لوحة «نقوش الأجداد» عمل استعراضي مسرحي لمناسبة أعياد الثورة اليمنية
د.زينب حزامأنه عمل فني رائع بدأ في تصميمه الفنان الاستعراضي فريد الظاهري الذي وافته المنية وهو في قمة مجده الفني،حيث كان في عمره وعمله على تصميم لوحته الاستعراضية "نقوش الأجداد" بمناسبة أعياد الوحدة اليمنية في مدينة إب الخضراء المقرر عرضه في 22 مايو 2007م،ولكن القدر شاء أن يختاره لجوار به وسط شهر مارس 2007م وهكذا رحل فناننا الرائع وقلوبنا مملوءة بالأسى والحزن لفراقه،خاصة وأنه فنان قد أحبه الجميع لأخلاقه النبيلة وعمله الفني المتقن،انه الفنان فريد الظاهري في أعماله الاستعراضية الفنية نجد ملمحاً إنسانياً خاصاً،بسيطاً متطلعاً للمستقبل الأفضل يسعى دوماً للتغيير والتجديد في عمله الفني،ولهذا رغم رحيله،بقى فنه خالداً يدل على فنان عشق الفن بكل حواسه وعقله ليبني لنا أين يبدأ القصد وما هي حدود المصادقة.الفنان الراحل فريد الظاهري عشق الفن الاستعراضي،وسعى إلى التجديد في معظم لوحاته الفنية التي شاركه في تصميمها زوجته الروسية الأصل سلمى الظاهري،كما شاركه في الموسيقى الغنائية لمعظم لوحته الاستعراضية الفنان أحمد بن غوذل.[c1]الملمح الإنساني في لوحته الاستعراضية[/c] من يشاهد لوحته الاستعراضية التي قدمت قبل سنتين في صنعاء بمناسبة أعياد 22 مايو نجدها ممتلئة بالمشاهد الإنسانية للصور من الريف اليمني ثم مشاهد للمدن اليمنية وما فيها من أسواق شعبية تجذب السياح،إضافة إلى رقصات استعراضية صنعانية وعدنية وحضرمية،لقد أبدع الفنان الراحل فريد الظاهري في عمله الفني الذي يحمل المعاني البسيطة والمشاعر الإنسانية البسيطة التي ترجمت الواقع المعيشي للمجتمع اليمني.وعبر عن ذلك في لوحته الاستعراضية التي شاركته في تصميمها زوجته الفنانة الاستعراضية سلمى الظاهري وذلك بصباغات بسيطة ورائعة وحاذقة معاً.وهو ما ترى أن الفنان الظاهري يعتمد دائماً إلى فعله،فالموضوعات في معظم لوحاته الاستعراضية بسيطة العناصر والمظهر مهما كانت تحمل المضمون المعقد والصياغات الفنية تجئ لديه دائماً دون تعقيد أو تكرار.خلاصة القول...أن فناننا الراحل فريد الظاهري معظم أعماله مستوحاة من المجتمع اليمني التراث الإسلامي والشعبي،والفنون الشعبية اليمنية،وقد امتزجت بحواس فنان تميز بالتعبير الفطري والبدائي،أو تجول ألوانها الذي وضعه فناننا الراحل فريد الظاهري إلى همس لوني شاعري رقيق،قدر ما يهم مدى التوافق بين الشاعر والأفكار والأساليب والصياغات،على الرغم من ما يربطها جميعا من روح واحدة إنسانية شاعرية النكهة وهذا ليس غريباً على فناننا الذي نشأ في الطبيعة الخضراء من اليمن وترعرع في أسرة ثقافية متوسطة الحال ثم سافر لتلقي دراسته الأكاديمية في موسكو وعاد إلى اليمن يقدم أروع اللوحات الفنية الاستعراضية.اثبت الفنان الراحل فريد الظاهري الحضور الإنساني في معظم أعماله الفنية الاستعراضية وحبه القوي للوطن والمجتمع والبيئة التي يعيش فيها خاصة المدرجات الخضراء المزينة بأشجار البن والفواكه والقمح والخضروات في مدينة صنعاء وإب والحديدة وذمار وتعز وعبرت عن مشاعره الرقيقة ورغباته وأحلامه الشاعرية بحضور في أعماله الفنية التي يعيشها،حيث بدأ بالمضمون إنساناً بسيطاً بينما اختلفت البناءات وتنوعت فقد بدأت مجموعته الأولى وهي التي قدمت في مهرجان 22 مايو بصنعاء قبل سنتين بدأ الفن المعماري الصنعاني يسيطر على معظم اللوحة الاستعراضية بينما وجدنا المدرجات الخضراء كما يبدو وتسيطر على معظم لوحته الاستعراضية التي لم يكملها بعد،وسوف تقوم بإكمالها زوجته سلمى الظاهري التي من المقرر أن تقدم في مهرجان 22 مايو بمدينة إب.إن معظم لوحات الفنان الراحل تنبض بالحياة وحسن التعبير،مؤكداً تلك السمة الرئيس.وهي أن الإنسان بهيئته،كما هي،أو تحورت ملامحه لتزيد من قدراته في التعبير الفني،أو تزاحمت هذه العناصر والمفردات فإن فناننا ظل دائماً فناننا متميزاً وبسيط المظهر ومحباً لعمله ووطنه.