الإمارات حذّرت سابقاً من النصب “بأسماء فتيات خليجيات”
الاتصال بالضحايا المستهدفين عبر البريد الإلكتروني والهاتف
الشارقة/ متابعات:تعرض مواطن خليجي لعملية احتيال إلكتروني دولية، كلفته السفر إلى الإمارات ودفع ما يعادل ربع مليون درهم، طمعاً في الحصول على ما يقارب 10 ملايين دولار أمريكي.وقالت شرطة إمارة الشارقة الأربعاء الماضي: إن «جريمة الاحتيال الدولية»، حسب وصفها، بدأت عندما تلقى الشخص الذي ينتمي لدولة خليجية مجاورة للإمارات رسالة عبر البريد الالكتروني تفيد أن له وديعة باسمه بقيمة 9 ملايين و500 ألف دولار أمريكي لدى فرع احد المصارف العالمية بالإمارات.وأمام جدية الرسالة التي بدا أنها مرسلة من لندن وتكرار مخاطبة المعني صدق الضحية مضمون الرسالة وحضر إلى الإمارات، والتقى بمرسلي الرسالة وهما إفريقيان، وبعد نقاش، نجحا في خداعه وحصلا منه على مبالغ مالية عديدة مقابل إنهاء إجراءات تحرير الوديعة، واستمر الضحية في سداد مبالغ مالية كبيرة بلغ مجموعها 284 ألف درهم.واستمرت علمية الاحتيال حتى طلبا منه سداد نصف مليون درهم لفتح حساب باسمه في احد المصارف العالمية بجزر البهاما، ما أثار شكوكه، وأبلغ الشرطة التي شكلت فرقة أمنية متخصصة في جرائم النصب والاحتيال لمتابعة القضية، وخلال 48 ساعة، تم القبض عليهما في كمين بمدينة الشارقة، حيث تبين أن احدهما نيجيري والآخر من رعايا دولة ليسوتو الإفريقية، وبمواجهتهما اعترفا بدورهما في تخطيط عملية الاحتيال الالكتروني على الضحية.ووصفت الشرطة الواقعة بأنها احدث قضايا احتيال دولية يتم من خلالها انتقاء الضحايا المستهدفين والاتصال بهم عبر البريد الالكتروني أو الرسائل الهاتفية، وإيهامهم بوجود جوائز أو مبالغ مالية أو ودائع بأسمائهم لدى بعض المصارف العالمية.وتأتي هذه الواقعة بعد 3 أشهر من حملة موسعة أطلقتها شرطة أبوظبي للتوعية بصور جرائم الاحتيال الالكتروني، التي شهدت تزايدا كبيرا في دول الخليج، وحذرت الشرطة وقتها مما أسمته «بالنصب الهاتفي بأسماء فتيات خليجيات».وأوضحت في بيان أن المحتالين لجأوا إلى أسلوب جديد في «جرائم النصب والاحتيال عبر الرسائل النصية الهاتفية والمكالمات الخادعة بتقنية «الهندسة الاجتماعية»، منها تقمّص الجُناة شخصية فتيات بأسماء عربية متعددة للإيقاع وجذب ضحاياهم من الإماراتيين والمقيمين بالإمارات.وأشارت الى ان الضحية يتلقى رسالة هاتفية باللغتين العربية أو الانجليزية تقول «والدي في المستشفى، وبحاجة إلى مساعدة طبية عاجلة. أرجو إرسال رصيد على هاتف رقم (...)، وسيحتسب ذلك في ميزان حسناتك. أختكم المحتاجة (....)».ومن صور الاحتيال التي كشفتها الشرطة الإماراتية رسائل هاتفية لفائزين بجوائز كبرى، ومنها رسالة يقول نصها «مبروك، ربحت معنا سيارة اتصل على الرقم التالي (.....) للحصول على الجائزة بعد سداد الرسوم المقررة» وأخرى: «مبروك.. ربحت شيك، الرجاء الاتصال على الرقم (..)». من جانبها، قالت شرطة مدينة العين الإماراتية في بيان آخر إنها «تصدت لمحاولات نصب إلكتروني بملايين العملات الأجنبية. وتمادى هؤلاء المحتالون لدرجة أنهم حاولوا الإيقاع بأحد موظفي الشرطة في جرائمهم.وكشفت القيادة العامة لشرطة أبوظبي في حملة التوعية بالنصب الالكتروني أن إجمالي عدد عمليات جرائم النصب والاحتيال الهاتفي والالكتروني على مستوى أبوظبي والعين، التي تمّ الإبلاغ عنها، خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 108 بلاغات، منها 58 بلاغاً عن احتيال هاتفي و39 بلاغاً عن احتيال الكتروني، واستنزف النصّابون من الضحايا مبلغاً زاد على 250 ألف درهم.وانتقدت الشرطة في بيانها «سذاجة البعض ووقوعهم ضحايا في مثل هذا النوع من عمليات النصب».وأعربت شرطة أبوظبي في حملتها عن «أسفها لعدم تحكيم الضحايا لعقولهم في التمييز بين ربح جائزة حقيقية وربح أخرى وهمية، متسائلة كيف يربح الشخص جائزة دولية أو محلية، وهو لم يشترك سلفاً في أي مسابقة؟». ولفتت إلى أن بعض الضحايا لا يبلّغون عن الجريمة، إما لإحساس الضحية منهم بأنه شريك فيها أو لأسباب اجتماعية، داعية الجمهور، خاصة صغار السن منهم، إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم التجاوب والانسياق نهائياً مع هذه الاتصالات.