أضواء
ليست المرأة شعاراً للرجل.. فيتباهى أن تكون شيئاً من ثقافته أو اهتماماته.. ولا هي أيضاً جزء من حضوره.. الدولة قدمت الكثير للمرأة.. بداية عندما فرض الملك فيصل فتح مدارس البنات، وقال ما معناه(ها هي موجودة لمن ترغب).. والدولة قاومت الانغلاق؛ فوفرت الحماية لها متجولة في الأسواق أو مرتادة لمقهى أو مطعم حتى أصبح حضورها طبيعياً مثل أي مواطن.. مؤسف هذا الإيضاح.. لكن ركاكة التركيب الاجتماعي والاختلاف بين رجل ورجل يستدعيان وجود مثل هذا الإيضاح!.المرأة في كل الأحوال لم تكن مجرد بداية شعر غزلي رقيق يتلوه الرجل متى ماأراد أن يتحدث عن وجدانية تكوينها.. ولا هي زيّ استعراضي تمر به بعضهن في مناسبات بيع الملابس.. هي متعلمة بل ومتخصصة علمياً، لكنها مطمورة في فراغها، فتُعامل وكأنها كتاب رصين يستدعي -حين يستلزم الأمر- إقناع ضيف أو مناسبة هامة بأهمية محتواه.المرأة في الحقيقة ليست مضموناً لكل الاعتبارات السابقة.. ولا هي فراغ ضائع أو نجمة ظلام ليلي يخمن الرجل قدرات ضوئها أكثر مما يعرف عن تفاصيل قدراتها.. هي في الواقع طاقة عمل متنوع، تشغل مختلف مواقع متنوعات العمل الإداري والطبي والبحثي والثقافي والإعلامي بأعداد لو قورنت بما هي عليه أوضاع المرأة في المجتمعات المتقدمة؛ لما وجدنا أن هناك تباعداً كبيراً في نسب المقارنة باستثناء مهن ثانوية ليست في مثل أهمية مهن أخرى.هي موجودة إذاً في مواقع مرموقة، وقد لاحظنا -بل عايشنا- زمالتها في الغرف التجارية، وفي تملك رأسماليات جيدة، وفي إدارة مسؤوليات غير بسيطة، وأهم من كل ذلك أن هناك سيدات برزن، وقدرن محلياً وعالمياً نتيجة بروزهن العلمي المتمكن في تخصصات لم تكن سهلة على الرجل.. الرجل الذي مازال يتصور أنه جاد في تعليم المرأة.. هي متعلمة.. جاد في توظيفها.. هي مثله بين صاحب عمل وعاطل، وربما تتفوق عليه في بعض إمكاناتها العلمية.. لكن! متى يتوقف الرجل-عندما يكون صاحب حضور في اجتماعات بحث مسائل هامة محلية أو اجتماعات ذات مشاركات دولية- عن أن تكون دعوته لحضور المرأة، أو تدوين عضويتها ليست إلا مجرد إضافة ديكورية، وجعلها برهنة على حضور نسائي أمام شهود عيان.. ليس إلا؟! فلماذا لا تكون صاحبة مشاركة متنوعة مثلها في ذلك مثل مَن دعاها؟! يجب أن تأتي أو تتواجد، لا لتسجيل حضور أنثوي، بل لأداء عقل وثقافة متخصصة لما تستطيع أن تفيد به المناسبة التي دُعيت إليها.[c1]*عن/ “الرياض” السعودية[/c]