميركا قائدة العالم) لنوع جديد من القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.بدأ الكتاب بأول "حقيقة" شائعة، ونفاها، وهي إن البنت الأميركية، خاصة في مرحلة المراهقة، تحس بأنها اقل ثقة بنفسها، واقل ثقة من الولد في عمرها. وذكر ان الأبحاث العلمية والنفسية التي أجراها أثبتت العكس:أولا: تفوقت البنت على الولد في المجال الأكاديمي.ثانيا: تفوقت عليه في ثقتها بنفسها.ثالثا: يتوقع أن تتفوق في المستقبل، اجتماعيا وسياسيا، وربما اقتصاديا.وقال الكتاب إن تفوق (وكثرة) البنات ربما لا يحتاجان إلى بحث علمي، وأشار إلى مثالين:الأول: أشار إلى بنتيه: "دايانا" و"جوليا" (أهدى الكتاب لهما). ثانيا: أشار إلى المكاتب والشوارع والميادين الرياضية، حيث صارت البنت في كل مكان: وزيرة، وشرطية ورياضية، تجري في الشوارع، أو تنافس في الاولمبياد، او تأخذ أولادها (وبناتها) إلى تمارين كرة القدم. إنها، كما قال الكتاب، أصبحت "أحسن أكاديميا، وأروع رياضيا، وأنشط اجتماعيا، وارسخ عقليا". وأضاف إنها "تعرف، أكثر من زميلها، ماذا تريد في الحياة، وكيف تصل إلى ما تريد".إن "البنت الأميركية الجديدة"، حسب الكتاب، تحس ربما نفس إحساس "الزنجي الأميركي الجديد": إحساس الانعتاق من سنوات سيطرة الرجل (الرجل الأبيض في حالة الزنجي، والرجال في حالة النساء). وقال إن إحساس الانعتاق ليس للانتقام من ما كان الرجل يفعل بالمرأة عبر مئات السنين، ولكن لتأكيد استقلاليتها عنه، ونسيان ما فعل في الماضي، وعدم الاهتمام بما يفعل في الحاضر.ويقول الكاتب: "اقتنعت، تدريجيا، إن البنت الأميركية الجديدة تختلف اختلافا أساسيا عن بنت الأجيال السابقة. لهذا سميتها "الفا" (أول حروف اللغة الإغريقية القديمة، وتعني: قائدة، أو يتوقع أن تكون قائدة). وقدم الأوصاف الآتية للبنت "الالفا":أولا: "ذكية، ورشيقة، ونشطة، ومتحركة جسمانيا".ثانيا: "ثقتها بنفسها تحير زملاءها، وتسبب لهم، أحيانا، صدمة".ثالثا: "لا تعتبر الجنس (الذي يجنن الرجال) جزءا من هويتها".رابعا: "تنظر إلى نفسها، اولا، كإنسانة، ثم، ثانيا، كبنت".خامسا: "لا تهتم برأي الرجل فيها، ولا تخاف سيطرته عليها".ويتساءل الكتاب : لماذا صارت "البنت الأميركية الجديدة" مختلفة عن سابقاتها؟ ولماذا حدث هذا في هذا الجيل، لا في الجيل السابق أو القادم؟ يعتقد المؤلف أن هذا الجيل هو أول جيل يتربى ويكبر بعد تحقيق الحقوق المدنية للنساء (خلال الستينات والسبعينات والثمانينات). وإنها بدأت تتخلص من ثلاثة أشياء كانت تعاني منها:أولا: كانت لا تثق في نفسها. ثانيا: كان المجتمع يضعها في درجة اقل من درجة الولد. ثالثا: كانت تنظر إلى جسمها نظرة سلبية (أما سمينة أو نحيفة أو قصيرة أو طويلة، أو انفها طويل، أو صدرها صغير الخ ...)لكن، كما يقول الكتاب: "ليس كل بنت "الفا". هناك بنات قليلات الثقة بأنفسهن، وقلقات، ومصابات بتوتر، واحباط، ولا يعرفن كيف يواجهن المضايقات الجنسية، وكيف يعالجن اثارها". لكن، اضاف المؤلف: "اريد ان اوضح في هذا الكتاب ان نفسية اغلبية البنات تغيرت. وربما تغيرت الى غير رجعة".استفاد مؤلف الكتاب، بالإضافة الى شهاداته الجامعية، وعمله كأستاذ جامعي، وادارته لعيادة نفسية لأكثر من عشرين سنة، من عمل ميداني شاق، زار فيه مدارس ثانوية في عشر ولايات، وقابل اكثر من مائة وخمسين طالبة، وجمع معلومات مباشرة منهن. ولاحظ ان "البنت الألفا" ليست، بالضرورة، بيضاء، وتنتمي الى الطبقة العليا. وذلك لأن بنات سوداوات يعشن في احياء فقيرة عبرن عن نفس أحاسيس الاستقلالية والفردية.ويجيب الكتاب حول سؤال : ما هي صفات "البنت الألفا"؟أولاً: تحصل، وتحافظ على، درجات أكاديمية عالية.ثانيا: تشترك في نشاطات مثل الرقص والموسيقى والرياضة، وتعرف لغة أجنبية.ثالثا: تساهم في أعمال اجتماعية في الحي او المدرسة.رابعا: تتمتع بشخصية محترمة.خامسا: تركز على العائلة، التي جاءت منها، والتي تريدها.أوضح الاستفتاء الذي أجراه مؤلف الكتاب، ونشر نتائجه في الكتاب، "حقيقة" خطأ آخر، وهو إن البنت "الألفا" ليبرالية، والليبرالية لا تركز على العائلة مثل البنت المحافظة. بالعكس، قالت نسبة كبيرة من هؤلاء البنات ان العائلة "مهمة جدا" في حياتهن. ولهذا قال الكتاب إن البنت الأميركية الجديدة تنتمي إلى جيل "أنا". لكنها، ربما عكس الولد، تضيف كلمة "عائلة"، أي أنها تريد أن تكون مستقلة وليبرالية وعائلية، بدون أن ترى أي تناقض في ذلك. ولاحظ الكتاب أن كثيرا من الشركات الأميركية بدأت بتوفير مواعيد عمل " مرنة" للنساء المؤهلات، حين يحملن، او ينجبن، حتى لا يضطررن لترك العمل.لكن، في نفس الوقت، تكبر البنت وتفاجأ بأن الخيارات أمامها ليست بهذه السهولة، وان التوفيق بين المال والزواج والأطفال ليس سهلا في المجتمع الحديث.لهذا، قال الكتاب إن البنت الأميركية صارت تؤجل الزواج ربما عمدا، لأنه صار هدفها الثالث في الحياة. تريد، أولا، التعليم، ثم الوظيفة، ثم الزواج. ولهذا، صارت البنت تقول إنها لا تمانع إذا تزوجت بعد سن الثلاثين، لا لأنها لم تجد زوجا، ولكن لأن خطتها في الحياة تغيرت، وأصبح الزواج الهدف الثالث.وقال الكتاب إن هذا تطور جديد في مسيرة البنت الأميركية التي مر عليها وقت كانت تختار فيه بين العائلة والتعليم. ثم جاء وقت صارت تختار فيه بين العائلة والوظيفة. لكنها الآن تريد حسم هذه الحيرة، وذلك بتأجيل العائلة إلى ما بعد الحصول على الوظيفة.وأوضحت إحصائية نشرها الكتاب أن 12 في المائة من الأطفال، قبل عشر سنوات، ولدوا لأمهات تزيد أعمارهن عن ثلاثين سنة. لكن، ارتفعت النسبة، قبل سنتين، إلى 15 في المائة، ويتوقع أن تصل إلى 20 في المائة بعد خمس سنوات.وجاء في الكتاب أن "البنت الأميركية الجديدة" عندما تتزوج، لا تغير شخصيتها الاستقلالية، ولا ترضخ لرغبات زوجها، ولا تريد ان تقل عنه ولا درجة واحدة. ونقل الكتاب على لسان "هيلين"، وهي واحدة من اللائي شملهن الاستفتاء، قولها: "خطتي هي أن أكون "الفا" (اولى) في الزواج، مثلما أنا الآن "الفا" في المدرسة الثانوية". وأضافت: "لا أريد أن أصبح أسيرة عند زوجي. عندي خطط كثيرة للمستقبل، وأنا من النوع الذي لا يهادن في تنفيذ خططه".وقالت "بيكي": "أريد أن التعلم لأحصل على وظيفة ممتازة حتى لا اعتمد على زوجي، وحتى لا اجبر نفسي على انو أعيش معه أذا اختلفنا. أريد آن اضمن مستقبلي ومستقبل البنائي من الآن".وخلص الكتاب إلى أن "البنت الأميركية الجديدة" ستغير خريطة أميركا (وبالتالي خريطة العالم). لكن، هناك مشكلة، وهي انه كلما زادت ثقة البنت بنفسها، كلما زاد خوف الولد منها واعترفت بذلك بنات في الكتاب. قالت "روكسان": "سمعت أكثر من ولد يقول لي انه يخاف منى لأني قوية الثقة بنفسي. ويزيد هذا من ثقتي بنفسي".