عبدالكريم عبدالله إسماعيلتعد عمليات تربية الأحياء المائية والاستزراع السمكي من العمليات البديلة لإنتاج المصائد الطبيعية في المياه البحرية الداخلية وتعويض النقص الحاد في مخازن المصائد الطبيعية المتوقعة خلال السنوات القادمة . على مستوى العالم.إذ تشير إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة " FAO” إلى النمو المستمر في الإنتاجية السنوية لمزارع تربية الأحياء المائية خلال العشر السنوات الماضية حيث بلغ الإنتاج العالمي أكثر من 51 مليون طن وتستأثر البلدان الآسيوية بنسبة 91% من الإنتاج.ولهذا فان نمو قطاع تربية الأحياء المائية بشكل أسرع من قطاعات إنتاج الأغذية الأخرى وهو دائماً مايعوض النقص في الإنتاج السمكي من المصائد التقليدية ، والذي يكون ناتجاً عن الصيد الجائر أو التلوث.يلعب قطاع تربية الأحياء المائية دوراً مهماً في المزارع العائلية أو المشاريع الصغيرة في الدول الافرو- أسوية، فهذا القطاع يعتبر مصدراً مهماً لتوفير فرص العمل والأمن الغذائي للمجتمعات رغم أن المزارعين لايملكون المصادر الكافية لاستغلال جميع الإمكانيات المتوفرة في تربية الأحياء المائية وذلك بسبب الطرق البدائية التي يستخدمونها بالإضافة إلى اصطياد الأنواع السمكية ذات القيمة المنخفضة الأمر الذي يؤدي إلى قلة العائد منه.ولأهمية هذا الموضوع واستشعاراً من الدول النامية لأهمية إنتاج الأسماك عقدت في العاصمة العمانية(مسقط) الورشة الدولية لتشجيع الاستزراع السمكي في الحيازات الزراعية بمشاركة العديد من الدول الإفريقية والآسيوية. حيث شاركت من اليمن الباحثة مترا فضل احمد من الإرشاد الزراعي مكتب الزراعة محافظة لحج التي قدمت ورقتها حول تجربة اليمن في هذا المجال حيث تطرقت فيها إلى خوض اليمن هذه التجربة بإنشاء مركز أبحاث لتربية الأحياء المائية في محافظة عدن التي بدأت بإجراء الأبحاث والتجارب على استزراع الجمبري وإنتاج الزريعات (اليرقات) لزيادة المخزون منها وتقديم الخدمات والاستشارات للمزارع التي يمكن ان ينشئها القطاع الخاص الذي ساهم مبكراً في منتصف التسعينات في إجراء تجارب استزراع الجمبري وقد قامت به شركة (مرجان) من خلال إجراء تجارب استزراعه في أحواض مدينة الشحر وان لم يكتب لهذه التجربة النجاح، الا إنها كسرت حاجز الخوف من مساهمة القطاع الخاص في هذا المجال ، حيث يتم حالياً إنشاء مزرعة كبيرة للجمبري في منطقة (اللحية) شمال الحديدة على مساحة(500 هكتار) ومازالت في مرحلة الإنتاج التجريبي.كما تؤكد الباحثة اليمنية مترا فضل أن اليمن تتميز بمناخ الشواطئ الحارة طوال فترات العام وهو مايمثل بيئة صالحة لعمليات استزراع الجمبري، إذا ما تطور وتوسع يمكن أن يشكل إنتاجه في بلادنا مصدراً هاماً من مصادر الدخل القومي بالإضافة إلى زيادة المخزون السمكي في ظل الاصطياد الجائر لمناطق التوالد والتلوث البحري.كما أكدت على أهمية الدراسة الميدانية التي تمت من قبل مركز أبحاث علوم البحار بالتعاون مع المعهد القومي والمصائد التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جمهورية مصر العربية لتحديد المواقع المتاحة والصالحة لاستزراع الجمبري في اليمن التي أظهرت نتائج المسح الميداني ملاءمة خمسة عشر موقعاً في البحر الأحمر وخليج عدن لاستزراع الجمبري.وأكدت الباحثة ضرورة تبني الدولة ممثلة بوزارة الثروة السمكية والقطاع الخاص لهذه الدراسة وتطبيقها في الواقع العملي لما لأهمية هذا المنتوج الحيواني في الأسواق العربية والعالمية التي سينعكس على زيادة الدخل القومي ورفع وتحسين مستوى المعيشة لشريحة الصيادين.
الورشة الدولية لتشجيع الاستزراع السمكي في الحيازات الزراعية بالعاصمة العمانية ( مسقط )
أخبار متعلقة